كلية الإلهيات بجامعة "زونغولداك" تطلق برنامج الدراسات العليا بتعاون مدرسين عرب وأتراك

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 19.11.2019 11:16
آخر تحديث في 19.11.2019 11:43
كلية الإلهيات في جامعة زونغولداك ديلي صباح كلية الإلهيات في جامعة "زونغولداك" (ديلي صباح)

مع بداية العام الدراسي من كل عام يبدأ الطلاب الأتراك والأجانب بالتوافد إلى جامعة "زونغولداك بولنت أجاويد" التي تقف شامخة بمبانيها المتفاوتة بين الحداثة والقدم، فالجامعة التي تأسست منذ عام 1924، تطورت عبر مراحل عديدة لتصبح اليوم صرحاً تعليمياً متكاملاً يضم أكثر من 10 كليات و3 معاهد للدراسات العليا و6 معاهد للتعليم الصناعي، تعمل جميعها على توفير التعليم والتدريب على المستويين الوطني والدولي، وإجراء البحوث العلمية، و تقديم العلوم والتكنولوجيا والفن والقيم الثقافية لخدمة المجتمع ورقيّه. وتطمح جامعة "زونغولداك بولنت أجاويد" أن تحصل على ترتيب متقدم بين الجامعات المحلية والعالمية بما تحشده من أكاديميين متخصصين في كافة العلوم، وبما توفره من إمكانات تكنولوجية وفنية كبيرة، بالإضافة إلى الكوادر المؤهلة والمدربة من الموظفين والإداريين.

وتعد كلية علوم الشريعة "الإلهيات" واحدة من أحدث الكليات في جامعة "زونغولداك بولنت أجاويد"، فقد صدر قرار تأسيسها في عام 2012، لتبدأ باستقبال الدفعة الأولى من طلابها عام 2013. وبالرغم من حداثة عهدها إلا أن القائمين على كلية الإلهيات من المدرسين العرب والأتراك، استطاعوا أن ينهضوا بالمهمات الصعبة ويتجاوزوا عثرات وصعوبات التأسيس.

وراح عدد الطلبة يتنامى بشكل ملحوظ ليرتفع من 120 طالباً عام 2013 إلى 1350 طالباً عام 2019. كما أثمرت جهود أعضاء الهيئة التدريسية والإدارية من العرب والأتراك والأجانب فيها، بإصدار مجلة نصف سنوية تضم الكثير من الأبحاث العلمية والمقالات التخصصية باللغات الثلاثة التركية والعربية والإنكليزية، من شأنها أن ترفد الطلاب والدارسين بموضوعات مفيدة تتصل بالعلوم التي يتلقونها في سبيل تطوير الخطاب الديني والفكري والاجتماعي ليحاكي التحديات المعاصرة.

ويقول أحد الأساتذة المشاركين في الكلية أن انضمام المدرسين العرب إلى الهيئة التدريسية ساهم في خلق بيئة طبيعية للتواصل باللغة العربية خصوصاً بالنسبة لطلاب السنة التحضيرية الذين يمضون عامهم الأول بطوله في تعلم اللغة العربية. ويؤكد الأستاذ المشارك أن مشاركة المدرسين العرب زادت من التقارب الفكري بينهم وبين زملائهم من المدرسين والطلبة الأتراك، كما أثْرَت مشاركات الأساتذة العرب، المناهج بكتبٍ ومؤلفاتٍ عربية أصيلة ساعدت على تسهيل فهم اللغة العربية وزيادة إمكانية التحدث بها كونها تمثل أساساً لا غنى عنه في دراسة علوم القرآن الكريم وعلوم الشريعة.

ونتيجة لتعاون مشترك بين أعضاء الهيئة التدريسية بجنسياتهم ولغاتهم المختلفة، ستطلق كلية علوم الشريعة في جامعة "زونغولداك بولنت أجاويد" برنامج الدراسات العليا مع بداية الفصل الثاني من العام الدراسي 2019-2020، لاجتذاب المزيد من الطلاب الأتراك والأجانب، بالإضافة إلى تفعيل برنامج التبادل الطلابي المسمى "مولانا" بين تركيا ودول العالم الإسلامي على غرار برنامج التبادل الطلابي "إراسموس" المعمول به بين تركيا ودول الاتحاد الأوروبي.

ويقوم أعضاء الهيئة التعليمية في الجامعة عموماً وفي كلية "الإلهيات" خصوصاً في كل سنة، بمراجعة المناهج واستقدام المزيد من الكتب والمراجع التي تغني مكتبة الجامعة بما يحتاجه الدارسون والباحثون. كذلك تحفز كلية علوم الشريعة طلابها على الارتباط الدائم بالمجتمع وقضاياه من خلال "مشروع اجتماعي تعليمي" يُطلب من الدارسين تنفيذه خلال سنوات الدراسة، ليضمن مساهمتهم في خدمة أفراد المجتمع والبقاء على تواصل دائم مع البيئة الاجتماعية المحلية والدولية. كما يتطلع أعضاء الهيئة التدريسية في الكلية إلى الأثر الإيجابي المرجو من توجه الخريجين إلى ممارسة التعليم الديني في المدارس الحكومية والخاصة ومدارس الأئمة والخطباء وذلك برؤية جديدة تنبذ التلقين التقليدي، وتتبع نهج التساؤل والبحث والتعلم الذاتي.

>بقلم أسماء كامل