فرنسا.. دعوات حقوقية لاستعادة مواطنيها المحكومين بالإعدام من العراق

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 29.01.2020 10:27
من الأرشيف (من الأرشيف)

حثت اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان في فرنسا الحكومة على استعادة مواطنيها المحكومين بالإعدام في العراق لانضمامهم إلى تنظيمات متطرفة، احتراماً للمبادئ القانونية الفرنسية ولضمان أمنها.

وقالت اللجنة في تقرير نشر الثلاثاء "على فرنسا أن تعطي أولوية لإعادة مواطنيها الذي يشتبه بأنهم متطرفون أو محكوم عليهم بالإعدام في المحاكم العراقية".

وحكم على 11 فرنسياً ألقي القبض عليهم في سوريا بالإعدام في العراق العام الماضي، بينما حكم على ثلاثة آخرين بينهم امرأة بالسجن المؤبد للاشتباه بانتمائهم إلى تنظيم داعش.

واعتبرت اللجنة التي أعربت عن "قلقها" إزاء هذا الوضع أن فرنسا التي تعارض رسمياً حكم الإعدام لا تحترم "قيمها والتزاماتها الدولية" في هذا الملف.

وأشارت خصوصاً إلى قبول فرنسا بنقل هؤلاء من سوريا "دون أساس قانوني" إلى العراق الذي لا زال يطبق حكم الإعدام، ويتم فيه الحصول على الاعترافات "عبر التعذيب" وتجري فيه "محاكمات غير عادلة" لمدة "أقصاها 30 دقيقة" وبدون "تحقيق مسبق".

وتساءلت اللجنة عما إذا كان العراق يملك "اختصاصاً قانونياً" لمحاكمة فرنسيين "لم يذهب نصفهم من قبل أبدا إلى الأراضي العراقية"، وعن إمكان محاكمتهم في فرنسا إذا ثبت تورطهم بالتخطيط لهجمات على الأراضي الفرنسية.

وقالت إن على فرنسا تجنب "أن يتم الإفراج عن مقاتلين قد يرتكبون من جديد أعمالاً إرهابية". واعتبرت أن الوضع "لا يزال هشا ومقلقاً"، في العراق كما في سوريا حيث "فر مقاتلون من مخيمات وسجون" مؤخراً.

ويأتي ذلك في ظلّ نقاش حول ترحيل نحو 150 فرنسياً و300 طفل من عوائل مقاتلين في تنظيم داعش، مسجونون أو محتجزون في مخيمات في سوريا.

وحضت اللجنة في أيلول/سبتمبر فرنسا، المعارضة حتى الآن لأي ترحيل جماعي، على أن تعيد الأطفال الذين يعيشون "في ظل ظروف إنسانية كارثية" بأسرع ما يمكن.

ويعد الأمر شديد الحساسية بالنسبة للحكومة الفرنسية، خصوصاً مع إظهار استطلاعات أخيرة للرأي معارضة الرأي العام لإعادة المقاتلين المتطرفين إلى البلاد.

وأعلن باتريك بودوان محامي وعضو في اللجنة أن "على السلطات تجاهل الاعتبارات المتعلقة بالرأي العام لكي تحترم قيمنا الجوهرية ولضمان أمن بلدنا".

وتقدم اللجنة الوطنية الاستشارية لحقوق الإنسان التي تضم ممثلين عن المجتمع المدني واختصاصيين استشارات واقتراحات للحكومة الفرنسية.