تركيا.. جرد أثري لكامل الخانات على طريق الحرير في الأناضول

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 21.02.2018 00:00
آخر تحديث في 21.02.2018 21:28
نموذج من الخانات في تركيا من الأرشيف نموذج من الخانات في تركيا (من الأرشيف)

قام فريق أكاديمي من جامعة البحر المتوسط التركية، بعملية جرد واسعة لكافة الآثار السلجوقية على طريق الحرير التاريخي داخل الأراضي التركية، استغرق إنجازها أربع سنوات كاملة.

والهدف من عملية الجرد هو إدراج تلك المواقع على قائمة التراث العالمي لمنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو".

المشروع برئاسة البروفسور عثمان أرأفشار عميد كلية الفنون الجميلة بجامعة المتوسط في أنطاليا (جنوب غرب)، وترعاه رئاسة الجمهورية التركية، وقد تمكن الفريق من جرد موجودات 200 خان (كرفان سراي) من العهد السلجوقي قطع في سبيلها مسافة 7 آلاف كيلومتر.

وصرح البروفسور أرأفشار أنهم أجروا أبحاثاً عن آثار الدولة السلجوقية على طول طريق الحرير التاريخي داخل منطقة الأناضول، مشيراً إلى أن طريق الحرير التاريخي يمتد من الصين إلى أوروبا .

وأشار إلى أن حكم الدولة السلجوقية في ولاية أنطاليا لم يبلغ 200 عام في الإجمال إلا أن السلاجقة تركوا آثاراً كثيرة تفوق آثار الدولة العثمانية في المنطقة.

وأوضح أن سلاطين الدولة السلجوقية عقب فتح المناطق الجديدة، كانوا يهتمون بتلك المناطق وتطويرها ويطلبون من وزرائهم العمل على ذلك.

وأضاف أن الكتب التي نشرها الوزير السلجوقي الشهير "نظام الملك" تشير إلى بحث سلاطين الدولة السلجوقية في كيفية النهوض بالدولة اقتصاديا وثقافيا.

وأوضح أن السلاطين فتحوا الطرق في الأناضول وأحيوا التجارة عبر بناء العديد من الخانات على الطرق التجارية، وبناء الجسور أيضاً.

ولفت إلى أن سلاطين الدولة السلجوقية كانوا يهتمون بالجانب الثقافي أيضاً، بقدر اهتمامهم بالجانب الاقتصادي.

وبيّن أن "الدولة السلجوقية أنشأت 14 خاناً في قونيا ونفس العدد في قيصري، وأربعة في أنطاليا، والعديد من المدارس التي كانت بمثابة جامعات، خصوصاً في أدرنة وإسبرطا".

ولفت إلى أن طريق الحرير الذي كان أحد أهم طرق التجارة والاستكشافات الجغرافية بعد القرن الثاني بعد الميلاد، كان يتفرع منه العديد من الطرق.

وأكد أنهم يهدفون إلى إدراج أبنية الخانات المتبقية من عهد الدولة السلجوقية في الأناضول والمنتشرة على طول طريق الحرير، في قائمة التراث العالمي لليونسكو.

ولفت إلى أن الكثير من الخانات تحولت إلى خراب وأصبحت أطلالا فقط، موضحاً أنهم تمكنوا من الاستفادة من المصادر القديمة لتحديدها واحدة تلو الأخرى.

وأكد أنهم تمكنوا من الحصول على خرائط مواقع الخانات التي ما زالت قائمة من خلال الخرائط الأصلية الموجودة لدى مديرية الأوقاف التركية.

ولفت إلى أن المشروع يشمل 20 بلداً كانت تحكمها الدولة السلجوقية الكبرى، وأنهم عملوا على توثيق الخانات والضرائح والجوامع والمدارس والأبنية الأخرى لسلاجقة الأناضول فقط.

وأضاف أنهم أعدوا كتاباً حول المشروع تضمن كافة المعلومات عن المواقع وكافة المعلومات المتعلقة بها، وببنائها وبالفترات التي تم إنشائها، والحياة التجارية آنذاك، ومن قام بإنشائها بشكل مفصل، والكتاب متوافر في المكتبات العامة والممثليات الخارجية التركية والمؤسسات المعنية.