إعلام الإمارات يواصل استهداف تركيا وأردوغان

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 20.11.2015 00:00
آخر تحديث في 20.11.2015 16:01


لا زالت وسائل الإعلام الإماراتية، الممولة من قبل الدولة، تواصل حملتها ضد تركيا. حيث تستهدف تركيا ورئيسها رجب طيب أردوغان، عبر نشر العديد من الأخبار الكاذبة والمفبركة
وكانت الخلافات بين البلدين قد ظهرت خلال فترة الربيع العربي، وازدات حدة عقب الإنقلاب العسكري الذي نفذه عبد الفتاح السيسي، ضد الرئيس محمد مرسي أول رئيس مدني منتخب في مصر. حيث كانت الإمارات من الدول الداعمة للإنقلاب في مصر، واتهمت تركيا بالتدخل في الشـن الداخلي المصري، ومحاولة بسط نفوذها على المنطقة.

وبلغت الحملة الدعائية الإماراتية ضد تركيا، ذروتها، مع تغطية وسائل الإعلام الإماراتية المدعومة من قبل حكومة أبو ظبي، للانتخابات البرلمانية التي شهدتها تركيا، في الأول من نوفمبر/ تشرين ثاني الجاري- والتي فاز فيها حزب العدالة والتنمية، بالأغلبية التي تؤهله لتشحكومة منفرداً- حيث تعمدت العديد من الصحف والقنوات الإماراتية وصف أردوغان بالديكتاتور.

وغطت قناة "سكاي نيوز" المقربة من الحكومة الإماراتية، أخبار الانتخابات البرلمانية التركية، تحت عنوان " ديمقراطية الديكتاتور" في إشارة الى الرئيس التركي أردوغان. الأمر الذي أثار سخرية الكثير من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، مما تبثه القناة، حيث عبروا أن الديكتاتور ليس بحاجة الى ديمقراطية أو انتخابات، وقالوا إن الجميع يعرف مدى نزاهة الانتخابات في تركيا، وحرص الشعب التركي على تطبيق معاير وأسس الديمقراطية.

وانتقد استاذ العلوم السياسية السعودي أحمد بن راشد بن سعيد، موقف القناة المنافي لكل آداب المهنية قائلاً :
"ديموقراطية الدكتاتور».. هذا هو الشعار الإخباري الذي اختارته قناة سكاي نيوز عربية لتناول فوز حزب العدالة والتنمية في تركيا يوم الأحد الماضي.
لم يكن الشعار خروجاً صارخاً على أعراف المهنية وأخلاقيات الصحافة فحسب، ولم يكن دليلاً على غباء منقطع النظير فقط، بل كان تعبيراً عن حجم الصدمة التي مُنيت بها القناة، والتيار الذي يتماهى معها."

كما تتهم وسائل الإعلام الإماراتية تركيا دائماً بأنها تدعم تنظيم داعش الإرهابي، والسماح لمقاتليه بالعبور من أراضيها. حتى أن القناة نشرت تقريراً تحريضياً لمراسلها في أنقرة ، يوم الانتخابات، بعنوان: "تركيا أردوغان وتنظيم داعش العلاقات الغامضة" في محاولة للزعم بأن هناك علاقة بين تركيا والتنظيم الإرهابي. وهو ما نفته الحكومة التركية مراراً. كما أن تركيا عضو في التحالف الدولي ضد داعش، إضافة الى الغارات الجوية المستمرة التي تشنها المقاتلات التركية على أهداف داعش في شمال سوريا.

كذلك قامت وكالة الأنباء الرسمية الإماراتية، بتحريف تصريحات الرئيس التركي أردوغان، واتهمته بأنه قال تعقيباً على سقوط الطائرة الروسية في سيناء "من الطبيعي أن تسقط داعش الطائرة الروسية لأن موسكو تهاجم التنظيم بسوريا." وهو ما لم يقله أردوغان، ونفته وسائل الإعلام التركية.

وأكد المحلل السياسي التركي، أوكتاي يلماز أن الموقف السلبي الإماراتي اتجاه تركيا ليس جديد وبدأ مع انطلاق ثورات الربيع العربي لا سيما في مصر، معتبراً أن "العداء الإماراتي جاء بسبب وقوف تركيا إلى جانب مطالب الشعوب العربية التي خرجت تطالب بالحقوق والحريات، ووقوف الإمارات بجانب القمع."

وأضاف "لا يوجد أي مشكلة مباشرة بين تركيا والإمارات، ويمكن القول إن المشكلة هي من جانب واحد، فالإمارات رأت أن تركيا داعمة لمطالب الشعوب وهو أمر مزعج لها كونها تصدرت قيادة الدول التي تقمع المطالبين بالحرية"، وقال: "الهجوم الإعلامي هو من جانب الإمارات وتركيا تقابله بالتجاهل."

وتوقع يلماز أنه في حال "استمرت الإمارات بهذا النهج فمن الممكن أن ينعكس ذلك سلباً على العلاقات الدبلوماسية بين البلدين"، مطالباً القيادة السعودية "بتقديم النصيحة للإمارات للتوقف عن استفزاز تركيا حتى لا تصل الأمور حد القطيعة بين البلدين"، على حد تعبيره.