المعلمون جنود حقيقيون في ساحات التعليم الافتراضي والواقعي وجهاُ لوجه مع كورونا

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 09.09.2020 13:56
آخر تحديث في 09.09.2020 14:12
بعض المناطق لا تصلها خدمة الإنترنت بانتظام IHA بعض المناطق لا تصلها خدمة الإنترنت بانتظام (IHA)

تستعد تركيا لافتتاح المدارس تدريجياً في 21 سبتمبر، بعد أن بدأت التعليم عن بعد في 31 أغسطس بدروس عبر الإنترنت. لكن غياب الاتصال بالإنترنت في بعض المنازل أو التغطية المحدودة له، يمنع العديد من الطلاب من الوصول إلى الفصول الدراسية. ولذلك يقوم المعلمون المخلصون من خلال وسائلهم الخاصة بأداء مهمتهم على أكمل وجه لسد هذه الفجوة الكبيرة.

ففي إحدى بلدات ولاية وان الشرقية، حيث تعذر وصول الطلاب إلى الفصول الحية عبر الإنترنت بشكل جزئي أو تام، يكتسب "التعليم المنزلي" معنىً جديداً بفضل المعلمة "غمزة أرسلان" التي تحمل سبورة صغيرةً وكتباً دراسيةً، وتزور كلاً من طلابها البالغ عددهم 18 طالباً يومياً لإقامة فصول دراسية في منزلهم.

وتعِدّ "أرسلان"، وهي معلمة في إحدى مدارس منطقة "توشبا" بالولاية منذ 3 سنوات، أوراق عمل تفصيلية وتتحقق من الواجبات المدرسية في فصولها الفردية، والتي تُقام عادةً في فناء منزل الطالب، مع الحفاظ على التباعد الاجتماعي.

وفي حديثها مع وكالة أنباء الأناضول قالت "أرسلان": "التعليم عن بعد جيد ولكنه متعذر على الطلاب الذين لا يملكون اتصالاً بالإنترنت. بدأت في أول الأمر بتسليم الواجبات المدرسية للطلاب لكنني قررت أن أحمل سبورة صغيرة معي عندما لاحظت أن بإمكاني القيام بدروس شخصية أيضاً".

وأضافت: "لا يمكن للطلاب فهم الكثير إذا اقتصر الأمر على حل الواجبات المدرسية دون تلقيهم شرحاً للدروس، لكنهم الآن يفهمون دروسهم بشكل أفضل عندما أقابلهم شخصياً وألقي عليهم الشرح".

وفي ولاية "موش" وهي ولاية شرقية أخرى، تزور مجموعة من المعلمين المتطوعين الطلاب الذين يعيشون على المرتفعات والتلال، حيث لا يتوفر الاتصال بالإنترنت، وقاموا مع بداية العام الدراسي بتسليم الكتب المدرسية والقصص ودفاتر الرسم والتلوين للطلاب هناك، ثم قرروا العودة كل بضعة أيام للتحقق من الواجبات المدرسية. وهم مستمرون بتوصيل المطهرات والأقنعة للأطفال وتعريفهم بتدابير التباعد الاجتماعي.

وحول تطوع المعلمين بالتعليم الشخصي وزيارة الأطفال في القرى النائية تحدثت "غول بياز شاهين غونيري" إحدى المعلمات المتطوعات لوكالة الأنباء قائلةً:"لدينا فصول دراسية افتراضية ولكن لا يمكن لجميع الطلاب الحضور، خاصة إذا كانوا في قرى نائية حيث لا يوجد اتصال بالإنترنت، ولا حتى استقبال للهواتف المحمولة. لذلك، قررنا زيارة هؤلاء الطلاب في منازلهم".

وأضافت: "يسعدني أن ألتقي بطلابي. فوجود المدرس مرتبط بوجود طلابه. نحن بحاجة إلى بعضنا البعض".

ومن المقرر أن يستمر التعليم عن بعد في تركيا حتى 18 سبتمبر عبر قنوات شبكة التعليم "إيبا" التابعة لقناة TRT والدورات الحية. وستبدأ الفصول الشخصية "تدريجياً" بعد بضعة أيام وفقاً للسلطات التي أعلنت أن تطبيق نموذج "مخفف" سيتم من خلال إعادة ترتيب ساعات الدراسة لتقليل عدد الطلاب في الفصول الدراسية. كما سيتم التناوب في التعليم بين الدورات الحية عبر الإنترنت والفصول الدراسية الشخصية.

يذكر أن شبكة التعليم "إيبا" التي صممت في الأصل كتطبيق للمواد التعليمية التكميلية، تم تحويلها إلى بوابة بث حية لمواصلة العام الدراسي منذ الربيع الماضي عندما اضطرت تركيا إلى إغلاق المدارس لمواجهة الوباء. وقد تواصل المعلمون مع طلابهم من خلال تطبيقات "إيبا" ومؤتمرات الفيديو لإعطاء بعض الدروس قبل انتهاء العام الدراسي.

كما تم إنشاء مراكز دعم لشبكة "إيبا" في العديد من الولايات أيضاً، لمساعدة الطلاب المتعذر عليهم الاتصال بالإنترنت، حيث يمكنهم حضور الدروس الحية في تلك المراكز المزودة بأجهزة كمبيوتر. وتركز فصول التعليم عن بعد على مناهج العام الدراسي الماضي لمساعدة الطلاب على تعلم ما فاتهم وإعدادهم للصفوف الشخصية هذا العام.