جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي تجتمع مع الأتراك في إسطنبول

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 05.08.2022 16:15
جانب من لقاء الدكتورة حنان الفياض مع مترجمين وباحثين بجامعة 29 ماير التركية جانب من لقاء الدكتورة حنان الفياض مع مترجمين وباحثين بجامعة 29 ماير التركية

مع اقتراب موعد إغلاق باب الترشح لجائزة حمد للترجمة والتفاهم الدولي، المقرر في 15 أغسطس/آب المقبل، عقدت المتحدثة باسم الجائزة الدكتورة حنان الفياض عدة لقاءات بمدينة إسطنبول التركية، مع باحثين ومتخصصين في مجال الترجمة بعدد من الجامعات، وكذلك مقابلات من وسائل الإعلام المحلية.

وقالت المتحدثة الإعلامية أنها تسعى للتعريف بشكل مباشر عن الجائزة، وتشجيع المترجمين الأتراك المميزين للمشاركة فيها، خاصة وأن اللغة التركية هي لغة رئيسية هذا العام.

وخلال لقائها مع مترجمين وباحثين في جامعة 29 مايو التركية، لفتت الفياض إلى الروابط الوثيقة بين الشعبيين التركي والعربي، خاصة وأن السنوات الأخيرة شهدت نقلة نوعية في عملية مجال الترجمة تحديداً من اللغة العربية إلى التركية لأعمال أدبية، وهو ما ساهم في تغير الصورة النمطية عن العرب.

وعبرت عن مدى سعادتها باهتمام الأتراك بتعلم اللغة العربية والغوص في مجال الترجمة، قائلة: "الترجمة تساهم في تحقيق التقارب الثقافي بين العالمين العربي والتركي، ما سينتج عنه زيادة في المنجز المعرفي بين اللغتين".

وخلال نقاشها مع الباحثين الأتراك، دعتهم الفياض إلى اختيار المواد المناسبة للترجمة وتكون موافقة لشروط الجائزة، للمشاركة بها والتمكن من الفوز بها، لافتة إلى مدى تقدير الجائزة للمترجمين ودورهم الهام في تمتين أواصر الصداقة والتعاون بين الشعوب.

من جهته قال مدير مركز العربية للتعليم والتطبيقات والأبحاث الدكتور إبراهيم الحلالشة: "جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الدولي سلطت الضوء على أشخاص يمكن أن نصفهم بأنهم جنود مجهولون، ينقلون المعارف والعلوم والثقافات من لغة إلى لغة أخرى ومن شعب إلى آخر، وربما من قارة إلى أخرى، وبالتالي وجود مثل هذا النوع من الجوائز تجعل الرأي العام يدرك أن هناك أشخاصاً يستحقون التقدير وتستحق جهودهم التعظيم، هؤلاء هم المترجمون".

وفيما يخص القيمة المالية الكبرى للجائزة، لفت الحلالشة إلى أن الجائزة تركز على الترجمة الكتابية المعروف عنها أن عائدها المادي قليل مقارنة بالترجمة الفورية.

وأضاف: "سعت جائزة الشيخ حمد لتكريم من يواصلون الليل بالنهار، وهم يحاولون نقل التجارب والخبرات بكل مهنية ودقة، وإذا كانت الجوائز عادة ما تمنح للعلماء والفنانين، فالمترجم يجمع بين العلم والفن لأنه ينقل الأثر من لغة المصدر إلى لغة المتلقي".

وأكد الأكاديمي أن الجائزة لديها بعد استراتيجي هام، وسيكون لها أثر في مد جذور التواصل بين الأمم والشعوب المختلفة، وتحقيق المقصد الشرعي الذي يتمثل في معنى التعارف بين الأمم، كما ذكره الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم.

من جهته قال المترجم التركي حمزة قره داغ، رغم الانفتاح العالمي إلا أن مهنة الترجمة فقدت جزء من رونقها في السنوات الأخيرة بسبب عدم تقدير الدور الهام والدقيق الذي يلعبه المترجم، سواء في نقل الكلمة أو الثقافة، فالمترجم يعتبر حلقة الوصل بين الشعوب المختلفة.

واستدرك: "جائزة الشيخ حمد غيرت الأمور تماما، وشجعت مئات المترجمين على البحث عن أفضل الأعمال لترجمتها من وإلى لغات مختلفة، ما سيساعد في تسهيل تبادل الثقافات بين الشعوب المختلفة".

وذكر قره داغ أنه يهدف المشاركة العام القادم في الجائزة، وهذا الأمر دفعه للإصرار على الإبداع وتحري الدقة والجودة لإنتاج ترجمة ترقى لمستوى الجائزة.

وفي سياق متصل، أعربت المتحدثة الإعلامية باسم الجائزة عن تقديرها للجهود التي تبذلها الجامعات التركية لتعليم اللغة العربية بشكل سليم، جاء ذلك خلال لقاء جمعها مع مدير مركز الفرابي للدراسات والبحوث والتطبيقات الدكتور عبدالله كيزلجيك، وعدد من الأكاديميين بجامعة إسطنبول.

وأُطلقت جائزة الشيخ حمد للترجمة والتفاهم الإنساني عام 2015، تقديرا لدور المترجمين في مد جسور التواصل بين الأمم، ومكافأة المتميزين في هذا المجال، إلى جانب تشجيع الإبداع وترسيخ القيم السامية، وإشاعة التنوع، والتعددية، والانفتاح.