اكتشاف حلوى قديمة في بورصة شبيهة بأصناف الحلويات الحديثة

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 27.07.2021 11:19
من الموقع الذي اكتشفت فيه الحلوى في منطقة مصطفى كمال باشا ولاية بورصة IHA من الموقع الذي اكتشفت فيه الحلوى في منطقة مصطفى كمال باشا ولاية بورصة (IHA)

اكتشف أحد الرعاة في منطقة "مصطفى كمال باشا" التابعة لولاية "بورصة" بتركيا، كهفاً أثرياً عن طريق الصدفة بعد أن كشف انهيار أرضي عن مدخله. وعُثر داخل الكهف على قطعة حلوى يعود تاريخها إلى حوالي 10.000 قبل الميلاد.

والغريب في الأمر أن قطعة الحلوى بقيت لمدة 12000 عام دون أن تفسد، وذلك بفضل الصمغ الطبيعي غير قابل للانحلال بالماء وكربونات الكالسيوم التي غُطيت بها. وفي غضون ذلك، أشار الخبراء إلى التشابه المذهل بين قطعة الحلوى المكتشفة والحلوى التركية الحديثة المسماة "حلوى كمال باشا بالجبن".

ويضم الكهف الذي عثر فيه على الحلوى الشهية أيضاً، لوحات تظهر الكهوف القديمة المنتشرة في المنطقة وأدوات المطبخ بما في ذلك أدوات فخارية يعتقد أنها تعود إلى 12000 عام، الأمر الذي أثار إعجاب السكان المحليين.

وبعد الدراسة والتحقق خلص الخبراء إلى أن الحلوى المكتشفة مصنوعة من القمح البري وجذر نباتي ومادة شبيهة بالحليب، وبحسب تحليلاتهم فإن هذه الحلوى الأثرية ما هي إلا نسخة قديمة لحلوى الجبن الحديثة المعروفة باسم "مصطفى كمال باشا".

وتبين كذلك أن العناصر الموجودة في الكهف لا تقدر بثمن ويعتقد الخبراء أنها يمكن أن تساعد في إعادة كتابة الحقائق حول التغذية وثقافة المطبخ.

في الوقت نفسه، لا تزال منطقة "مصطفى كمال باشا" في ولاية بورصة مشهورة بتربية الجواميس. وتأخذ الحلوى اسمها من اسم المنطقة لأنها مصنوعة من الجبن المنتج من حليب الجاموس.

وقد أظهرت الفحوصات الأولى للّوحات الفنية القديمة المعروضة على جدران الكهف، أنه تم الحفاظ عليها واضحة ونظيفة بالرغم من آلاف السنين بسبب انعدام الضوء داخل الكهف. وتصور اللوحات حيواناً مشابهاً لجاموس أو بقرة وجهود التهجين بين أكثر من نوع منه.

كما فحصت الأوعية والأواني وأدوات المطبخ الموجودة في الكهف.

وفي حديثه أمام الصحفيين قال "محمد كنار" رئيس بلدية "مصطفى كمال باشا"، إن المنطقة وضعت تحت الحماية وسيتم تقديم معلومات مفصلة في وقت لاحق، لكنه أضاف أن الانطباعات الأولى كانت كافية لإثارة حماستهم وتوقعاتهم بأن هذا الاكتشاف قيم ومهم.

يذكر أن منطقة "مصطفى كمال باشا" تشترك بشاطئ مع بحيرة "أولوبات" التي كانت تسمى في السابق بحيرة "أبوليون"، وهي أكثر مراكز الزراعة والثروة الحيوانية إنتاجية في المنطقة. كما أنها موطن لأكثر من 100 كهف بين كبير وصغير.

وفي المنطقة مواقع تنقيب وحفريات أهمها حفريات "باشالار" في موقع تاريخي يحمل الاسم ذاته، وتم في هذا الموقع اكتشاف أكبر مستحاثة فيل في العالم، وهي لا تزال قائمة باعتبارها الوحيدة من نوعها حتى يومنا هذا.

وتقود الحفريات في هذه المنطقة البروفسورة "بيرنا ألباغوت" من قسم علم الإنسان القديم بكلية اللغة والتاريخ والجغرافيا بجامعة أنقرة، وهي تحت إشراف وزارة الثقافة بالتعاون مع خبراء وباحثين بريطانيين وفنلنديين في التاريخ الطبيعي من جامعات مختلفة في الولايات المتحدة.

وقد لاحظ العلماء أن رواسب كربونات الكالسيوم في طبقات الرخام الوفيرة في المنطقة إلى جانب الغابات الكثيفة التي أنتجت الكثير من الصمغ الطبيعي، كانت عوامل مهمة في تصلب المستحاثات وحفظها إلى يومنا الحالي.