عائلات من أصول عثمانية في جنوب أفريقيا تتلهف للحصول على الجنسية التركية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 28.01.2020 12:09
الأناضول (الأناضول)

استقرت أجيال من العثمانيين في جنوب إفريقيا، ولا يزال أحفادهم إلى يومنا الحاضر ينتظرون الحصول على الجنسية التركية بعد سنوات من التقدم بطلباتهم.

"هشام نعمة الله أفندي" (70 عاماً) من الذين نشؤوا وترعرعوا في جنوب إفريقيا؛ وهو حفيد العلامة العثماني "أبو بكر أفندي"، رجل الدين التركي الذي أرسله السلطان "عبد العزيز خان" إلى جنوب إفريقيا في القرن التاسع عشر، لتدريس الإسلام للجالية المسلمة في العاصمة.

ويعتز "نعمة الله أفندي" أيما اعتزاز بجواز سفر جده ذي اللون البني المزين بالشعار العثماني والتوقيع السلطاني. وفي معرض حديثه عن هذا الجواز قال: "هذا جواز سفر جدي الكبير التركي. أتمنى أن أحصل على مثل هذا قبل أن أموت".

ولا يزال إرث الجدود وتركة العثمانيين الذين أتوا للإقامة في تلك البلاد شاهدة على قوة انتمائهم وولائهم للإمبراطورية العثمانية بعد أكثر من 150 عاماً، وذلك من خلال كتاباتهم وروايات وأنشطة أحفادهم الذين عاشوا في جنوب إفريقيا على مدى خمسة أجيال.

"فريد مانان"، وهو حفيد "محمود هاشم باشا"، قال لوكالة أناضول: "إنه لأمر أكثر من رائع بالنسبة لي، أن أحصل على الجنسية التركية وأمتلك جواز سفر تركي أستطيع بموجبه العودة إلى موطن جدي الأصلي".

وقد أصبح الكثير من المنحدرين من السلالة العثمانية، معروفين في جنوب إفريقيا. من بينهم قضاة وأطباء وحتى سياسيون، مثل "إبراهيم باتل" وزير التنمية الاقتصادية في البلاد، وهو حفيد "أبي بكر أفندي".

وقال "هشام نعمة الله أفندي" إن العائلات المنحدرة من السلالة العثمانية عانت كثيراً خلال عقود طويلة من سياسة التمييز العنصري التي سادت جنوب إفريقيا. وتم اعتبارهم من "غير البيض" لأنهم يدينون بالإسلام، ونقلوا عنوةً من منازلهم الأصلية إلى المناطق الملونة. وأوضح أن الكثير من أقاربه اضطروا لتبني أسماء مسيحية والعيش كمسيحيين ليتم قبولهم في مجتمع البيض في ظل حكومة الفصل العنصري.

وأضاف: "كان علينا التركيز على البقاء على قيد الحياة في ظل نظام شرير. لقد عانينا من ظلم القوانين الاستعمارية البريطانية والفصل العنصري" مؤكدا على أهمية الجنسية التركية في حماية وتأمين مستقبل أطفالهم وأحفادهم الذين يعيشون في جنوب أفريقيا.

وقال: "مع تغير المشهد السياسي في جنوب إفريقيا، وتأزم العلاقات بين السود المتنافسين على السلطة، وارتفاع معدلات الجريمة ومعدلات البطالة، فإن مستقبل أطفالنا وأحفادنا بات غير مؤكداً".

وقال "فريد مانان"، الذي تقدمت عائلته بطلب للحصول على الجنسية التركية: "كان هذا حلماً لأمي البالغة من العمر 93 عاماً وهي تمنت العيش في تركيا منذ أن كانت يافعة، ولكن التقدم للحصول على الجنسية التركية لم يكن متاحاً في جنوب أفريقيا في ذلك الوقت". وأضاف "منان" أن عائلته لا تزال تنتظر رداً من السلطات التركية. وأنهم يحلمون بالانتقال إلى تركيا في حال حصولهم على الجنسية التركية لكنه يعتقد أن الانتقال الدائم إلى تركيا بالنسبة له، قد يحمل بعض الصعوبات مثل البدء بتعلم لغة جديدة وإيجاد عمل مناسب. وأكد أن تركيا لا تزال مصدر إلهام له وقال: "أنا مفتون بتاريخ تركيا، والمسجد الأزرق، ومضيق البوسفور والنفق الذي يمر تحت البحر".

أما "أفندي"، الذي زار تركيا عدة مرات، فقال إنه يشعر بالانتماء القوي كلما زار موطنه الأصلي وأضاف: "زرت تركيا للمرة الأولى عندما كان الطيب أردوغان رئيساً للوزراء، وكان عبد الله غول رئيساً للبلاد. لطالما شعرت أنني في وطني بسبب حسن الاستقبال وطيب المعاملة".

وشدّد "جوفين أتالا" وهو حفيد عثماني آخر، في مقطع فيديو على ضرورة التعرف على الأحفاد الأتراك الذين يعيشون في جنوب إفريقيا، من أجل تعزيز الشعور بالانتماء لديهم، فهم رغم نشأتهم في جنوب إفريقيا إلا أنهم ينتمون أساساً إلى موطنهم الأصلي في تركيا.

وقالت السفارة التركية في "بريتوريا" إنها أحالت طلبات هذه العائلات إلى أنقرة، وأنها تنتظر المسؤولين هناك لاستكمال العملية.