غازي عنتاب وشانلي أورفا .. سياحة تجمع التاريخ الثري والطعام اللذيذ

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 26.02.2019 22:11
غازي عنتاب وشانلي أورفا .. سياحة تجمع التاريخ الثري والطعام اللذيذ

إذا كنت تحلم بقضاء عطلة في مكان يمكّنك من تتبع تاريخ البشرية، بينما تستمتع بالطعام اللذيذ التقليدي، فإننا ندعوك لاكتشاف المدن القديمة في "غازي عنتاب"، و"شانلي أورفا".

غازي عنتاب وشانلي اورفا، مدينتان تزيّنان جنوب شرق الأناضول، وهما تتنافسان فيما بينهما بالثراء التاريخي والإنساني، الذي يشكل دعامة قطاع السياحة. وبما أن مناخ المنطقة حار جداً في الصيف، يفضل السياح عادة زيارة هذه المدن في فصل الشتاء.

مائدة للبصر وللذوق معاً

غازي عنتاب، التي توصف بأنها "عاصمة فن الطهي" كما تم تصنيفها في موقع اليونسكو الالكتروني للمدن الإبداعية، هي أول محطة للسياح الراغبين في استكشاف المنطقة.

تضم المدينة العشرات من المتاحف، لا سيما متحف "زيوغما" للفسيفساء، حيث توجد لوحة الفسيفساء الشهيرة "الفتاة الغجرية"، التي أعيدت قطعها مؤخرًا من الولايات المتحدة. كما يوجد في المدينة العديد من المعالم التاريخية والثقافية، بما في ذلك سوق النحاسين المعروف ببازار "كوبر سميث"، وبازار "إلماجي"، وقلعة غازي عنتاب.

ويمكن للسياح أيضاً، زيارة أكبر حديقة للحيوانات في تركيا، وهي حديقة حيوان غازي عنتاب "سفاري"، ومشاهدة بعض أنواع الحيوانات في بيئتها الطبيعية.

وكذلك، فإن زوّار غازي عنتاب على موعد مع المأكولات والنكهات المدهشة، التي تشتهر بها المدينة. فغازي عنتاب، تفتخر بثقافة طعام غنية، ويحظى زوّارها بفرصة تجربة وجبة إفطار فريدة من نوعها. وقد اعتاد السكان المحليون أن يبدؤوا يومهم بتناول حساء "بيران"، وهو حساء مطهي بدرجة حرارة عالية تضمن للحم الغنم، نضجاً اكيداً، ولذةً مميزةً مع الخل والتوابل والثوم. بعد تجربة الحساء التقليدي، يمكن للضيوف، تناول الـ"كاتمر"، وهو عبارة عن رقاقات مقلية من العجين، محشوة بالفستق والقشطة، التي تنتج من دسم الحليب.

كما ينصح الزوار، بتذوق العديد من المأكولات الشهيرة الأخرى، خلال تجوالهم في أحياء المدينة وشوارعها، مثل حساء "يوفالاما" المكون من اللحم والحمص المسلوق، والكباب المنكّه بالبصل والثوم، وحساء "شوفيدز" المكون من لحم الضأن مع مزيج من الثوم الطازج وزيت الزيتون، إضافة إلى لحم العجين، ولفائف الحمص المخفوق. وعلى زوار المدينة، ألا يفوّتوا فرصة تذوق أنواع اللحم المشوي المختلفة، مثل "كوش ليميه" الشهيرة.

وهناك ما يقرب من 400 نوع من الأطعمة المحلية يمكن أن يجدها الزوار في لائحة طعام الغداء والعشاء. أما في المساء، فهناك العديد من أنواع البقلاوة التي ستضيف حلاوة لزيارة تلك المدينة، والتي يصفها السياح والزائرون في كثير من الأحيان "بمدينة زيادة الوزن".

ويمكن للزوار العودة إلى فنادقهم للراحة، بعد شرب القهوة التركية "مينيغتش"، وهي قهوة تقليدية مشهورة في المدينة، تحمَّص بذورها المأخوذة من أشجار التربين، ثم تُحرّك حتى تصبح عجينةً مثل الشوكولا المذابة.

تاريخ البشرية في انتظارك

أما وجهة السياحة المفضلة الثانية، في منطقة الأناضول الجنوبية الشرقية، فهي مدينة "شانلي أورفا"، الملقبة بـ"مدينة الأنبياء"، والتي تشتهر بتميزها في الطبخ، كما تحفل بالسياحة الدينية.

"غوبكلي تيبه" الموقع الأثري الأكثر شهرة في المدينة، الذي ينقل زوّاره إلى حقبة ما قبل 12000 سنة عبر التاريخ، والذي يعتقد أنه موقع أقدم معبد في العالم، تم تسجيله في قائمة التراث العالمي لليونسكو في يوليو. وهو لازال يمثل قبلة السياح المحليين والأجانب، على مدار العام.

وقد جذب إعلان وزير الثقافة والسياحة "محمد نوري أرسوي" بأن عام 2019 سيكون عام "غوبكلي تيبه"، أنظار المهتمين بالتاريخ، والباحثين الأكاديمين، إلى هذا الموقع الأثري.

ويمكن الوصول بسهولة إلى"غوبكلي تيبه"، الذي يعدّ أحد المعالم السياحية الرئيسية في المدينة، والذي يقع على بُعد 20 دقيقة فقط من وسط المدينة.

بحيرة الاسماك و"حرّان" و"هالفيتي"

توفر مدينة "شانلي أورفا" والمناطق المجاورة لها، درجة حرارة معتدلة لا تنخفض تحت ال10 درجات مئوية في الشتاء، وهي فرصة لزوارها للتجول ومشاهدة الجمال الفريد، في طقس ربيعي لطيف.

وأهم ما يرد على البال في المناطق المجاورة للمدينة، هو "بحيرة الأسماك" التاريخية، والتي تُعد، بحسب بعض الأساطير، مسقط رأس النبي إبراهيم. ويُعتقد أن ضفافها مكان مقدس، لأنه المكان الذي ألقى فيه نمرود، النبيَّ إبراهيم في النار، حيث حفظه الله وجعلها بردا وسلاما عليه.

وتعتبر "بحيرة الأسماك"، الموجودة في قائمة اليونسكو المؤقتة، من أهم المراكز الدينية في المدينة، إلى جانب كونها أكبر حوض أسماك طبيعي في العالم.

أما منطقة "حرّان"، وهي مرشحة أيضاً لقائمة اليونيسكو للتراث العالمي، والمعروفة بمنازلها ذات القباب المخروطية، فهي تستقبل آلاف السياح المحليين والأجانب، على مدار العام، بمسجدها الكبير، الذي يعود تاريخه إلى الفترة الأموية، وكذلك، بأول جامعة إسلامية فيها.

من بين الأماكن المفضلة الأخرى، المجاورة لمدينة "شانلي أورفا"، بلدة هادئة وجميلة تسمى "هالفتي". كانت هذه المدينة الوادعة فيما مضى، نصف مغمورة بالمياه، بسبب سد "بيريجيك".

ويوفر مركز جبل "كاراجا" للتزلج في شانلي أورفا، والذي يقع على ارتفاع 1.919 متر في منطقة "سيفيريك"، والمعروف باسم "جبل أولوداغ الجنوب الشرقي"، فرصة لرواد العطلات لقضاء وقتا ممتعا ومثيرا.