أجراس الكنيسة الأرمنية التاريخية في تركيا تقرع من جديد

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 27.04.2022 15:24
جانب من الكنيسة بعد الترميم DHA جانب من الكنيسة بعد الترميم (DHA)

بعد 7 سنوات من التوقف عادت أجراس كنيسة "سورب غيراغوس" Surp Giragos أكبر كنيسة أرمنية في الشرق الأوسط تقرع من جديد في ديار بكر التركية، وستعيد الكنيسة فتح أبوابها للمصلين في مايو/أيار بعد اكتمال أعمال الترميم الحالية.

وقد شارفت أعمال الترميم في كنيسة سورب غيراغوس الأرمنية الواقعة في منطقة سور في ديار بكر على الانتهاء. وسيقام القداس الأول في الكنيسة يوم 8 مايو/أيار بمشاركة البطريرك الأرمني في تركيا ساهاك ماشاليان. كما قدمت مؤسسة الكنيسة طلباً إلى الحكومة لتعيين رجل دين دائم في الكنيسة.

وهُجرت الكنيسة التي يبلغ عمرها 600 عام في أوائل التسعينيات بعد إخلاء قرى في الجنوب الشرقي بسبب الأنشطة الإرهابية. وبدأ تدفق الهجرة المكثف إلى المدن وبالتوازي مع ذلك هاجر العديد من غير المسلمين إلى الدول الأوروبية.

أنطون زور، الذي كان يدير متجراً للتحف، لم يترك الكنيسة ورفض مغادرتها لأنه "يحتفظ بذكرى كل حجر". وظل زور يحرس الكنيسة حتى نهاية حياته، حيث كان يعيش في غرفتين تضررت أعمدتهما بشدة، وانهارت الجدران والسقف. وعندما توفي في أحد مشافي إسطنبول، تُركت الكنيسة مهجورة تماماً.

وفي عام 2008، تم اتخاذ القرار بترميم الكنيسة التي كانت مليئة بالثقوب التي أحدثها اللصوص بحثاً عن الذهب.

وانطلقت عملية ترميم الكنيسة من خلال مشروع نفّذته المؤسسة الأرمنية وبلدية ديار بكر الكبرى. وعلى مدى 3 سنوات تم ترميم الكنيسة وفتحت أبوابها أمام الجالية الأرمنية من جميع أنحاء العالم عام 2011.

وصُنع الهيكل الأصلي للجرس الكبير البالغ وزنه 100 كيلوغرام في موسكو ونُقل إلى ديار بكر لينشر صوته الرخيم بعد 35 عاماً من الصمت العميق. لكن الرنين عاد وتوقف مرة أخرى بعد 4 سنوات.

وتعرضت كنيسة سورب غيراغوس لأضرار جسيمة مرة أخرى عام 2015 بسبب الهجمات الإرهابية. وقتل نحو 24 من قوات الأمن في الحي الذي تقع فيه الكنيسة. وعلى مدى 3 أشهر دمرت الكنيسة مرة أخرى.

وقام إرهابيو بي كا كا المتمركزون في الكنيسة بمهاجمة قوات الأمن بالصواريخ والقنابل. وحفروا أنفاق الهروب في الكنيسة وتعرضت الجدران للثقوب أحدثتها الأسلحة الثقيلة. وبعد استعادة الهدوء، طُرحت وزارة البيئة والتمدن مناقصة لترميم الكنيسة.

وقال رئيس الأساقفة آرام أتشيان النائب السابق لبطريرك الأرمن في تركيا، الذي زار الكنيسة بعد الأحداث مباشرة: "هذا هو الحي المسيحي. دُمِّرت الكنائس والمساجد التي هي بيوت الصلاة. لا يمكننا أن نطلق على من يفعل هذا وصف إنسان. لقد كسروا كل شيء بمطارق ثقيلة حتى ملامح الحواريين المنحوتة باليد والأماكن المقدسة تحطمت".

يُذكر أن كنيسة سورب غيراغوس الأرمنية التي كانت مقراً للقوات الألمانية في الحرب العالمية الأولى بمساحة مغلقة تبلغ 3000 متر مربع، استخدمت فيما مضى مستودعاً للقطن لمصرف الحكومة السابق سومر بنك المرتبط بصناعة المنسوجات لفترة من الوقت.