أمريكا تطالب الاتحاد الأوروبي بخفض رسومه على منتجاتها

وكالة الأنباء الفرنسية
اسطنبول
نشر في 11.03.2018 00:00
آخر تحديث في 11.03.2018 21:49
أمريكا تطالب الاتحاد الأوروبي بخفض رسومه على منتجاتها

جدد الرئيس الأميركي دونالد ترامب السبت مطالبته الاتحاد الأوروبي بإزالة الرسوم الجمركية التي يفرضها على المنتجات الأمريكية من أجل إعفاء حلفائه من الرسوم الجمركية على الصلب والألمنيوم.

وأدلى ترامب بتصريحاته في أعقاب محادثات شاقة في بروكسل بين المفاوضين الأوروبيين والممثل التجاري للولايات المتحدة روبرت لايتايزر في محاولة لنزع فتيل أزمة يخشى كثر تحولها الى حرب تجارية شاملة.

وأعلنت المفوضية الأوروبية لشؤون التجارة سيسيليا مالمستروم أن الولايات المتحدة لم تقدم السبت إيضاحات كافية حول كيفية إعفاء أوروبا واليابان من رسوم مثيرة للجدل فرضتها واشنطن على وإرداتها من الفولاذ والألمنيوم، مشيرة إلى أن المحادثات ستستأنف الأسبوع المقبل.

وكتب ترامب على تويتر "الاتحاد الأوروبي بلدان رائعة تتعامل بشكل سيئ جدا مع الولايات المتحدة في التجارة، وتتذمر من الرسوم المفروضة على الفولاذ والألمنيوم".

وتابع الرئيس الأميركي "إذا ما تخلوا عن عوائقهم الرهيبة والرسوم الجمركية على المنتجات الأمريكية سنتخلى عن رسومنا. والا فسنفرض ضرائب على السيارات، الخ".

وشكل فرض الرئيس الاميركي دونالد ترامب رسوما تبلغ 25 % على استيراد الفولاذ و10 % على الالمنيوم صدمة للاوروبيين وغيرهم من كبار الشركاء التجاريين للولايات المتحدة ولا سيما اليابان التي شارك وزير اقتصادها هيروشيغي سيكو في محادثات بروكسل.

واورد بيان للاتحاد الاوروبي عقب المحادثات ان الاتحاد الاوروبي واليابان "كشريكين عريقين للولايات المتحدة اكدا امام السفير لايتهايزر انهما يتوقعان اعفاء صادراتهما الى الولايات المتحدة من زيادة الرسوم".

لكن وبعد محادثات ثنائية مع لايتهايزر اعلنت مالمستروم على تويتر "لم يتم تقديم توضيح فوري بشأن اجراء اميركي محدد للاعفاء، لذا فان المحادثات ستستأنف الاسبوع المقبل".

- مواجهة "الغباء بالغباء" -

وذهبت المفوضية الاوروبية بعيدا في مواجهة الرسوم الاميركية الاخيرة معلنة عن قائمة منتجات اميركية قد تشملها إجراءات مضادة إذا تم فرض رسوم على الصادرات الأوروبية.

وقال رئيس المفوضية الاوروبية جان كلود يونكر متهكما بالرئيس الاميركي دونالد ترامب بقوله ان الاتحاد الاوروبي قد يعمد الى "مواجهة الغباء بالغباء".

ورد ترامب خلال زيارته غرب بنسيلفانيا، القلب النابض لصناعات الفولاذ في الولايات المتحدة، حيث تباهى بالرسوم التي فرضها منتقدا رداءة نوعية الفولاذ المستورد. وقال وسط هتافات مؤيدة "ليس نوعا جيدا من الفولاذ، انتم تعرفون ما اعنيه. انه خردة".

واكد ترامب ان خطوته ستحفز النمو الاقتصادي في المنطقة. وقال ترامب "هناك الكثير من مصانع الصلب التي تفتح ابوابها الآن بسبب ما قمت به. لقد عاد الفولاذ وعاد الالمنيوم".

ولم يدل لايتهايزر وهو من كبار مؤيدي شعار ترامب "اميركا اولا"، بأي تعليق رسمي بعد المحادثات، الا ان الاطراف الثلاثة اتفقوا على سلسلة من الخطوات اللاحقة لمواجهة فائض انتاج الصلب وغيره من المواد عالميا، وبخاصة في الصين.

وقال مسؤول أوروبي طالبا عدم كشف هويته ان هذا التقدم "لم يكن متوقعا" ويدعو الى تفاؤل حذر بشان حل الخلاف حول الرسوم.

وتابع المصدر "اذا كان ترامب يريد من حلفائه ان يبدوا متحدين في التصدي للمشاكل مع الصين، فهذا ما حصل بالتحديد".

- "استهتار اميركي" -

ومع بلوغ التوتر أعلى مستوياته، تكتم المسؤولون حول ما جرى تداوله في الاجتماع، وحاولوا ابقاء التوقعات دون مستوى تحقيق أي اختراق.

وقال نائب رئيس المفوضية الاوروبية يركي كاتاينن الجمعة "لا تتوقعوا حل كل شيء (...) انه مجرد اجتماع وليس الاجتماع الحاسم".

وتتضمن قائمة الاتحاد الأوروبي للرد على قرار ترامب، بالاضافة الى الكثير من منتجات الصلب الأميركية، فرض رسوم على منتجات أخرى كزبدة الفستق وسراويل الجينز وويسكي بورون.

واتهمت ألمانيا، إحدى أكبر الدول المصدرة في العالم والتي يشير إليها ترامب مباشرة بأصابع الاتهام، الولايات المتحدة بممارسة الحمائية، معتبرة الرسوم بمثابة "استهتار بالشركاء المقربين".

وحذرت المستشارة الالمانية انغيلا ميركل انه "ما من أحد سيخرج فائزا من هذا السباق نحو الهاوية".

بدوره قال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون ان ترامب يخاطر باستدراج "حرب تجارية" مدمرة للطرفين.

وكان ترامب أعلن أنه سيتم اعفاء كندا والمكسيك من الرسوم التي ستدخل حيز التنفيذ بعد 15 يوما، قبل ان يضيف استراليا الى قائمة الدول المرجح أن يتم اعفاؤها من الرسوم.

وفي تصريح زاد الأمور تعقيدا قال ترامب أن إعفاء أستراليا مرتبط "باتفاق امني" خارج إطار السياسة التجارية.

وسلط تصريح ترامب هذا الأضواء مجددا على انتقاداته لألمانيا، أكبر اقتصاد في الاتحاد الأوروبي التي يتهمها الرئيس الاميركي بالمساهمة بنسبة أقل بكثير من الولايات المتحدة في تمويل حلف شمال الأطلسي.