يبذل علماء الآثار جهوداً كبيرةً في أعمال التنقيب في مدينة "تيانا" الأثرية في منطقة "كيمير حصار" التابعة لولاية "نيغدة" وسط تركيا، وذلك نظراً لاتساعها وغنى الموجودات فيها. وقد تم في هذا الموقع مؤخراً اكتشاف كنيسة مثمنة وعملات نادرة يعتقد أنها تعود إلى القرن الرابع.
وفي حديثه لوكالة أنباء الأناضول، قال البروفيسور "عثمان دوغاناي" رئيس لجنة التنقيب والأستاذ المحاضر في قسم الآثار بجامعة أكساراي، إن فريقاً إيطالياً بدأ أعمال التنقيب في مدينة "تيانا" Tyana القديمة عام 2001، وأن الحفريات استمرت هذا العام بقرار من الرئاسة التركية بتناوب فرق عمل مصغرة عملت في الموقع مع اتخاذ احتياطات السلامة الصحية اللازمة لمنع تفشي كوفيد-19.
وقال "دوغاناي" إن العملات المعدنية التي تم العثور عليها خلال عمليات التنقيب لهذا العام لعبت دوراً هاماً في تحديد عمر المباني في مدينة "تيانا" القديمة، مضيفاً بالقول: "نعتقد أن العملات المعدنية التي تعود إلى أوائل القرن الرابع الميلادي، تمثل دليلاً يثبت عمر التحصينات والقنوات المائية التي تم بناؤها في هذا الموقع".
وأوضح قائلاً: "أهم اكتشاف في الحفريات التي أجريناها هنا هو الكنيسة ذات التخطيط المثمن".
وفي إشارة إلى ندرة الأمثلة على مثل هذه الكنائس في الأناضول، قال "دوغاناي" إن مبنى الكنيسة الفريد هو النموذج الأثري الوحيدة المشيد بهذا الحجم في منطقة كابادوكيا. وأضاف: "كانت لدينا بعض الشكوك حول تاريخ الكنيسة. لكن العملات التي وجدناها هنا أكدت أن الكنيسة بنيت في القرن الرابع بعد الميلاد".
وقال "دوغاناي" إنه تم العثور في مدينة "تيانا" القديمة التي يعود تاريخها إلى 4000 عام، على مبانٍ أخرى ذات أهمية كبيرة مثل القنوات المائية والمسابح والحمامات الرومانية وأشار إلى أن وجود السكان في المدينة القديمة استمر على مدى السنوات الطويلة الماضية، ويرجع ذلك جزئياً إلى موقعها الرئيسي عند بداية "المداخل القيليقية" Cilician Gates أو ما يعرف باسم "ممر غوليك"، الذي يربط منطقة وسط الأناضول بساحل البحر المتوسط وحوض بلاد ما بين النهرين.
