بسبب توافد أعداد كبيرة من المهاجرين السوريين الفارين من ويلات الحرب إلى ولاية غازي عنتاب المركز التجاري الهام جنوبي تركيا، ازداد عدد سكان الولاية بشكل كبير، ما تسبب بضرورة مواجهة تحديات ازدياد النفايات أيضاً. وقد افتتحت الولاية يوم الثلاثاء منشأة لإدارة النفايات الصلبة، توصف بأنها واحدة من أكبر المنشآت في أوروبا.
أقيمت منشأة المعالجة البيولوجية الميكانيكية الحديثة، التي وصلت تكلفتها إلى 10.6 مليون دولار، بتمويل من الاتحاد الأوروبي، وبنيت بتمويل من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي بشراكة Ilbank التركي وبلدية غازي عنتاب، وهي قادرة على معالجة 100.000 طن من النفايات الصلبة سنوياً.
يذكر أن عدد سكان غازي عنتاب كان 1.7 مليون نسمة قبل بدء الأزمة السورية، لكن هذا العدد وصل إلى أكثر من 2.2 مليون نسمة مع تدفق أكثر من 450 ألف مهجر سوري تحت الحماية المؤقتة. وبالطبع فقد أدت الزيادة في عدد السكان إلى زيادة النفايات بنسبة 25%.
وحضر حفل افتتاح المنشأة كل من "داوود غول" محافظ غازي عنتاب والسفير "نيكولاس ماير لاندروت" على رأس وفد من سفراء 9 دول أعضاء في الاتحاد الأوروبي، و"فاطمة شاهين" رئيسة بلدية غازي عنتاب وممثلون من بنك Ilbank و"لويزا فينتون" ممثلة برنامج الأمم المتحدة الإنمائي.
وفي معرض حديثه في حفل الافتتاح، قال "ماير لاندروت" إن تركيا أظهرت كرم الضيافة الرائع من خلال تبنيها لما يقرب من 4 ملايين سوري فروا من الحرب الأهلية في بلادهم.
وأضاف: "نحن ندرك الضغط الذي فرضه هذا التدفق على المجتمعات المضيفة في جميع أنحاء تركيا. ولهذا السبب استثمرنا في إدارة النفايات في غازي عنتاب كجزء من برنامج المساعدة الأوسع الذي تبلغ قيمته 6 مليارات يورو. وسيواصل الاتحاد الأوروبي دعم تركيا في استضافة اللاجئين من خلال 3 مليارات يورو إضافية في الفترة المقبلة".
تجدر الإشارة إلى أن هذا المرفق هو الأكبر من بين 8 مرافق لإدارة النفايات أنشأها برنامج الأمم المتحدة الإنمائي جنوب شرقي تركيا منذ عام 2018 بتمويل من الاتحاد الأوروبي. ومن المتوقع عند التشغيل الكامل للمنشأة أن تولد إيرادات جديدة ترفد ميزانية المدينة، وذلك بفضل الغاز الحيوي والموارد المعاد تدويرها.
وفي كلمتها في الحفل قالت "شاهين" رئيسة بلدية الولاية: "سيساعدنا هذا المرفق الجديد على الوفاء بمسؤوليتنا في تقديم الخدمات العامة الأساسية، كما سيساهم في ضمان قدرتنا على إدارة التحديات الأخرى التي يفرضها التوسع المفاجئ في عدد سكان المدينة".
ووفقاً لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي، فإن المنشأة المجهزة بأحدث التقنيات، ستولد طاقة نظيفة من النفايات القابلة للتحلل البيولوجي والمواد القابلة لإعادة التدوير المنفصلة وإطالة عمر مكب النفايات الصلبة في غازي عنتاب. وسيشمل الإنتاج السنوي 4.100 ميغاواط ساعي من الكهرباء و 17.000 طن من المواد القابلة لإعادة التدوير و 23.000 طن من الوقود المشتق من النفايات المستصلحة. وستعمل الكهرباء المنتجة في المنشأة على تشغيل عملياتها بالكامل مع توليد فائض للبيع، مما يخلق تدفقاً جديداً لإيرادات البلدية.
كذلك ستولد النفايات القابلة لإعادة التدوير التي يتم استعادتها في المنشأة دخلاً إضافياً، وستعمل المنشأة على تقليل الانبعاثات السنوية من غازات الاحتباس الحراري بمقدار 9.309 طناً من ثاني أكسيد الكربون.
وأشارت "فينتون" من برنامج الأمم المتحدة الإنمائي في حديثها إلى أن المصنع الجديد هو استثمار في مستقبل أكثر خضرة للمدينة ولتركيا. وقالت: "نحن لا نساعد غازي عنتاب على توسيع نطاق تقديم الخدمات العامة الحيوية فحسب، بل نعرض أيضاً مثالاً لكيفية إيجاد طرقٍ مستدامة وصديقة للبيئة لتلبية احتياجات المدن. وكيفية تحويل القمامة إلى مورد قيم يمكن أن يساعد في زيادة ميزانية المدن بدلاً من إنقاصها".
