شركة الصناعات الدوائية العملاقة "نوفو نورديسك" تتخذ إسطنبول مركزاً لإدارتها الإقليمية

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 14.01.2020 15:08
شركة الصناعات الدوائية العملاقة نوفو نورديسك تتخذ إسطنبول مركزاً لإدارتها الإقليمية

أعلنت شركة الأدوية "نوفو نورديسك" متعددة الجنسيات، مقرها في الدنمارك، المتخصصة في علاج مرض السكري وغيره من الأمراض المزمنة الخطيرة، توسيع عملياتها وجعل إسطنبول مركز إدارتها الإقليمية، حيث يبلغ عدد سكان المنطقة التي ستدير عملياتها فيها حوالي 1.6 مليار نسمة.

وفي حديثه إلى صحيفة "ديلي صباح" صرح "إميل كونغشوج لارسن" نائب رئيس الشركة الرائدة عالمياً في مجال علاج أمراض السكري والسمنة والناعور وعلاج اضطرابات النمو، أن عدد الدول التي تديرها الشركة من إسطنبول ارتفع من 22 إلى 73 دولة في الأشهر الأخيرة من عام 2019.

وأوضح أن "نوفو نورديسك" ستصبح الآن مسؤولة من مقرها في إسطنبول، عن إدارة أعمالها في منطقة الشرق الأدنى ومنطقة دول الكومنولث المستقلة ودول إفريقيا التي يبلغ عدد سكانها مجتمعة حوالي 1.6 مليار نسمة، بعد أن غطت عملياتها السابقة منطقة مؤلفة من 22 دولة، بما في ذلك تركيا وروسيا وإسرائيل وباكستان وكازاخستان ولبنان وأوكرانيا والأردن، بعدد سكان يبلغ حوالي 680 مليون نسمة.

ويتلقى حالياً ما يقرب من 5 ملايين مريض في الشرق الأدنى والكومنولث وإفريقيا علاجات يتم تحضيرها في شركة "نوفو نورديسك" الدوائية، وهو رقم من المتوقع أن ينمو باستمرار في الفترة المقبلة بسبب زيادة معدلات الإصابة بالسكري والسمنة.

ووفقاً لإحصائيات منظمة الصحة العالمية والاتحاد الدولي للسكري، من المرجح أن يرتفع عدد المصابين بمرض السكري في العالم من 180 مليوناً عام 1980، إلى 629 مليوناً بحلول عام 2045. وأن ما لا يقل عن 2.8 مليون شخص يموتون بسبب السمنة كل عام.

ويعتقد أن السكري يمثل السبب السابع للوفاة والسبب الأول للمضاعفات القاتلة مثل النوبات القلبية والسكتة الدماغية وفشل الكلى والعمى وبتر الأطراف السفلية.

وقال "لارسن": "تزايدت أهمية تركيا على مر السنين كقاعدة ممتازة لشركة نوفو نورديسك بسبب موقعها الجغرافي وبنيتها التحتية اللوجستية السليمة. كما تعد إسطنبول محوراً طبيعياً يساعد على تغطية جزء كبير من دول الشرق الأدنى ودول الكومنولث المستقلة وأفريقيا. وقد أثبتت نجاحها في إدارة المركز مما دفعنا إلى توسيع المنطقة الجغرافية عبر السنوات".

بالإضافة إلى ذلك ، أشار "لارسن" إلى تخصيص المزيد من المهام كالمشاريع التجارية والتجارب السريرية لإنجازها في إسطنبول.

وأضاف: "إن حقيقة عدد سكان الدول التي ستتم إدارتها الآن من إسطنبول يبلغ 1.6 مليار شخص، يجعل قاعدة إدارتنا في إسطنبول أكبر مكتب من نوعه على مستوى العالم من حيث الجغرافيا والسكان الذين تغطيهم".

وفي إشارة منه إلى تقدير الشركة للقوى العاملة التركية المؤهلة للغاية قال "لارسن": "أصبح مكتبنا في إسطنبول مركز جذب للمواهب الجديدة، ويشغل زملاؤنا الأتراك اليوم بعض المناصب العليا في الشركة". ويعمل في "نوفو نورديسك" حوالي 84 تركياً خارج البلاد.

وأضاف أن الاقتصاد التركي عاد إلى التوازن عام 2019 بعد أن فقد زخمه في النصف الثاني من عام 2018 بسبب الاضطرابات والتقلبات في أسعار الصرف التي أحدثت نوعاً من التضخم.

ووفقاً لـ"لارسن" فإن شركة "نوفو نورديسك" تحاول التفكير على المدى الطويل. وقال: "كان المدى القصير مليئًا بالتحديات... لكننا نعتقد أن المدى الطويل إيجابي جداً بالنسبة لتركيا".

وأكد "لارسن" أيضاً على أن شركته لا تزال تستكشف آليات الحوافز الجديدة لدعم التصنيع المحلي، وأن تركيا يمكن أن تكون قاعدة إنتاج لأدوية الشركة أيضاً.

وفي معرض حديثه عن نظام الرعاية الصحية في تركيا، قال "لارسن" إن أحد أكبر النجاحات التي حققتها البلاد يتمثل في تطوير البنية التحتية للرعاية الصحية على مدار السنوات العشر الماضية.

وأضاف: "لا يملك المرء إلا أن يُعجب بكمية ونوعية الرعاية الصحية التي تحسنت خلال تلك الفترة. وقد انعكس ذلك في بعض الإحصاءات بوضوح مثل متوسط العمر المتوقع".

علاوة على ذلك، تعمل شركة "نوفو نورديسك" مع المؤسسات والجامعات التركية على تطوير البحث العلمي. وتقوم بإجراء العديد من التجارب، وتختبر منتجات جديدة، حيث تجري أبحاثاً سريرية مع 32 مركزاً في تركيا وتجري 12 دراسة دولية بمشاركة هذه المراكز. كذلك تقوم الشركة باستثمارات إضافية في هذه العمليات، وقد بلغت قيمة الاستثمارات في التجارب السريرية في الخمس سنوات الماضية حوالي 80 مليون ليرة تركية.

يذكر أن شركة "نوفو نورديسك" تدير مؤسسة "نوفو نورديسك"، ثاني أكبر مؤسسة في العالم بعد مؤسسة بيل وميليندا غيتس. وهي أكبر شركة أدوية في الدول الاسكندنافية وثامن أكبر شركة أدوية في العالم من حيث القيمة السوقية. يعمل فيها أكثر من 42.000 موظف في 80 دولة مختلفة، وتقوم الشركة بتسويق منتجاتها في أكثر من 170 بلداً في العالم.