ميركل وماكرون.. نقاط الخلاف ونقاط التوافق

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 16.05.2019 10:52
المستشارة الألمانية انغيلا ميركل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الفرنسية المستشارة الألمانية انغيلا ميركل مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون (الفرنسية)

كشفت المستشارة الألمانية انغيلا ميركل عن حدوث "مواجهات" مع الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، معترفة بوجود خلافات بالتفكير بينهما.

جاء ذلك في تصريحات أدلت بها ميركل، خلال مقابلة أجرتها معها صحيفة "زود دويتشه تسايتونج" الألمانية، الأربعاء، وتطرقت خلالها للحديث عن عدد من القضايا تتعلق بالشأن الأوروبي.

وقالت المستشارة الألمانية "بالطبع، خضنا مواجهات"، وأضافت "ثمة خلافات بالتفكير" بينها وبين الرئيس الفرنسي وخلافات في فهمهما للأدوار.

واختلف المسؤولان مرارا في الأشهر الأخيرة، حول تجميد ألمانيا بيع الأسلحة إلى السعودية بعد مقتل الصحافي جمال خاشقجي، وحول مستقبل الاتحاد الأوروبي، مروراً ببريكست والتأجيلات الممنوحة إلى بريطانيا.

رغم ذلك أشارت المستشارة في المقابلة، إلى "الخطوات الكبيرة" التي جرى التوصل إليها بفضل الثنائي الفرنسي الألماني، وخصوصا في مجال الدفاع.

وقالت ميركل "قررنا أن نطور سوياً مقاتلة ودبابة. (...) هذه علامة على الثقة لناحية مزيد من التعويل الثنائي على صعيد السياسة الدفاعية".

ووقع الجانبان في يناير/كانون الثاني الماضي معاهدة إيكس-لا- شابيل بشأن التعاون والتكامل الفرنسي الألماني.

وردا على سؤال عما إذا كانت العلاقات تدهورت في الأشهر الأخيرة، قالت ميركل "لا، أبداً". لكنها أقرت بأنها وماكرون شهدا "سياقات زمنية مختلفة".

وشرحت أنه خلال الخطاب الذي ألقاه الرئيس الفرنسي في جامعة السوربون بباريس في شهر أيلول/سبتمبر 2017، وخصصه لإحياء المشروع الأوروبي، كانت قد تجاوزت لتوها الانتخابات التشريعية وتسعى الى تشكيل ائتلاف جديد.

وكانت المستشارة الألمانية تعرضت لانتقادات، بما في ذلك من فريقها المحافظ، لعدم تلقفها مقترحات ماكرون.

وسلطت ميركل الضوء أيضاً على الاختلافات السياسية بين البلدين: "أنا مستشارة حكومة ائتلافية وأنا مرتبطة أكثر بالبرلمان مقارنة بالرئيس الفرنسي الذي لا يملك أبداً صلاحية دخول الجمعية الوطنية"، بسبب الفصل بين السلطتين التنفيذية والتشريعية.

في شأن آخر شددت المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، على ضرورة إعادة أوروبا لتمركزها في العالم المتغير، مشيرة إلى الأهمية الكبيرة التي تحظى بها انتخابات البرلمان الأوروبي المزمع إجراؤها في 26 مايو/أيار الجاري.

وأعربت ميركل عن قلقها وعدد من المسؤولين الأوروبيين، لم تسمهم، بشأن مستقبل أوروبا، مضيفة "وهذا خلق لدي شعور دفعني لتعزيز مدى مسؤوليتي في الاهتمام مع الآخرين بمصير أوروبا".

وتابعت قائلة "لا شك أنه يتعين على أوروبا إعادة تموقعها وتمركزها داخل العالم المتغير، فبعض الحقائق التي تغيرت عقب الحرب لم تعد صالحة".

مصالح مشتركة مع تركيا:

وتطرقت ميركل في تصريحاتها للحديث عما طلبه السياسي الألماني، مرشح حزب "الشعب الأوروبي" في انتخابات البرلمان الأوروبي، مانفريد ويبر، من وقف مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي؛

وقالت ميركل في هذا الصدد "المفاوضات مع تركيا تبقى مفتوحة، ودائمًا ما تحدثت عن علاقة خاصة مع ذلك البلد، قد تكون الأفكار السياسية مختلفة في بعض النقاط، لكن ثمة مصالح مشتركة".

وأشارت ميركل إلى الأزمة السورية، وكذلك مكافحة الإرهاب، كنماذج للمصالح المشتركة مع تركيا، مضيفة "السياسة الخارجية دائمًا ما تتم من خلال مزيج بين القيم والمصالح، وهناك يتعين تفعيل التوازن اللازم".