شهدت دار كريستيز للمزادات في باريس، أمس، مزاداً طال انتظاره. فالأمر يتعلق باثنين من أشهر الشعراء الفرنسيين، بول فيرلين وأرثر رامبو صاحب "أزهار الشر".
فقد عرض المسدس الذي حاول بواسطته بول فيرلان قتل أرثر رامبو، يوم 10 تموز/أغسطس 1873 بسعر أولي 50 ألف يورو، سرعان ما ارتفع حتى بلغ سعر هذا السلاح التاريخي 434 ألف يورو، لمشترٍ زاود عبر الهاتف لم يفصح عن هويته، لكنه يعيش في مدينة شارلفيل ميزيير، مسقط رأس رامبو.
* قصة الخلاف بين الشاعرين:
لهذا المسدس شهرة خاصة في تاريخ الأدب الفرنسي؛ فقد كانت تربط الشاعرين علاقة غرام شاذة. وكان فيرلين قرر العودة إلى زوجته، ماتيلد، التي كان تزوجها عام 1870، أي قبل عام من لقائه رامبو، وقدم إلى بروكسل ليبتعد عن هذا الأخير ويقطع علاقته به، لكن رامبو تبعه إلى بروكسل ليخبره أنه سيلتحق بالجيش.
فيرلين، في ذات الوقت، كان محبطاً جداً ويفكر ملياً في الانتحار، حتى إنه اشترى مسدساً لذلك الهدف. وصادف يوم العاشر من تموز/يوليو 1873، الساعة الثانية بعد الظهر، أن التقى الشاعران في غرفة في فندق في بروكسل وسط أجواء متوترة بينهما، بوجود والدة فيرلين، ثم دب خلاف بين الشاعرين سرعان ما تطور وأطلق فيرلين، البالغ 29 عاما، من مسدسه طلقتين أصابت إحداهما كتف رامبو، البالغ 19 عاماً. ذهب الثلاثة إلى المشفى حيث تلقى رامبو العلاج لكنهم بخروجهم هدده فيرلين مجدداً فطلب رامبو الشرطة التي اقتادت فيرلين وحكمت عليه بالسجن سنتين كتب خلالهما مجموعة شعرية، بينما كتب رامبو "موسم في جهنم".
بعد خروج فيرلين من السجن، عاد إلى زوجته. ولم يلتق رامبو إلا بعدها بخمس سنوات.
أما المسدس، فكان بحوذة جامع أسلحة قديمة اشتراه عام 1981 من ذات المتجر الذي اشتراه منه فيرلين، في بروكسل. لا علم له بقيمته إلى أن شاهد فلم كسوف كلي (Total Eclipse) بطولة ليوناردو ديكابريو، يروي قصة الشاعرين. فاتصل بخبير أسلحة تاريخية، الذي قال: "اعتقدت أنها مزحة. لكن كل العناصر كانت متوافرة؛ الطراز وتاريخ ومكان الصناعة"..
