ترويجاً لتاريخ الأناضول.. متطوعون أتراك يبنون نسخة مطابقة لأول سفينة عثمانية

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 30.09.2021 16:16
آخر تحديث في 30.09.2021 16:19
أعضاء في فريق بناء السفينة Kybele في إزمير الأناضول أعضاء في فريق بناء السفينة Kybele في إزمير (الأناضول)

قرر فريق من علماء الآثار والبحارة وغيرهم من المتطوعين الأتراك بناء نسخة طبق الأصل من السفينة العثمانية التي جابت البحار وكان لها الفضل في الفتوحات الإسلامية وصد العدوان عن الإمبراطورية العثمانية في ذروة عصرها الذهبي. وتهدف المجموعة التي نفذت مشاريع مماثلة لإحياء وسائل النقل البحري التاريخية، إلى استكمال بناء السفينة العثمانية في غضون عامين.

والمجموعة التي تطلق على نفسها اسم "فريق 360 درجة للأبحاث التاريخية" (360 Degrees Historical Research Group) ومقرها ولاية إزمير الغربية، تحاول من خلال أعمالها تكرار نماذج السفن التي كانت تستخدم في الماضي على مر الحضارات.

ويعتمد نموذج السفينة العثمانية التي تعتزم المجموعة إنشاءه على دراسات السفن العثمانية التي كانت سائدة إبان الإمبراطورية العثمانية وخدمت في القوات البحرية للإمبراطورية. ويُجري المتطوعون حالياً أبحاثاً وتطبيقات حول السفينة العثمانية معتمدين على تجاربهم السابقة ولا سيما نجاحهم في إبحار نسخة طبق الأصل من سفينة Uluburun، وهي سفينة من العصر البرونزي كانت تُعتبر حتى وقت قريب أول وأقدم سفينة دولية معروفة في العالم ويعود تاريخها إلى ما قبل 3300 عام.

كما قام الفريق أيضاً ببناء السفينة Kybele، وهي نسخة طبق الأصل لسفينة بناها الأيونيون في القرن السادس قبل الميلاد. وتمكن أعضاء الفريق التطوعي من الإبحار على متنها عبر طرقها التاريخية المفترضة.

أما مشروع السفينة العثمانية فيقوم أساساً على التصميم الذي يرجع إلى القرنين الخامس عشر والسادس عشر الذي كان مستخدماً في كل من البحرية العثمانية وفي التجارة. ويبلغ طول السفينة العثمانية المرتقبة ما بين 25 و30 متراً وبمجرد اكتمالها ستبحر عبر البحر المتوسط الذي كان في السابق تحت سيطرة البحرية العثمانية.

ويعمل المتطوعون حالياً بما فيهم علماء الآثار والمهندسين المعماريين ومهندسي السفن والقباطنة والنجارين في حوض بناء السفن في منطقة أورلا في إزمير.

وفي حديثه مع وكالة أنباء الأناضول قال "معلا إركورت" مسؤول رسم المخططات الذي يشغل منصب مدير المشروع الجديد، إنهم يهدفون إلى الترويج لتاريخ الأناضول "الذي يعد أيضاً تاريخاً للبشرية".

وأضاف: "نحن نعمل بترتيب زمني. بدأنا مع حطام سفينة Uluburun وبعد ذلك بنينا سفينة أيونية. كما بنينا نسخاً طبق الأصل من القوارب الفينيقية والقوارب السيكلادية والآن نحن في الحقبة العثمانية".

مؤكداً أن النسخ المقلدة من السفن التاريخية صالحة للإبحار، وأن الفريق سافر على متن Uluburun المقلدة بالفعل حتى قبرص. وقال إن تركيا ليس لديها سفينة عثمانية عاملة، لذلك اهتموا بإعادة بناء إحداها كواحدة من أحفاد العثمانيين. ووعد بأن تكون النسخة المقلدة مطابقة تماماً للأصل وتعمل بواسطة الأشرعة والمجاديف فقط.

وعلق قائلاً: "سنرسم مساراً للأماكن التي أبحر فيها العثمانيون ذات يوم في البحر المتوسط. وسنبحر إليها الواحد تلو الآخر، من السواحل الإسبانية إلى شمال إفريقيا وشرق المتوسط".

أما البروفيسور "سيريم باقر" من الكلية البحرية بجامعة "دوكوز أيلول" في إزمير، والذي يعمل مديراً في المشروع، فقال إن إنشاء هذه السفينة سيكون "مناسبة خاصة".

وأضاف: "لقد مررنا برحلة تاريخية من خلال بناء سفن بدون معدات حديثة، وقضينا أياماً في البحر. تجعلك هذه السفن تشعر بروح العصر وتعرف مدى صعوبة تشغيل السفن في ذلك الوقت".