خبراء يحذرون من وجود أعداد كبيرة من المصابين بالسرطان في أوروبا

وكالات
أوروبا
نشر في 17.11.2022 09:26
آخر تحديث في 17.11.2022 13:13
Burger/Phanie / Rex Features يتوقع الخبراء وجود مليون حالة بمرض السرطان لم تُشخّص (Burger/Phanie / Rex Features) يتوقع الخبراء وجود مليون حالة بمرض السرطان لم تُشخّص

حذر خبراء من مواجهة أوروبا لـ"وباء بمرض السرطان"، إذا لم يتم اتخاذ إجراءات عاجلة لتعزيز العلاج.

وأكد الخبراء وجود أعداد كبيرة من المصابين بالسرطان في أوروبا، مرجيحن السبب "بتفويت تشخيص نحو مليون حالة أثناء جائحة فيروس كورونا، التي أثرت على قدرات النظام الصحي وأصابته بحالة من الاستنزاف، ما أثر أيضاً على قطاعات صحية أخرى.

صحيفة "ذا غارديان" البريطانية، قالت، الثلاثاء، إن تأثير جائحة كورونا والتركيز عليها، كشف عن "أوجه الضعف" في الأنظمة الصحية المعنية بعلاج أمراض السرطان، وفي مجال الأبحاث عن هذا المرض في القارة الأوروبية.

ونقلت الصحيفة عن خبراء الرعاية الصحية والبحوث، قولهم إن هنالك مشكلات إذا لم تُعالج بوصفها ضرورة ملحة، فسوف تتسبب في انتكاسة النتائج التي توصلوا إليها، على صعيد علاجات أمراض السرطان وبحوثها، ما قد يعيدهم قرابة عقد من الزمان إلى الوراء.

وجمع تقرير بعنوان "مواجهة تحديات بحوث السرطان في أوروبا: لجنة أورام في مجلة ذا لانست"، مجموعة واسعة من خبراء المرضى والخبراء العلميين وخبراء الرعاية الصحية، ممن لديهم معرفة تفصيلية بالسرطان حول أوروبا.

وقال الخبراء إن إحدى العواقب غير المقصودة للجائحة، تمثلت في الآثار السلبية على الخدمات المقدمة لمرضى السرطان، أو على بحوث أمراض السرطان، وعلى مرضى السرطان أنفسهم.

وكتب الخبراء في التقرير المنشور في مجلة "The Lancet": "للتأكيد على حجم هذه المشكلة، نُقدّر أن نحو مليون إصابة بالسرطان حول أوروبا لم تُشخَّص خلال جائحة كوفيد-19".

وأضافوا في هذا الصدد: "توجد أدلة ناشئة تقول إن نسبة أكبر من المرضى شُخِّصت إصابتهم بمراحل متأخرة من السرطان، مقارنة بالمعدلات قبل الجائحة، نتيجة للتأخيرات الكبيرة في تشخيص السرطان وعلاجه"، معتبرين أن هذا التحول في مراحل السرطان سوف يواصل الضغط على أنظمة معالجة السرطان في أوروبا لسنوات قادمة.

مليون حالة لم تُشخّص

كذلك توقع الخبراء أن "هذه المشكلات سوف تتسبب، في نهاية المطاف، في تعريض المرضى للخطر، وتسهم في تدنى جودة الحياة بالنسبة لعديد من مرضى السرطان الأوروبيين".

وحلل تقرير الخبراء البيانات، ووجد أن الأطباء شهدوا انخفاض أعداد مرضى السرطان في السنة الأولى للجائحة بما يقارب المليون ونصف المليون مريض، إذ إن مريضاً من بين كل مريضين بالسرطان لم يخضع للعمليات الجراحية أو يتلقى العلاج الكيميائي في الوقت المناسب.

وتشير التقديرات إلى أن نحو مليون مواطن أوروبي كانوا مصابين بالسرطان دون تشخيص نتيجة لهذا التراكم.

بدوره، قال الأستاذ بجامعة الملكة في بلفاست، ورئيس اللجنة والمؤلف الرئيسي فيها البروفيسور مارك لولر: "إننا في سباق مع الوقت للعثور على هذه السرطانات غير المعروفة".

وأضاف لولر: "بالإضافة إلى ذلك، لقد شهدنا أثراً سلبياً على بحوث السرطان، حيث أُغلقت المعامل وتأجلت التجارب السريرية أو أُلغيت في الموجة الأولى من الجائحة، إننا قلقون من أن تكون أوروبا متجهة نحو وباء سرطان في العقد القادم، إذا لم تُوضع أنظمة الرعاية الصحية لمواجهة السرطان وبحوث السرطان، أولويةً بصورة عاجلة".

ويجادل التقرير أيضاً بأن جهود الوقاية من السرطان وبحوث السرطان، على وجه التحديد، لم تحصل على التمويل الذي تستحقه، ويوضح أن زيادة التركيز على الوقاية من السرطان يمكن أن يقلل عدد الأشخاص الذين يصابون بالسرطان، ومن ثم يسمح بزيادة الموارد المتاحة للأشخاص الذين يحتاجون إلى العلاج.

من جانبها، قالت الباحثة لدى الوكالة الدولية لبحوث السرطان (CIRC) آنا شموتز: "تشير التقديرات إلى أن 40% من الإصابات بالسرطان في أوروبا يمكن الوقاية منها إذا حسَّنت استراتيجيات الوقاية الأساسية استفادتها من استيعابنا لعوامل خطر الإصابة بالسرطان".