الدول الداعمة لأوكرانيا تفشل في التوصل لقرار بمنح كييف دبابات ثقيلة

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 20.01.2023 22:19
جانب من اجتماع وزراء الدول الداعمة لأوكرانيا وأعضاء حلف الناتو في قاعدة رامشتاين الأمريكية، غربي ألمانيا الأناضول جانب من اجتماع وزراء الدول الداعمة لأوكرانيا وأعضاء حلف الناتو في قاعدة "رامشتاين" الأمريكية، غربي ألمانيا (الأناضول)

فشل وزراء الدول الداعمة لأوكرانيا وأعضاء حلف شمال الأطلسي/الناتو الذين اجتمعوا في قاعدة "رامشتاين" الأمريكية، غربي ألمانيا في الاتفاق على منح كييف دبابات ثقيلة،.

وكشف وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن بعد الاجتماع الذي شاركت فيه نحو خمسين دولة بهدف تنسيق المساعدة العسكرية لصدّ الجتياح الروسي أن الألمان "لم يتخذوا قرارًا بشأن دبابات ليوبارد".

ويرى خبراء أن الدبابات الثقيلة الحديثة ذات التصميم الغربي ستعطي أفضليّة حاسمة لكييف في المعارك التي تلوح في الأفق في شرق أوكرانيا، حيث عاودت روسيا الهجوم بعد تعرضها لانتكاسات شديدة هذا الشتاء.

عرضت بولندا وفنلندا تسليم دبابات ليوبارد 2 إلى أوكرانيا، لكن إعادة تصدير أي من المعدات العسكرية ألمانية الصنع مشروط بالحصول على موافقة برلين.

وقال وزير الدفاع الألماني الجديد بوريس بيستوريوس على هامش الاجتماع "من الواضح جدا أن الآراء ليست متطابقة" بخصوص هذا الموضوع.

وأكد بيستوريوس الذي تولى منصبه الخميس أن "الانطباع" السائد لجهة أن ألمانيا ترفض وحدها تسليم الدبابات لكييف هو انطباع "خاطئ".

وحاول وزير الدفاع الأميركي تخفيف الضغط على برلين، واصفا إياها بأنها "حليف موثوق به".

لكن أوستن صرح في الآن نفسه "نستطيع جميعا القيام بالمزيد" لمساعدة كييف.

في افتتاح الاجتماع، حثّ الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الحلفاء على تسريع تسليم بلده الأسلحة الثقيلة.

وقال زيلينسكي عبر الفيديو "في مقدوركم إطلاق عملية إمداد واسعة توقف الشر".

ورد الكرملين على الفور بأن تسليم أوكرانيا دبابات ثقيلة لن يغير أي شيء على الأرض.

واتهم الناطق باسم الرئاسة الروسية دميتري بيسكوف الدول الغربية كذلك "بالتشبث بوهم مأسوي بقدرة أوكرانيا على تحقيق النصر على أرض المعركة".

ومساء الجمعة، اعتبر زيلينسكي أن "لا خيار آخر" سوى ان ترسل الدول الغربية دبابات ثقيلة الى بلاده.

وقال في خطابه المسائي عبر الفيديو "نعم، علينا أن نواصل القتال للحصول على دبابات حديثة، وكل يوم نؤكد بوضوح أكبر أن لا حل آخر سوى اتخاذ قرار في شأن الدبابات".

وأضاف "لدى شركائنا موقف مبدئي، سيدعمون أوكرانيا ما دام ذلك ضروريا من أجل (تحقيق) انتصارنا".

- هجوم أوكراني مضاد في الربيع

إلاّ أن الأمور يمكن أن تتغير في الأسابيع المقبلة.

فقد أعرب وزير الدفاع البولندي الجمعة عن "اقتناعه" بأن الحلفاء المجتمعين في رامشتاين بألمانيا سينجحون في تشكيل تحالف لمنح أوكرانيا دبابات ليوبارد.

وأشار نظيره الأميركي إلى أن "لدينا فرصة سانحة بين اللحظة الراهنة والربيع... أي عندما يبدأون عملياتهم، هجومهم المضاد".

وأضاف أوستن أنه حتى ذلك الحين، فإن حزم المساعدات العسكرية الإضافية المتنوعة التي وعدت بها دول عدة مؤخرًا توفر للقوات الأوكرانية "القدرة التي تحتاج اليها لتحقيق النجاح" على الميدان.

قبل ساعات من هذا الاجتماع، تعهدت الولايات المتحدة وبريطانيا والسويد والدنمارك إرسال شحنات جديدة كبيرة من الأسلحة إلى أوكرانيا.

وستفرج واشنطن عن مساعدة عسكرية جديدة بقيمة 2,5 مليار دولار تشمل 59 عربة مصفحة من طراز برادلي، تضاف إلى 50 مركبة مدرعة خفيفة من هذا الطراز تم التعهد بها في السادس من كانون الثاني/يناير، و90 ناقلة جند مصفحة من طراز سترايكر، وفق البنتاغون.

لكن الدفعة الجديدة لا تشمل أي دبابات ثقيلة، مثل أبرامز.

وتعهدت بريطانيا إرسال 600 صاروخ بريمستون إضافي لأوكرانيا، والدنمارك بتوفير 19 مدفع قيصر فرنسي الصنع، ووعدت السويد بمد أوكرانيا بمدافع آرتشر.

أما فنلندا، فتعهدت الجمعة بمساعدة عسكرية بقيمة 400 مليون يورو لأوكرانيا، وهي أكبر مساهمة لها حتى الآن وتشمل أسلحة مدفعية وذخيرة.

إلى ذلك، أعرب رئيس هيئة الأركان الأميركية المشتركة الجنرال مارك ميلي الجمعة عن شكوكه الشديدة في تمكن أوكرانيا من دحر القوات الروسية من أراضيها هذا العام.

وقال ميلي إثر اجتماع لحلفاء أوكرانيا استضافته الولايات المتحدة في قاعدة رامشتاين في ألمانيا، "من وجهة نظر عسكرية، ما زلت أرى أنه سيكون من الصعب جدا في هذا العام دحر القوات الروسية عسكريا من كامل... أوكرانيا المحتلة".

- تصاعد حدّة القتال

ميدانيا، أفاد مراسلو وكالة فرانس برس أن مدينة باخموت المحاصرة (شرق)، مركز القتال الحالي، تعرضت لقصف عنيف مرة أخرى الجمعة.

وقالت سلطات الاحتلال الروسي الجمعة إنها لاحظت "تصاعدا كبيرا في حدة" القتال في منطقة زابوروجيا (جنوب) حيث تدور اشتباكات "على امتداد خط المواجهة بأكمله".

ويخشى الغربيّون رغم التطمينات الأوكرانية، احتمال أن تستعمل كييف أسلحتهم في ضرب عمق الأراضي الروسيّة والقواعد الجوّية والبحريّة في شبه جزيرة القرم التي ضمّتها روسيا عام 2014.

في الأثناء، أعلنت الأمم المتحدة الجمعة وصول أول قافلة إنسانية إلى محيط بلدة سوليدار بشرق أوكرانيا التي أعلن الجيش الروسي ومرتزقة مجموعة فاغنر السيطرة عليها الأسبوع الماضي.

وأكدت أجهزة الأمن الأوكرانية توقيف "سبعة عملاء روس" في منطقة دنيبرو (شرق) للاشتباه في قيامهم بالتجسس لصالح موسكو واحتمال تورطهم في استهداف مبنى أسفر عن مقتل 45 شخصًا على الأقل من بينهم ستة أطفال.

على الصعيد القانوني، أعلنت لندن أنها قبلت دعوة كييف للانضمام إلى "نواة من الشركاء المتشابهين في التفكير" من أجل ملاحقة روسيا قضائيا.

ووصف وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي غزو موسكو المستمر من نحو عام بأنه "خرق فاضح للنظام الدولي".