إلى جانب مسجد آيا صوفيا الكبير الذي يحظى بتقدير واهتمام من السياح والمصلين، يجتذب مسجد تشامليجا في إسطنبول وهو الأكبر من نوعه في عموم تركيا، انتباه وشغف المسلمين والسياح بما يمتلكه من مزايا وجماليات يعجز الوصف عنها.
فالمسجد الذي يتسع لـ 63.000 مصلي أصبح أحد رموز المدينة بطرازه المعماري العثماني السلجوقي. وقد زاره ما مجموعه 12 مليون شخص منذ افتتاحه قبل عامين.
ويتربع المسجد العملاق الذي بدأ بناؤه عام 2013 على تل يقع على الجانب الآسيوي من المدينة يسمى تل تشامليجا. ويبلغ ارتفاع أربعة من مآذن المسجد الست 107.1 متراً، في رمزية تدل على انتصار السلاجقة الأتراك في شرق ملاذكرد عام 1071 ضد الجيش البيزنطي وهو النصر الذي مكن الأتراك فيما بعد من الاستيطان في الأناضول.
وتمثل القبة المركزية التي يبلغ ارتفاعها 72 متراً المجتمعات الـ 72 التي تعيش في تركيا، في حين أن قطرها البالغ 34 متراً أو ما يعادل 112 قدماً يرمز إلى رقم لوحة الترخيص الرسمي لإسطنبول.
وتزين القبة الرئيسية ثلاث قطع تزن 4.5 طن على ارتفاع 7.77 متر. وهي الأكبر من نوعها في العالم. وتم تلوين نهاية القبة التي يبلغ عرضها 3.12 متر باستخدام تقنية النانو. كما أن البوابة الرئيسية التي يبلغ عرضها 5 أمتار وارتفاعها 6.5 متراً وثقلها 6 أطنان واحدة من أكبر البوابات في العالم.
يضم مجمع المسجد 8 ورش فنية ومعرض فني بمساحة 3500 متر مربع ومكتبة تبلغ مساحتها 3000 متر مربع وقاعة مؤتمرات بسعة 1.071 شخصاً وموقف سيارات داخلي يتسع لـ 3.500 سيارة.
وفي مقابلته مع وكالة أنباء الأناضول قال إرغين كولونك رئيس جمعية البناء والمحافظة في وحدة خدمات المساجد والثقافة بإسطنبول والتي أشرفت على البناء، إن المسجد حظي باهتمام كبير من السياح المحليين والأجانب عند افتتاحه، وهو الآن يستحوذ على مكانة مميزة بين الوجهات السياحية في تركيا. مشيراً إلى أنه في العام الأول بعد الافتتاح، زار المسجد حوالي 10 ملايين شخص وأن العدد الإجمالي للزوار الآن يبلغ 12 مليوناً بالرغم من الوباء.
وأضاف كولونك: مسجد تشامليجا هو الأكبر في تركيا من حيث السعة مؤكداً أن 25 ألف شخص يمكنهم الصلاة في الداخل في وقت واحد، بينما تبلغ سعته الإجمالية 63 ألف مصلي بإضافة المناطق الخارجية. وقال أنه بعد الجائحة يصلي حوالي 5000 إلى 6000 شخص في الداخل كل يوم جمعة وفقاً لقواعد التباعد الاجتماعي.
وقال: سيتمكن حوالي 8000 إلى 10000 شخص من أداء صلاة الجمعة هنا عندما نبدأ في استخدام الفناء الخارجي مع ارتفاع درجة حرارة الطقس.
وصرح أنه بالإضافة إلى المرافق التي تعمل حالياً مثل المكتبة، سيضم المجمع أيضاً في وقت قريب متحفًا يجمع بين المفاهيم التقليدية والحديثة لتركيا.
