المستشفيات التركية تجري عمليات "زرع نخاع العظام" آمنة وبتكاليف معقولة

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 13.11.2022 16:34
الدكتورة بتول طويل يسار في مقابلة مع الصحفية في ديلي صباح سيسا بوداني، في مستشفى ميموريال، إسطنبول، تركيا، 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 ديلي صباح الدكتورة بتول طويل (يسار) في مقابلة مع الصحفية في "ديلي صباح" سيسا بوداني، في مستشفى ميموريال، إسطنبول، تركيا، 12 نوفمبر/ تشرين الثاني 2022 (ديلي صباح)

يختار المرضى الذين يسعون للحصول على رعاية طبية متطورة من جميع أنحاء العالم، المشافي التركية لكودارها الطبية المؤهلة تأهيلاً جيداً، وبسبب الحاجة المتزايدة إلى رعاية صحية عالية الجودة بتكاليف معقولة.


ومن أبرز العمليات الجراحية التي تجرى في تركيا، عملية زرع نخاع العظم "BMT"، التي يُطلق عليها أيضاً اسم زرع الخلايا المكونة للدم "HCT"، أو زرع الخلايا الجذعية "SCT"، وهي عملية توفر علاجاً محتملاً لمرض "الثلاسيميا".

ويعتمد زرع النخاع العظمي على جرعات عالية من العلاج الكيميائي للتخلص من الخلايا المنتجة "للثلاسيميا" في النخاع، واستبدالها بخلايا متبرع سليمة من نخاع العظام أو دم الحبل السري، وعادة ما يتم أخذها من مستضدات كريات الدم البيضاء البشرية "HLA".

زراعة النخاع فعالة في تركيا بنسبة كبيرة

وعلى مدى العقود القليلة الماضية، برزت تركيا كبلد رائد في الطب في أوروبا فيما يتعلق بنجاح زراعة نخاع العظام، ويأتي ذلك لامتثال المستشفيات التركية لمتطلبات الطب الحديث العالية من خلال وجود عدد من الاعتمادات الدولية.

بالإضافة إلى ذلك، زاد عدد حالات الزرع ومعدلات نجاح هذه العمليات على مدار السنوات القليلة الماضية.

و قالت الدكتورة بتول طويل من قسم أمراض الدم للأطفال بمستشفى "ميموريال" في إسطنبول التركية: إن زراعة النخاع العظمي فعالة بنسبة 90٪ في تركيا، وتكلفتها أقل بنسبة 50٪ تقريباً مما هي عليه في المستشفيات الأوروبية، مضيفة أن "تركيا لديها تكاليف معيشية وضروريات ميسورة التكلفة أكثر من أي دولة أخرى في أوروبا".

وأوضحت البروفيسورة طويل، في مقابلة مع "ديلي صباح" أن "عملية زرع نخاع العظلم الناجحة تتطلب فريقاً طبياً خبيراً يتمتع بخبرة في عمليات زرع نخاع العظام ويمكنه التعرف بسرعة على المشكلات والآثار الجانبية الناشئة، بالإضافة إلى معرفة كيفية التعامل السريع وبشكل صحيح فيما لو ظهرت أية مشاكل أثناء العملية".

وأشارت الدكتورة في مستشفى "ميموريال"، أحد أكبر المشافي الخاصة في تركيا، أنهم يستقبلون الكثير من المرضى من خارج تركيا، خاصة من منطقة الخليج وجنوب آسيا، الذين يعانون من سرطان الدم و"الثلاسيميا".

وأردفت: "يعتقد المرضى عادة أنهم سيواجهون صعوبات بعد الزرع ويطرحون العديد من الأسئلة التي نحاول الإجابة عليها، على الرغم من عدم وجود ذلك دائما، فهناك بعض الحالات الخاصة".

وتحدثت الدكتورة طويل عن إحدى حالات الزرع الناجحة التي أجرتها وقالت: "لقد أجرينا ذات مرة عملية زرع نخاع عظم لمريضة باكستانية (طفلة)، تم تشخيص إصابتها بسرطان الدم وجاءت للعلاج بحثاً عن متبرع، لكننا وجدنا أن والدتها كانت مطابقة بنسبة 90٪، وبعد فترة وجيزة من الزرع، تم اكتشاف الحمل الثاني للأم، ولدهشة الجميع، ولد الطفل الأول عن طريق التلقيح الاصطناعي، بينما كان الحمل الأخير طبيعياً، لقد شهدنا حالة مثيرة حقاً".

الأعمار والتعافي

وذكرت طويل أنه من الصعب في كثير من الأحيان اكتشاف متبرع متطابق، مضيفة : "فرصة المريض في الحصول على شقيق يتطابق تماماً مع نخاعه العظمي هي 35٪، وإذا كان أشقاء المريض غير متوافقين، فإننا نبحث عن متبرع في بنك نخاع العظام التركي ( Türkök) أو في البنوك الدولية لنخاع العظام".

وأوضحت: "الأطفال الذين لديهم متبرع متطابق يكون معدل نجاح العملية أكبر بكثير بعد الزرع من أولئك الذين لديهم متبرع غير متطابق، ما قد يؤدي في بعض الأحيان إلى صعوبات، كما أن معدل نجاح زراعة أعضاء الأطفال أعلى من عمليات الزرع للبالغين، لأن أعضاء الأطفال لا تزالحديثة "فتية"، لذلك هناك خطر أقل في حدوث مضاعفات لحالات الزراعة للأطفال".

وفي حديثها عن فترة التعافي، ذكرت أن الفترة تمتد إلى الأسابيع القليلة الأولى التي تلي الزراعة، ولفتت أنه "يتم تدمير النخاع العظمي للمريض من خلال العلاج الكيميائي بجرعة عالية أو الإشعاع المستخدم أثناء التكيف، ما يضر بشدة بجهاز المناعة أو الدفاعات في الجسم، ولتقليل تعرض المريض للبكتيريا والفيروسات، يتم اتخاذ تدابير قصوى، لذلك نحن نحافظ على المريض في غرفة مرشح هواء عالي الكفاءة (HEPA)، والتي تتمتع بقدرة عالية على إزالة 99.9٪ أو أكثر من أصغر الجزيئات من تيار الهواء أثناء مروره، ويتعافى المريض في المنزل (أو في مكان قريب من مركز الزرع إذا كانوا من خارج المدينة أوالبلد)، من مدة شهرين إلى أربعة أشهر بعد خروجه من المستشفى.

مساعدات مالية

وبحسب الدكتورة طويل، كثيراً ما تطلب العائلات ذات الدخل المحدود المساعدة من وزارة الصحة التركية في تكاليف عملية الزرع، وقالت: "لا يقدم مستشفانا مساعدة مالية مباشرة للمرضى، لكن هناك بعض المنظمات الخيرية التي تخدم المرضى من دول الاتحاد الأوروبي، وخاصة من ألمانيا، ومع ذلك، كثيراً ما تطلب الدول غير الأعضاء في الاتحاد الأوروبي من وزارات الصحة الخاصة في دولهم المساعدة المالية بسبب تتكلف عملية الزرع التي تترواح ما بين 50 ألف دولار (للعملية المتطابقة) و60 ألف دولار (إذا لم تكن متطابقة)".

وقدمت الدكتورة بتول طويل في ختام حديثها لـ "ديلي صباح" نصائح للمرضى الذين يعانون من هذه الأمراض، وقالت:" المرضى الذين لديهم متبرع مناسب يجب أن يفكروا في الخضوع لعملية زرع نخاع العظام، لأن زرع نخاع العظام يكون أكثر نجاحاً في المرضى الأصغر سناً، لذا يُنصح المرضى الذين تتراوح أعمارهم بين 6 و 10 سنوات بالتماس الإحالة المبكرة إلى مركز زراعة الأعضاء أو المستشفى".