مقبرة الشهداء الأتراك في كوريا الجنوبية تروي سير البطولة والفخار

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 25.11.2017 00:00
آخر تحديث في 25.11.2017 22:25
مقبرة الشهداء الأتراك في كوريا الجنوبية تروي سير البطولة والفخار

الحزن والافتخار، مشاعر مختلطة تتملك زوار قبور الشهداء الأتراك ضمن المقبرة التذكارية الأممية، في مدينة بوسان، بكوريا الجنوبية.

ويرقد الشهداء الأتراك في المقبرة التذكارية للأمم المتحدة في مدينة بوسان، مع جنود القوة الأممية متعددة الجنسيات، الذين سقطوا في الحرب الكورية بين عامي 1950 و1953.

وتمتد المقبرة التي بدأت بناءها الأمم المتحدة عام 1951، على مساحة 132 ألف متر مربع، وتدار من قبل لجنة دولية مؤلفة من مندوبي 17 دولة.

وتتكون المقبرة التذكارية من خمسة أقسام تشمل قاعتين للتأبين والذكريات، وساحة رمزية ومنطقة المقبرة الرئيسية، ومساحة خضراء.

كما تضم نصبا تذكاريا خاصا ببعض الدول بينها تركيا.

وتحوي مقبرة الشهداء الأتراك، لوحات تعريفية مدون عليها أسماء الأبطال الذين يرقدون فيها تحت ظل العلم التركي، مع تاريخ استشهادهم.

ويحرص الموظفون القائمون على المقبرة، على العناية بالورود وأشجار الصنوبر التي تزين المنطقة، كما ينظفون شواهد القبور بأيديهم.

وتعد تركيا من بين الدول التي أرسلت أكبر عدد من الجنود إلى كوريا الجنوبية، تلبية لدعوة الأمم المتحدة.

ويرقد في المقبرة التذكارية 462 شهيدا من أصل 721 شهيدا تركيا سقطوا في الحرب الكورية.

ويوجد في المقبرة التي يتناوب عسكريون كوريون جنوبيون على حراستها، جدارا تذكاريا يخلد أسماء الجنود المفقودين أو الذين لم يتسن انتشال جثثهم في الحرب.

ويُمنع على الزوار، التحدث بصوت مرتفع، والجري، والتدخين، وإحضار الأطعمة والمشروبات.

وفضلا عن الزوار الأتراك، يتوافد كوريون من مختلف الفئات العمرية، لزيارة المقبرة التي تعد أكبر رمز للصداقة بين البلدين، حيث يستذكرون بامتنان تضحيات الجنود الأتراك.

وإضافة إلى الشهداء الأتراك، تضم المقبرة التذكارية، رفات 36 جنديا أمريكيا، و117 هولنديا، و34 نيوزلنديا، و281 استراليا، و378 كنديا، و44 فرنسيا، 36 كوريا جنوبيا، و885 بريطانيا، و11 من جنوب إفريقيا وجندي من النرويج، و15 لا تعرف جنسياتهم.

وتعتبر المقبرة التذكارية للحرب الكورية، المقبرة الوحيدة التي أقامتها الأمم المتحدة.

وفي 25 يونيو/حزيران 1950 هاجمت كوريا الشمالية جارتها الجنوبية، وتوسع نطاق الحرب فيما بعد عندما تدخلت الأمم المتحدة، وأرسلت 16 دولة من ضمنها تركيا قواتها، وانتهت الحرب بالتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار في 27 يوليو/تموز 1953، دون توقيع معاهدة سلام دائمة بين الكوريتين.

وحلت تركيا في المرتبة الثالثة من حيث تقديم الشهداء في الحرب الكورية، بعد قتلى الولايات المتحدة وبريطانيا.

وفي عام 1952 جرت الموافقة على عضوية تركيا في حلف شمال الأطلسي "الناتو"، في ظل البطولات التي سطرها الجنود الأتراك في الحرب الكورية.

وقال سانغ كي بايك، الذي عمل مترجما للكتيبة التركية، إبان الحرب الكورية، إن "الصداقة المكتوبة بالدماء بين تركيا وكوريا الجنوبية لن تموت".

وأوضح بايك (87 عاما) أنه كان طالبا في كلية الحقوق بجامعة تياغو، عندما اندلعت الحرب، "بسبب المنافسة بين الولايات المتحدة وروسيا والصين".

ولفت إلى أنه بعد اندلاع الحرب، وصلت طلائع الكتيبة التركية الأولى إلى المنطقة في سبتمبر/ أيلول 1950.

وأشار إلى أن بسالة الجنود الأتراك ومعاملتهم الحسنة، بقيت عالقة في أذهان وقلوب الكوريين، حيث كان عساكر الكتيبة التركية يتبرعون بطعامهم إلى الأطفال المشردين، الذين كانوا يتجمعون حولهم، إبان الحرب.