في حوار مع ديلي صباح.. أول رائد فضاء سوري يؤكد استعداده لدعم تركيا في برنامجها الفضائي

عصام الشحادات
إسطنبول
نشر في 18.03.2021 11:17
آخر تحديث في 30.03.2021 15:00
رائد الفضاء محمد أحمد فارس في مكتبه في إسطنبول SABAH رائد الفضاء محمد أحمد فارس في مكتبه في إسطنبول (SABAH)

بمناسبة إطلاق تركيا "برنامج الفضاء الوطني"، الذي أعلن أهدافه الرئيس رجب طيب أردوغان في العاشر من فبراير/ شباط الماضي، التقت "ديلي صباح العربية" رائد الفضاء السوري محمد فارس، أول رائد فضاء سوري صعد للفضاء ضمن برنامج الفضاء السوفيتي.

رائد الفضاء محمد أحمد فارس من مواليد حلب 1951. وهو أول رائد فضاء سوري صعد للفضاء ضمن برنامج الفضاء السوفيتي الى المحطة الفضائية (مير) ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء بين سوريا والاتحاد السوفيتي. وقد انطلقت الرحلة إلى الفضاء بتاريخ 1987-07-22 بواسطة المركبة الفضائية سويوز -T M3.

وفي حواره مع ديلي صباح العربية أعرب فارس عن سعادته بسماع الإعلان عن مشروع برنامج الفضاء الوطني نظراً للأهمية البالغة للفضاء في العصر الحالي.

وأضاف: "هذا مشروع طموح وكبير جداً. أمر هام جداً في عصرنا الحالي أن تكون لك حصة في الفضاء، لأنه هو من يحكم الأرض، وأنا أقول من ليس له قدم في الفضاء ليس له قدم على الأرض."

وأشاد فارس بالجهود التركية في صناعات الفضاء والأقمار الصناعية والنجاحات التي تحققت في هذا المجال. وأشار إلى أنه زار مركز شركة توركسات للأقمار الصناعية واطلع على الجهود المبذولة في هذا الصدد.

وأضاف أن تركيا باتت قادرة على تصنيع أقمارها الصناعية بالقدرات والإمكانات المحلية إلا أنه يتمنى أن تتمكن تركيا أيضاً من امتلاك محطات إطلاق محلية ومن تصنيع الصواريخ التي تقوم بوضع الأقمار الصناعية في مداراتها.

واستطرد: "بالطبع تنفيذ ذلك ليس بالأمر السهل، فهو يحتاج لإمكانيات مادية وعلمية وتقنية ضخمة.. لكن بالتأكيد أن رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة."

وعن مرحلة اختيار رواد الفضاء والمواصفات الواجب توافرها، أكد فارس أنه لا بد من توافر مواصفات استثنائية في الأشخاص الذين يتم إعدادهم للصعود إلى الفضاء معرباً عن استعداده الكامل لتقديم الدعم والمشورة اللازمة لوكالة الفضاء التركية.

وتابع: "أتمنى أن يكون لي دور في اختيار رائد الفضاء التركي، وأن تتواصل معي وكالة الفضاء التركية بهذا الخصوص".

وقال: "كما تعلمون، سبق لرئيس الهلال الأحمر التركي كرم قنق، أن قال عني إنني أول رائد فضاء تركي باعتباري أصبحت مواطناً تركياً. وسأكون سعيداً أن أقف إلى جانب أول رائد فضاء تركي وأن أساعده بما لدي من خبرات في هذا الشأن."

وحول تشكيك بعض أصوات المعارضة في قدرة تركيا على تحقيق المرحلة الثانية من البرنامج التي تشمل تنفيذ هبوط سلس على القمر سنة 2028 بقدرات تركية خاصة، قال رائد الفضاء محمد فارس: "أنا ضد التشكيك والتقليل من إمكانيات أي شخص أو مشروع، فما بالك بمشروع وطني فضائي. المفروض بالمعارضة التركية أن تشجع القائمين عليه بدل أن تحاول إحباطهم، لا سيما في مجال الفضاء. هذا المشروع قوة لتركيا. فلا بد من تشجيع الشباب ودفعهم للاهتمام بعلوم الفضاء".

وأضاف: "أنت ترى القمر الاصطناعي أو رائد الفضاء في الفضاء، لكن تحقيق ذلك يستوجب عمل آلاف الأشخاص من مختلف الاختصاصات الهامة. وأنت عندما ترسل رائد فضاء بإمكانياتك الخاصة، يعني أنك تملك الإمكانيات الجبارة لتنفيذ ذلك على أحسن وجه".

"لذلك، أقول إن تفكير الحكومة التركية في إطلاق مشروع الفضاء خطوة سليمة وفي الطريق الصحيح، وأنا معها".

وأوضح فارس أنه يقوم بإلقاء محاضرات على الطلاب في مختلف المراحل الدراسية وللأطفال أيضاً، مؤكداً على ضرورة الاهتمام بالأطفال وتنمية قدراتهم، وعلى أهمية تعريف الطفل على علوم الفضاء منذ صغره.

وعن تقييمه لمدى اهتمام الشباب العربي بعلوم الفضاء ووضع علوم الفضاء في العالم العربي قال فارس إن معظم الحكومات العربية -للأسف- ليست منفتحة على علوم الفضاء وغير مهتمة بتطويرها ونشرها بين الشباب.

ثم سألناه: كيف رأيت وترى العالم بعين رائد الفضاء؟

فأجاب: "أجمل منظر رأيته في حياتي كان منظر الأرض من الفضاء. لأن الأرض هي أمنا وكنت سعيداً جداً أن أرى أمي الأرض. لكن الكون مرعب وحياة الفضاء صعبة وقاسية أكثر مما يتصور، وهذا يعيدني للكلام عن المواصفات الاستثنائية التي يجب أن يتمتع بها رائد الفضاء وأجدد عرضي لوكالة الفضاء التركية بأن أكون في فريق اختيار هذا الرجل".

جدير بالذكر أن الرئيس أردوغان كان قد أعلن في شباط الماضي أهداف البرنامج الوطني للفضاء وهي:

1 - تحقيق أول تماس مع القمر في مئوية الجمهورية التركية عام 2023.

2 - إنشاء ماركة تجارية محلية تنافس الشركات العالمية في مجال تطوير الأقمار من الجيل الحديث.

3 - تطوير نظام تحديد الموقع والتوقيت الإقليمي الخاص بتركيا.

4 - ضمان الوصول إلى الفضاء وتأسيس ميناء فضائي (موقع لإطلاق واستقبال المركبات الفضائية).

5 - زيادة كفاءة تركيا من خلال الاستثمار في المجال المعروف باسم "طقس الفضاء" أو "الأرصاد الجوية للفضاء".

6 - الارتقاء بتركيا إلى مستوى متقدم في الرصد الفلكي ومراقبة الأجرام السماوية من الأرض.

7 - تطوير النظام الاقتصادي للصناعات الفضائية في تركيا بشكل أكبر.

8 - تأسيس منطقة لتطوير تقنيات الفضاء.

9 - تطوير الموارد البشرية الفعالة وذات الكفاءة في مجال الفضاء.

10 - إرسال مواطن تركي إلى الفضاء.