الحقيقة التركية للكويت!

إسطنبول
نشر في 17.03.2017 00:00
آخر تحديث في 21.03.2017 14:09

لاحظت رغبة الكويتيين الهائلة في تبني اللسان الرديف القديم التركي، ووجدت تلقيهم السريع له بسبب الكم الهائل من الكلمات التركية-الكويتية، فكم من كلمات ظريفة تركية كمثل (تامبل) للكسول tembel، وغيرها. فيبدو أننا أتراك الهوى والأسلوب، وعرب الدماء والجذور، فإننا ننطق بالتركية أكثر من الإنكليزية والفارسية ونحن لا ندري. حقيقة، الكويتي مُؤَترك

جاء رجل إلى صحراء جرداء، فأخرج ورقة وقلم ليكتب "‏مررت بأرض أسفل البصرة يقال لها كاظمة لا يسكنها حتى الجن من شدة حرها ولهيبها". وقبله كان هنالك جيش عرمرم قادم من الغرب يقوده عبقري مقدوني، اتخذ جزيرة بقرب تلك الصحراء معسكرا له، ليقاتل إمبراطوريةً شرقية عظمى، ولكن قبل هذا وذاك كانت بتلك الصحراء حضارة عالمية عملاقة تعادل أمريكا ، تستوطن المنطقة فيما قبل 30 ق.م. وبعد كل أولئك المستوطنين، بنى التجار بتلك الصحراء ناطحات سحاب. هذه الكويت.

فالرجل الذي كتب على ورقته كان يكمل كتابه (تحفة النُظار في غرائب الأمصار وعجائب الأسفار) ليشتهر بعد ذلك باسم ابن بطوطة، فذاك الرجل المغربي سبقه ألكسندر الأكبر المقدوني الذي قاد جيشه ضد الفُرس ليستولي على كامل الشرق الأوسط. وأما الحضارة التي سبقت الجميع في استعمار "الكويت" فهي الهلنستية، وهي يونانية الفلسفة واللغة، علماً ان ذلك ليس له علاقة بكون الكويت دانة الخليج بالبرلمان، فكل العِرقية اليونانية هجرت جزيرة فيلكا واختارت أرضا لا تفر من حرارتها حتى البكتيريا! ولكن مما يجهل الناس أنها عثمانية الأصل، بل إن حجمها الطبيعي أكبر مما هي عليه.

ألم يسأل الكويتي المُعاصر لِمَ يسمي المصباح " لمبة" و النافذة "بنجرا أو جام" و الملعقة "خاشوقة"، ألم نتفكر لما يَرفع علماً أحمر؟ ولأي سبب يطلق مدفع الإفطار كل يوم برمضان؟ ألم نتساءل لماذا يضيّف الإخوة والأحباب الشاي ذا الكوب "المخصر" لكل مناسبة وبكل وقت بدل لبن الإبل العربي؟ ولماذا الأب يعلم بناته أن ينادين معلمة الصف "أبلة"؟ ولماذا لا نزال نسمي أصحاب المهن بإضافة كلاً من "جي أو چي" لصنعته؟ ألا ندري أننا نتكلم ونتصرف بالأسلوب التركي؟

ففي اللغة تركية
lamba و pencere و cam و kaşık تلفظ لَمبا و بانجارا و جام و خاشوك، و Abla تعني الأخت الكبيرة الموقرة، كما أن علم الكويت الأصلي هو الهلال الأبيض العثماني على البيرق الأحمر. فهذا أصل "إمارة" الكويت. فكما الامارات العربية المتحدة هي تجمعٌ من الإمارات، ففي زمن الخلافة العثمانية كانت كويتنا إمارة عربية عثمانية تتعاضد مع الفرس والترك والكرد والأرمن والأذربيجانيين والقبط والأمازيغ لفتح المجر وردع التتر، فمن زمن صباح بن جابر 1752م إلى زمن محمد بن صباح الصباح 1896م، كُنا جزءا من إسطنبول التركية، فمن هنا صار علمنا أحمر الأصل. واتباعا لأوامر الخديوي العثماني بمصر بدأت عادة إطلاق المدافع في الكويت كل رمضان، وكذلك قد تأسى رجال التجارة الكويتيون بقرنائهم التجار الترك بعادة ضيافة الشاي مع فناجين القهوة وكؤوس الماء البارد، ولكن التجار العرب أغفلوا باقي التقليد التركي من الضيافة في القهوة والشاي، فالتركي إذا شرب القهوة بدلا من الشاي فهذه إشارة لبقة إلى رغبته في الانصراف، أما الشاي فالعكس.

لاحظت رغبة الكويتيين الهائلة في تبني اللسان الرديف القديم التركي، ووجدت تلقيهم السريع له بسبب الكم الهائل من الكلمات التركية-الكويتية، فكم من كلمات ظريفة تركية كمثل (تامبل) للكسول
tembel، وغيرها. فيبدو أننا أتراك الهوى والأسلوب، وعرب الدماء والجذور، فإننا ننطق بالتركية أكثر من الإنكليزية والفارسية ونحن لاندري. حقيقة، الكويتي مُؤَتْرَك.

الكاتب: جري سالم الجري