فسيفساء "ديونيسوس وأريادن" تعود للحياة بعد ترميمها في إزمير التركية

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 13.10.2021 12:09
الفسيفساء المرممة الأناضول الفسيفساء المرممة (الأناضول)

بفضل العمل الدؤوب الذي قام به المختصون بأعمال الترميم، عادت الفسيفساء التي تصور "إيروس" إله الحب اليوناني و"ديونيسوس" إله الخصوبة والمسرح والمرح اليوناني وزوجته "أريادن" للحياة والمجد السابق، في مدينة "متروبوليس" القديمة في منطقة "توربالي" بولاية إزمير غرب تركيا.

ومع تواصل الحفريات بإشراف وزارة الثقافة والسياحة وجامعة مانيسا، لكشف النقاب عن أسرار الحضارات القديمة التي تضمها المدينة القديمة، انتهت أعمال ترميم الفسيفساء الساحرة باستخدام التقنيات الحديثة التي منحت الفسيفساء مظهراً أجمل مما كانت عليه فضلاً عن أنها ضمنت الحفاظ على أحجارها وألوانها.

وتتميز الفسيفساء التي رممت أيضاً بتصوير الأقنعة ورموز المسرح وشخصيات الأسماك والطيور التي تصف خصوبة المنطقة إلى جانب الآلهة "إيروس" و"ديونيسوس وأريادن".

وفي معرض حديثه مع وكالة أنباء الأناضول قال البروفيسور "سردار أيبك" رئيس الحفريات في "متروبوليس" إن المدينة القديمة ذات الأراضي الخصبة تصل وسط الأناضول بمنطقة بحر إيجة، وقد استضافت العديد من الحضارات في الماضي. وأشار "أيبك" إلى أن "متروبوليس" اشتهرت بنفائسها التاريخية وخصوصاً الفسيفساء المعاد ترميمها، وقال: "وجدنا الفسيفساء في المنطقة التي نعتقد أنها كانت دار ضيافة وقمنا بترميمها في نفس المكان أيضاً".

وبالإشارة إلى أن دار الضيافة التي توجد بها الفسيفساء مرتبطة بالمسرح، أضاف "أيبك": "نعتقد أن الضيوف الذين كانوا يأتون إلى العاصمة من أجل المسرح كانوا يُستضافون هنا. لذلك نجد رسم ديونيسوس الملقب بإله المسرح والترفيه وزوجته أريادن وإله الحب إيروس يظهر بوضوح في الفسيفساء المشكلة على أرضية هذا المكان. وبالفعل تتمتع الفسيفساء بمظاهر رقة كبيرة كما تعكس اللوحة الظل والتناغم وحتى تعابير الوجه تبرز فيها بنجاح كبير".

ووفقاً للبروفيسور "أيبك" فإن الفسيفساء تبرز مشاعر الحب الصادقة بين الزوجين: "الزوجان ديونيسوس وأريادن ينظران إلى بعضهما البعض في الفسيفساء وإيروس إله الحب بينهما. هذه في الواقع رسالة حب نقلت منذ حوالي 1800 عام".

ويمتد تاريخ مدينة "متروبوليس" القديمة والمعروفة باسم "مدينة الإلهة الأم" لمستوطنات العصر الحجري الحديث المتأخر إلى العصر الكلاسيكي، ومن العصر الهلنستي إلى العصرين الروماني والبيزنطي، ومن عصر إمارات الأناضول إلى العصر العثماني .

وقد أظهرت الحفريات التي أجريت في المدينة حتى الآن، مسرح هلنستي ومبنى برلماني ومعرض ذو أعمدة ومبنيين رسميين وحمامين تم بناؤهما خلال الإمبراطورية الرومانية إضافةً إلى حمام ومجمع رياضي وقاعة ضيافة خاصة تضم الفسيفساء النادرة، إلى جانب منزل معاصر وصهاريج تشكل النسيج التاريخي للمدينة القديمة.

كما كشفت أعمال التنقيب أيضاً عن أكثر من 11.000 قطعة أثرية تاريخية تضم أعمال سيراميك وعملات معدنية وزجاج وقطع معمارية وتماثيل وتحف مصنوعة من العظام والعاج. وتُعرض جميع تلك القطع الأثرية اليوم في متحف إزمير للآثار ومتحف إزمير للتاريخ والفنون ومتاحف أفسس.