مغامرون يكتشفون الطريق البحرية القديمة بين مصر والبحر الأسود

وكالة الأنباء الفرنسية
إسطنبول
نشر في 31.07.2019 16:36
أحد أعضاء الفريق أمام المركب أبورا-4 الفرنسية أحد أعضاء الفريق أمام المركب أبورا-4 (الفرنسية)

هل استخدم المصريون القدماء السفن المصنوعة من نبات القصب للسفر إلى البحر الأسود منذ آلاف السنين؟

تعتقد مجموعة من المغامرين بجدوى تجربة رحلة من هذا النوع، وهم في صدد إثبات نظريتهم من خلال الإبحار في رحلة شبيهة إنما في الاتجاه المعاكس هذه المرة.

فقد قرر فريق مؤلف من عشرين باحثاً ومتطوعاً، من ثماني دول، الانطلاق من ميناء فارنا البلغاري، في منتصف شهر أغسطس،على أمل أن يتمكن زورقهم المصنوع من القصب والمسمى "أبورا4"، من الإبحار بهم لمسافة 1200 كم بحري تقريبا عبر مضيق البوسفور وبحر إيجة وصولاً إلى جزيرة كريت.

"دومينيك غورليتز"، قائد البعثة الألمانية، قال لوكالة فرانس برس، إن الفريق يسعى على وجه التحديد لإثبات مصداقية فرضية المؤرخ اليوناني هيرودوت الذي كتب: "أبحر المصريون عبر البحر الأسود للحصول على مواد لم يتمكنوا من الحصول عليها من شرق البحر المتوسط".

يقول "غورليتز" البالغ 53 عاماً، إنه وفريقه استلهموا تصميم القارب الذي يبلغ طوله 14 متراً، من الرسومات الصخرية القديمة التي عثر عليها في صعيد مصر وبعض مناطق القوقاز.

يُذكر أن القارب المصنوع من القصب قد بني بمساعدة متطوعين من جنسيات متعددة، وعضوين من جمعية أيمارا الأهلية البوليفية هما "فيرمين ليماشي" وابنه "يوري".

وليس من قبيل المصادفة أن يتشابه القارب "أبورا4"، تشابهاً كبيراً مع القارب "راع 2" الشهير الذي استخدمه المغامر النرويجي "ثور هايردال" في محاولته عام 1970 لعبور المحيط الأطلسي حيث شارك "ليماشي" الأب في بناء ذلك المركب أيضاً.

ولتشكيل الجسم الرئيسي للسفينة، جُمعت حزم كبيرة من قصب "توتورا" وشبّكت مع بعضها بواسطة الحبال الغليظة، ثم زودت السفينة بساريةٍ خشبيةٍ، واثنتين من مقصورات القصب المخصصة للنوم.

وقال "فيرمين ليماشي" إن صنع السفينة استهلك 12 طناً من القصب، و2 كيلومتر من الحبال، وأن القارب مزود بشراعين تبلغ مساحة أحدهما 62 متر مربع، ومساحة الآخر 40 متر مربع.

وأوضح "غورليتز"التحديات المحتملة في هذه الرحلة قائلاً: "السؤال الأساسي هو ما إذا كان هذا القارب قادراً على عبور الحواف الصخرية لجزر بحر إيجه".

وأضاف أن الوصول إلى جزر "سيكلاديز" ثم جزيرة "كريت" سيكون عاملاً حاسماً في إثبات فرضية هيرودوت، بما أنه ثبت أن حضارة الـ"مينوان" التي ازدهرت من 2700 إلى 1200 قبل الميلاد، قد تبادلت العلاقات التجارية مع مصر.

يحتاج القارب لأن يترك في الماء أسبوعين ونصف سيتشرب قصبه خلالها كمية من الماء تتراوح ما بين خمسة وعشرة أطنان.

ووفقاً لـ"غورليتز" لا يمكن للقارب أن ينكسر أو يغرق، بفضل ملايين الحجرات الهوائية الموجودة في البنية المسامية لنبات القصب.

يذكر أن فريق "أبورا3" انطلق في رحلته الأخيرة عام 2007، من نيويورك متجهاً إلى جنوب إسبانيا، في محاولة لإثبات أن إنسان العصر الحجري قد قام برحلات مماثلة، عبر المحيط الأطلسي.