حوار عاطفي فاشل

جري سالم الجري @jerisaljeri_
نشر في 09.04.2019 22:09

ابو أحمد و أم أحمد، حياتهم الزوجية ناجحة، و عيالهم نمل بكثرتهم، كأنهم يأجوج و مأجوج بوقت الغداء، و لا يسمعون ولا يشاهدون و لا يشمون ريحة المسؤولية بوقت الجدية، فهؤلاء الأبناء "مطنشين" بر الوالدين، ولكن الرضا موجود، و البيت مستور، وكل من فيه مبسوط ولكن ابو احمد مل! فلقد إستحكمت به الرتابة و " الروتين" المتكرر، فالأمن و الأمان ضريبتها الضجر والسآمة، فأخيرا وهو جالس يشاهد التلفاز بغرفة الضيوف قرر ان ينعش العلاقة الغرامية مع ام أحمد. ففتح الهاتف الذكي ليقرأ نصوص عاطفية يقولها لأم العيال، فجأة عطست أم احمد فصاح قائلا " أحلى تغريدة عصفورة سمعتها بحياتي". أم أحمد و لا عبرته بعطسة أخرى حتى!

ابو أحمد رعاه الله، لم ييأس و نهض ليدخل المطبخ المبخر برائحة البصل، و المعطر برائحة الحلبة (الحبهان) التي انحشرت بمخه، تصنع إبتسامته المزيفة المعتادة وقال 《 كل ما أنتي هو كل ما أحتاج....》 فردت عليه 《 ما عندنا شاي كرك》. فورا اتصل على الطبيب النفسي، فأم أحمد تحولت محاسب مطعم!

هدف هذه المقالة هو مساعدة الأزواج الذين عانوا من الجفاف العاطفي، و من الشعور ان الزوجة أصبحت أخت أكثر من حبيبه، فالذوبان الأسري يجعل حدود الحياء تنصهر، و عنصر المفاجئة يتلاشى، فالأسرة تخبر بعضها؛ و تحفظ سلوكيات و مشاعر كل فرد فيها، فلا بينهم ذلك الغريب المدهش و المثير، فماذا قال الطبيب النفسي لأبيّ أحمد؟

قال الطبيب《 أولا هذه ليست حالة مرضية؛ بل هذا وضع إعتيادي و طبيعي، و أما الحل فهو السفر، او الذهاب لأماكن جديدة، أو خوض تجارب مشتركة كمثل نوادي أو نشاطات مختلفة، لأن المواقف هي التي بها تتكشف خبايا الإنسان وبذلك سترون من بعض العجب، و أما الكلام المبتذل العاطفي فلن يأتي حتى بحليب كرك، لأن مرحلة رفاهية ااشاعرية إنتهى، فالحل الحقيقي هو إتباع هذين المثلين "الصراحة راحة" و " .......".》.

فورا سأل أبو احمد《 يا دكتور ما هو المثل الثاني؟》. سنرى ماهو المثل الثاني في المقال القادم، و سنرى ما سيحل لطائرا الحب، أبو و أم أحمد، و إلى مقالٍ آخر.