تركيا تحيي ذكرى "شبي عروس" بالأناشيد والفعاليات الصوفية بمشاركة رسمية

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 17.12.2015 00:00
آخر تحديث في 17.12.2015 18:03
تركيا تحيي ذكرى شبي عروس بالأناشيد والفعاليات الصوفية بمشاركة رسمية

يحيي الأتراك الليلة، ذكرى وفاة الشخصية الدينية الصوفية الشهيرة مولانا جلال الدين الرومي، تحت اسم "شبي عروس" وتعني "ليلة العرس"، وذلك بالتواشيح الدينية ودوران الدراويش.

ويبدأ الاتراك احياء هذه المناسبة في السابع عشر من ديسمبر/تشرين الأول من كل عام. وقد سميت المناسبة بهذه الاسم اعتمادا على فلسفة جلال الدين الرومي حول الموت، الذي كان يراه على انه التقاء الانسان العاشق بعشقه الالهي، ما جعله يشبه ليلة الوفاة بـ "ليلة العرس". وقد عرف منهج جلال الدين الرومي بعمق فلسفته واحتوائها على الكثير من الرموز التي تحمل معانٍ ثانوية دينية، وهو طابع امتاز به الشعر في العصر العثماني ايضا، في توظيف حكايات العشق في ايصال المعاني الدينية.

ويحضر الفعاليات الليلة، في مدينة قونيا، كل من رئيس الجمهورية التركية رجب طيب اردوغان، ورئيس الوزراء التركي، أحمد داود أوغلو، وزعيم حزب الشعب الجمهوري، أكبر أحزاب المعارضة، كمال كيليتشدار أوغلو. فيما ستنتقل الفعاليات بعد يومين الى اسطنبول، ويتوقع أن يشارك في فعاليات الذكرى، التي تمتد على مدار أحد عشر يوما، أكثر من سبعين ألف زائر.

وتلقى شخصية جلال الدين الرومي قبولا واحتراما بين جميع أطياف الشعب التركي، كونه يذكر دائما كمثال على للتسامح وتقبل الآخر، متّبعًا تعاليم الدين، خاصة مع اتباع الديانات والملل الأخرى، وضرب مثاًلا للتسامح معهم، وتقبلًا لآرائهم وأفكارهم، وكان كل من يتبع مذهبه يرى أن كل الديانات خير وكلها حقيقية.



ومولانا جلال الدين الرومي، من أهم المتصوفين في التاريخ الإسلامي، حيث أنشأ طريقة صوفية عرفت بالمولوية، وكتب كثيرًا من الأشعار، وأسس للمذهب المثنوي في الشعر، وكتب مئات الآلاف من أبيات الشعر عن العشق والفلسفة.

ولد الرومي في مدينة بلخ بخراسان، في 30 أيلول/سبتمبر 1207، ولقب بسلطان العارفين لما له من سعة في المعرفة والعلم، استقر في قونيا حتى وفاته في 17 كانون الأول/ديسمبر 1273، بعد أن تنقل طالبًا العلم في عدد من المدن أهمها دمشق.