ماكرون يرفض الاعتذار عن الممارسات الفرنسية في الجزائر إبان الاستعمار

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 21.01.2021 10:31
جنود فرنسيون في العاصمة الجزائرية عام 1956 AP جنود فرنسيون في العاصمة الجزائرية عام 1956 (AP)

قال مكتب الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الأربعاء، إن الرئيس لا ينوي تقديم اعتذار رسمي عما فعلته فرنسا في الجزائر من مجازر وجرائم حرب، وذلك قبيل نشر تقرير هام حول كيفية تعامل بلاده مع ماضيها الاستعماري في الجزائر.

وقال مكتب ماكرون إنه لن يكون هناك "ندم ولا اعتذار" عن احتلال الجزائر أو الحرب الدامية التي شنتها فرنسا طوال ثماني سنوات ضد المجاهدين الجزائريين قبل أن تأخذ الجزائر استقلالها بعد 132 عامًا من الحكم الفرنسي، مضيفًا أن الرئيس الفرنسي سيقوم بدلاً من ذلك بعدد من "الأعمال الرمزية" التي تهدف لتعزيز المصالحة.

ولا تزال الفظائع التي ارتكبها الفرنسيون في حرب الاستقلال الجزائرية 1954-1962 سبباً في توتر العلاقات بين البلدين بعد ستة عقود.

رغم أن ماكرون، أول رئيس يولد بعد الحقبة الاستعمارية، قد قام بما لم يقم به أسلافه من الاعتراف بالجرائم الفرنسية في الجزائر.

والأربعاء قدم المؤرخ الفرنسي بنجامان ستورا للرئيس ماكرون تقريرا حول الاستعمار وحرب الجزائر (1954-1962) يحوي مقترحات لإخراج العلاقة بين باريس والجزائر من الشلل الذي تسببه قضايا الذاكرة العالقة.

وذكر بيان صادر عن الإليزيه أن ماكرون شكر المؤرخ ستورا على ذلك العمل، وطلب بمواصلة مثل هذه الجهود في هذا الصدد، مؤكدًا أنه سيتخذ بعض المبادرات في ضوء ذلك التقرير.

وأعرب ماكرون عن أمله في أن تحقق هذه المبادرات الوصول لمصالحة بين بلاده والجزائر، وأن تلفت النظر إلى جراح الماضي، مشيرًا إلى أنه يرغب في أن يتم إحياء ذكرى من فقدوا حياتهم في الحرب الجزائرية من خلال فعاليات مختلفة.

وأوصى ستورا في تقريره المكون من 150 صحيفة، بتشكيل لجنة تسمى "الذاكرة والحقيقة"، وتوثيق شهادات الناجين من حرب الاستقلال الجزائرية.

وأشار التقرير إلى ضرورة زيادة التعاون بين فرنسا والجزائر وأن يتمكن الجزائريون الذين قاتلوا إلى جانب فرنسا (يعرفون باسم الحركي) خلال حرب الاستقلال الجزائرية من التنقل بسهولة بين البلدين.

التقرير اقترح إزالة عبارة "سر الدولة" الموجودة في الوثائق التي يعود تاريخها إلى عام 1970 في الأرشيف، وإنشاء أرشيف مشترك بين البلدين، مشددًا على ضرورة تقديم منح دراسية للطلاب الجزائريين لإجراء دراسات في الأرشيف الفرنسي، على أن يتم نفس الشيء أيضًا بالنسبة للطلاب الفرنسيين.

وشدد التقرير كذلك على أن المدارس في فرنسا يجب أن تدرس حرب الاستقلال الجزائرية بطريقة أفضل وأن تتوقف عن ذكر الاستعمار في الدروس.

التقرير أوصى كذلك بتنظيم أنشطة تذكارية حول حرب الاستقلال الجزائرية، وأن يتم إعلان الـ25 من سبتمبر/أيلول يومًا لإحياء ذكرى "الحركي"، و17 أكتوبر/تشرين أول لذكرى "مذبحة باريس 1961"، و19 مارس/آذار لإحياء ذكرى نهاية الحرب.

وكان ماكرون قد كلف بنجامان ستورا، أحد أبرز الخبراء المتخصصين بتاريخ الجزائر الحديث، في تموز/يوليو "بإعداد تقرير دقيق ومنصف حول ما أنجزته فرنسا حول ذاكرة الاستعمار وحرب الجزائر" التي وضعت أوزارها عام 1962 وما زالت حلقة مؤلمة للغاية في ذاكرة عائلات الملايين من الفرنسيين والجزائريين.