النرويج: هجوم القوس "يبدو إرهابيا"

وكالة الأنباء الفرنسية
النرويج
نشر في 15.10.2021 00:13
آخر تحديث في 15.10.2021 00:17
وكالة الأناضول للأنباء وكالة الأناضول للأنباء

أعلن جهاز الاستخبارات النروجي الخميس أن الهجوم بقوس رماية الذي أسفر عن مقتل خمسة أشخاص في البلد الاسكندنافي يحمل مؤشرات "عمل إرهابي" نفّذه دنماركي كان تحت الرقابة نظرا لوجود مخاوف من كونه جنح إلى التطرّف.

وقتل خمسة أشخاص، هم أربع نساء ورجل، تبلغ أعمارهم بين 50 و70 عاما، وأصيب شخصان آخران بجروح الأربعاء في بلدة كونغسبرغ (جنوب شرق)، في هجوم يعد الأكثر دموية في النروج منذ عقد.

وأفاد الناطق بإسم جهاز الاستخبارات النروجي (PST) هانز سفير سيوفولد في مؤتمر صحافي "لا شك في أن العمل يبدو على أنه قد يكون عملا إرهابيا، لكن من المهم بأن يتواصل التحقيق ونحدد دافع المشتبه به".

وقال المسؤول في الشرطة النروجية اولي بريدروب سيفيرود للصحافيين في وقت سابق الخميس "إنه شخص اعتنق الإسلام" مضيفا "كانت هناك في السابق مخاوف مرتبطة بالتطرف".

وأوضح الشرطةأن المشتبه به البالغ 37 عاما، والذي عرّفت عنه بإسم إسبن أندرسن براثن، اعترف خلال استجوابه.

وتعود التقارير التي تربطه بالتطرف إلى أكثر من عام، وفق سيفيرود، وتابعت الشرطة آنذاك الأمر. وأضاف "لم نتلق أي تقرير بشأنه في 2021 إنما قبل ذلك".

وشدد على أن الشرطة "متأكدة نسبيا بأنه تصرف بمفرده".

وفيما أكد جهاز الاستخبارات كذلك بأن المشتبه به معروف لديه، أشار إلى أنه رفض الإفصاح عن مزيد من التفاصيل.

وسيقرر قاض الجمعة ما إذا كان سيتم وضعه في الحبس الاحتياطي فيما بدأ تقييم نفسي له الخميس.

وأفادت المدعية العامة لدى الشرطة آن إرين سفان ماتياسين أن التقييم قد يستغرق "بضعة أشهر".

بدوره أوضح سيوفولد خلال مؤتمر صحافي أنه "شخص دخل وخرج من المنظومة الصحية لفترة"، ما يؤكد بأن صحة المهاجم النفسية تعد مسألة محورية.

ولفتت وسائل إعلام نروجية إلى صدور حكمين قضائيين في الماضي في حق براثن: أمر بعدم الاقتراب من اثنين من أفراد عائلته المقرّبين بعدما هدد بقتل أحدهما وإدانة بالسرقة وشراء مواد مخدّرة العام 2012.

- مستوى التهديد على حاله -

ونشر موقع "نيتافيزن" الإلكتروني تسجيلا مصورا يشتبه بأنه نشره على وسائل التواصل الاجتماعي العام 2017، وأصدر من خلاله "تحذيرا" فيما أعلن اعتناقه الإسلام.

وأكد جهاز الاستخبارات بأن مستوى التهديد في البلاد لم يتغيّر نتيجة الهجوم، مشيرا إلى أنه ما زال "معتدلا".

وقال رئيس جهاز الاستخبارات آرني كريستيان هوغستويل للصحافيين "في رأينا ما حصل في كونغسبرغ بالأمس لا يستدعي تغييرات في تقييم التهديد الحالي".

وكان اعتداء الأربعاء الأكثر دموية في الدولة الاسكندنافية منذ أن قتل أندريس بيرينغ بريفيك 77 شخصا في 2011. ثم في 2019 أطلق متطرف يميني النار داخل مسجد.

والخميس، ساد الهدوء معظم أرجاء بلدة كونغسبرغ الخلابة التي تعد 25 ألف نسمة.

وقال كنوت أولاف أوف (54 عاما) لوكالة فرانس برس إنه كان يهم لإشعال سيجارة عند عتبة منزله عندما وقعت المأساة.

وأفاد "رأيت أحد أصدقائي وهو يختبئ خلف سيارة ومن ثم سمعت صوتا... سمعت صوت السهم أثناء سقوطه في الشارع. وبعد ذلك رأيت رجلا يسحب طفلا من سيارة ويركض معه باتّجاه منزلي".

وبدت الشوارع خالية تقريبا مع تواجد محدود للشرطة.

ووقف بضع عناصر شرطة أمام متجر حيث وقع جزء من الهجوم فيما بدا جزء من بابه الزجاجي متضررا. وأضيئت شمعتان أمام كنيسة البلدة.

- "لم يكن يبتسم" -

لم يتم الكشف رسميا عن أسماء الضحايا لكن أحد الجرحى هو شرطي كان خارج أوقات الدوام وصدف وجوده في متجر استهدف بالهجوم.

وتساءلت وسائل الإعلام النروجية عن أسباب مرور نصف ساعة قبل أن تتمكن الشرطة من القاء القبض على المشتبه به.

أُبلغت الشرطة بالهجوم عند الساعة 18,13 بالتوقيت المحلي (16,13 ت غ) والقي القبض على المشتبه به الساعة 18,47 مساء، بحسب سيفيرود.

وأظهرت صور نشرتها وسائل إعلام سهما أسود وقد استقر في أحد الجدران وعددا من الأسهم الشبيهة بتلك المستخدمة في منافسات رياضية، ملقاة أرضا.

وقالت الشرطة الخميس إن المشتبه به استخدم أسلحة أخرى، لكن من دون أن تقدم تفاصيل.

ووصف أحد جيران المشتبه به براثن بأنه شخص جدّي وضخم شعره قصير، ولطالما كان يشاهد "وحيدا".

وقال لوكالة فرانس برس "لم يكن يبتسم، لا تعابير في وجهه. كان يحدّق فقط".

والشرطة في النروج غير مسلحة عموما، لكن بعد الهجوم أمرت مديرية الشرطة الوطنية بتسليح عناصرها على مستوى البلاد.

ونادرا ما تشهد النروج أعمال عنف كهذه، لكن قبل عشر سنوات أقدم انديرس بيرينغ بريفيك على قتل 77 شخصا بعدما فجر قنبلة قرب مقر الحكومة النروجية في أوسلو قبل أن يفتح النار على تجمع للشبيبة العمالية على جزيرة اوتويا.

كذلك، أحبطت السلطات مخطّطات عدة لشنّ هجمات جهادية.