المساجد الخشبية.. ثقافة نقلها الأتراك من آسيا الوسطى إلى الأناضول

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 16.09.2018 00:00
آخر تحديث في 16.09.2018 15:16
المساجد الخشبية.. ثقافة نقلها الأتراك من آسيا الوسطى إلى الأناضول

يعد الأتراك أول من أنشأ الجوامع ذات السطوح والأعمدة الخشبية، التي أدرجتها "يونيسكو" ضمن لائحتها المؤقتة للتراث العالمي، حيث تلفت الاهتمام منذ عصور طويلة لكونها تأتي ضمن أهم وأجمل دور العبادة التركية والإسلامية.

وبعد اعتناقهم للإسلام، بنى الأتراك أول نماذج المساجد الخشبية في موطنهم الأصلي في آسيا الوسطى، قبل أن ينقلها السلاجقة فيما بعد إلى منطقة الأناضول.

وبنى السلاجقة أوائل هذه المساجد في قونيا على يد الوزير صاحب أتا، حيث تحمل آثارا حول مفهوم الجمال العمراني التركي الإسلامي، ما يجعلها تقدم للزائر عروضاً بصرية ساحرة.

وقال مؤرخ الفنون التركي يشار إردمير، إن العديد من أقسام المساجد الخشبية التي ظهرت بداية في تركستان الشرقية، مثل الأبواب والأعمدة والمحاريب، ما زالت معروضة إلى اليوم في المتاحف، في سمرقند، وبخارى، وسانت بطرسبورغ.

وأوضح إردمير، في حديث للأناضول، أن المساجد التي تحتوي على سطوح ودعامات خشبية، تسمى بالمساجد الخشبية، حيث بنى الوزير السلجوقي صاحب أتا فخر الدين علي، أولى هذه المساجد في الأناضول، عام 1258، وأطلق عليه اسمه.

وأضاف أن تركيا تمتلك إلى اليوم مئات المساجد الخشبية ، مضيفا "أن بناء المساجد الخشبية استمر منذ القرن الثالث عشر وحتى اليوم، دون أن تفقد أي شيئ من روعتها وفخامتها، حيث نقل الحرفيون الأتراك هذه الثقافة بخبراتهم وتمسكهم ببناء المساجد الخشبية".

ولفت إلى أن منطقة الأناضول تتضمن مئات المساجد القادرة على دخول لائحة اليونسكو للتراث العالمي الدائم، أهمها جوامع صاحب أتا، وأشرف أوغلو في منطقة بيشهير، وأرسلان هانة في أنقرة، والجامع الكبير في سيفري حصار، والجامع الكبير في آفيون.

وتابع قائلا إن هناك مساجد أخرى تعود إلى مرحلة الإمارات ما بعد الدولة السلجوقية، أبرزها مسجد محمود بيك في قسطامونو، ومسجد عمر باشا في توكات، وأجي بايام يازير في دينيزلي، ودينغيريك في بوردور.

واستطرد أن هذه المساجد تحتوي على نقوش رائعة ملونة بألوان كثيرة، واصفا إياها بحدائق الأزهار، معربا عن أمله في أن يتم إدراجها ضمن اللائحة الدائمة للتراث العالمي في المستقبل.