التسلسل الزمني للعلاقات التركية- الإسرائيلية

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 27.06.2016 00:00
آخر تحديث في 27.06.2016 16:17
التسلسل الزمني للعلاقات التركية- الإسرائيلية

تقيم تركيا علاقات مع إسرائيل منذ عام 1949، وأصرت تركيا دائماً خلال علاقتها مع إسرائيل على ضرورة احترام حقوق الإنسان وحقوق شعوب المنطقة وسيادة الدول، وكانت الممارسات الإسرائيلية ضد الفلسطينيين، السبب الأكبر وراء التقلبات التي شهدتها العلاقات بين البلدين.

وكانت تركيا من أوائل الدول التي اعترفت بإسرائيل، إذ اعترفت بها في 28 مارس/ آذار 1949، قبل أقل من عام على تأسيسها في 14 مايو/ آيار 1948. وبنت تركيا علاقاتها مع إسرائيل على أُسس المصالح المشتركة، واحترام حقوق الإنسان وسيادة الدول.

وبدأت تركيا فعالياتها الدبلوماسية في إسرائيل، في 7 يناير/ كانون ثاني 1950، مع تعيين أول رئيس للبعثة الدبلوماسية في الممثلية التركية في تل أبيب.

وتوترت العلاقات بين تركيا وإسرائيل، إثر انتقاد إسرائيل حلف بغداد، الذي أسس بين تركيا والعراق وإيران وباكستان وبريطانيا، عام 1955، بدعوى أنه سيزيد من "الاعتداءات العربية" عليها.

وفي عام 1956، احتجت تركيا على دخول القوات الإسرائيلية إلى الأراضي المصرية، في 29 أكتوبر/ تشرين أول، إبان العدوان الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، بعد إعلان الرئيس المصري آنذاك جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس. وفي 26 نوفمبر/ تشرين ثاني 1956، تم تخفيض مستوى العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى القائم بالأعمال، واستغرق الأمر 7 سنوات قبل أن تعود العلاقات إلى مستواها السابق.

ووقفت تركيا إلى جانب الدول العربية في حرب الأيام الستة (حرب تشرين) عام 1967، التي بدأت بالهجوم الإسرائيلي المفاجئ على مصر، وأدت إلى احتلال إسرائيل للقدس الشرقية والضفة الغربية وشبه جزيرة سيناء وهضبة الجولان السورية. وطالبت تركيا بانسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها، ومن بينها هضبة الجولان والقدس.

وساد البرود العلاقات التركية الإسرائيلية خلال سبعينات القرن الماضي، حيث ثارت حفيظة إسرائيل بسبب دعم تركيا لردود الفعل على حريق المسجد الأقصى عام 1969، وتصويتها لصالح القرار الذي أصدرته الجمعية العامة للأمم المتحدة عام 1975 باعتبار الصهيونية شكلاً من أشكال العنصرية والتمييز العنصري، واعتراف تركيا بمنظمة التحرير الفلسطينية.

وفي 1 يناير/ كانون ثاني 1980، رُفعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى السفراء، إلا أن تلك العلاقات عادت للتراجع مع إعلان إسرائيل في 30 يوليو/ تموز 1980 ضم القدس الشرقية وإعلان مدينة القدس عاصمة أبدية لإسرائيل، حيث أغلقت تركيا قنصليتها في القدس وخفضت مستوى تمثيلها في تل أبيب إلى أدنى مستوى.

وفي عام 1986 رُفعت العلاقات الدبلوماسية بين البلدين إلى مستوى القائم بالأعمال، إلا أن العلاقات بينهما دخلت في مرحلة ركود أخرى بعد الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي بدأت عام 1987، وإعلان تركيا اعترافها بدولة فلسطين التي أعلنت استقلالها في 15 نوفمبر/ تشرين ثاني 1988.

واستمرت العلاقات بين البلدين على مستوى القائم بالأعمال منذ عام 1986، إلى أن تمت إعادتها إلى مستوى السفراء عام 1992.

مرحلة انفراج العلاقات

وبدأت حدة التوتر في العلاقات بين البلدين تخف بعد تصويت تركيا ضد مشروع قرار لحظر تمثيل إسرائيل في الأمم المتحدة 1989. ومع بدء عملية السلام في الشرق الأوسط بمؤتمر مدريد للسلام عام 1991، تراجع شيئاً فشيئاً التوتر في العلاقات العربية الإسرائيلية. وفي عام 1991، رفعت كل من إسرائيل وفلسطين من مستوى ممثلياتهما الدبلوماسية في أنقرة إلى مستوى السفارة، وتبع ذلك افتتاح تركيا قنصليتها العامة في القدس.

ووقعت تركيا وإسرائيل اتفاقية للتدريب في المجال الأمني عام 1994، وأخرى للتدريب في المجال العسكري عام 1996. كما وقعت اتفاقيات للتعاون في مجال الصناعات الدفاعية، وأخرى للتجارة الحرة، وفي عام 1998 أجرت قوات من البحرية التركية والإسرائيلية والأمريكية مناورات مشتركة في البحر المتوسط.

موقف شارون المعادي للسلام

تسببت مواقف رئيس الوزراء الإسرائيلي الأسبق آرييل شارون، المتطرفة والمعادية للسلام في تخريب العلاقات بين تركيا وإسرائيل، التي كانت تحسنت مع المناخ الذي نشأ نتيجة عملية السلام في الشرق الأوسط في تسعينيات القرن الماضي. وأدت زيارة شارون التحريضية إلى المسجد الأقصى عام 2000 إلى إشعال الانتفاضة الثانية. وتسببت السياسة القاسية التي اتبعها شارون ضد الفلسطينيين في تخريب العلاقات التركية الإسرائيلية.

وبعد خمس سنوات، اتُخذت خطوات تهدف إلى تحسين العلاقات بين البلدين، حيث قام كل من وزير الخارجية التركي في ذلك الحين عبد الله غل، ورئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، بزيارة إسرائيل وفلسطين بفارق 4 أشهر بين الزيارتين.

هذا وانتقدت تركيا بشدة الهجوم الإسرائيلي على لبنان في 12 يوليو/ تموز 2006، وعلى غزة في 27 ديسمبر/ كانون أول 2008.

وشهد منتدى دافوس الاقتصادي لعام 2009، مشادة كلامية بين رئيس الوزراء التركي في ذلك الحين رجب طيب أردوغان والرئيس الإسرائيلي آنذاك شمعون بيريز، حيث تحدث بيريز محاولاً شرعنة الهجوم الإسرائيلي على غزة، وتصرف بشكل ينتهك الحدود الدبلوماسية، ورد عليه أردوغان قائلاً: "إن ارتفاع صوتك ناجم عن الشعور بالذنب. عندما يتعلق الأمر بالقتل فأنتم تعرفون جيداً كيف تقتلون. أعرف جيداً كيف قتلتم الأطفال على الشاطئ"، وتبع أردوغان ذلك بالقول: "لقد انتهى دافوس بالنسبة لي"، وقام مغادراً الجلسة. ولقي موقف أردوغان صدى كبيراً لدى الرأي العام العالمي، وخاصة في العالم العربي.

وتصاعد التوتر بين الدولتين، بعد أن وجهت إسرائيل مذكرة احتجاج لتركيا، في 15 أكتوبر/ تشرين أول 2009، لاعتبارها أن مسلسل "صرخة حجر Ayrılık" التركي، ينشر العداوة ضد إسرائيل؛ وفي يناير/ كانون أول 2010، استدعت الخارجية الإسرائيلية السفير التركي وتم إجلاسه على كرسي منخفض -اعتبرتها تركيا فظاظة دبلوماسية- وذلك بحجة تضمن مسلسل "وادي الذئاب" التركي إساءات لإسرائيل.

نقطة الانهيار: سفينة مافي مرمرة

كانت مذبحة سفينة "مافي مرمرة" التي حدثت في 31 مايو/ آيار 2010، أهم الأحداث التي أضعفت العلاقة بين البلدين. حيث هاجمت القوات الإسرائيلية أسطول الحرية الذي كان يحمل مساعدات إنسانية بغرض كسر الحصار المفروض على غزة. وأدى الهجوم، الذي حدث في المياه الدولية، إلى مقتل 9 ناشطين أتراك كانوا على متن السفينة "مافي مرمرة"، كما توفي في وقت لاحق أحد جرحى الهجوم الأتراك، الذي كانت إصابته خطيرة.

استدعت تركيا سفيرها من تل أبيب، وطالبت إسرائيل بالاعتذار فوراً عن الهجوم، ودفع تعويضات لعائلات ضحاياه، ورفع الحصار المفروض على غزة. ومع عدم اتخاذ إسرائيل أي خطوات في هذا الاتجاه، خفضت تركيا علاقاتها مع إسرائيل إلى المستوى الأدنى، وخفضت التمثيل الدبلوماسي إلى مستوى القائم بالأعمال، وعلقت جميع الاتفاقات العسكرية.

وفي 22 مارس/ آذار 2013، قدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، في اتصال هاتفي مع رئيس الوزراء التركي آنذاك رجب طيب أردوغان، اعتذاراً باسم إسرائيل بخصوص قتلى ومصابي مافي مرمرة، وقبل أردوغان الاعتذار باسم الشعب التركي.

وأعلن رئيس الوزراء التركي، بن علي يلدريم، اليوم الإثنين، توصل الطرفين الإسرائيلي والتركي، أمس في العاصمة الإيطالية روما، إلى تفاهم حول تطبيع العلاقات بينهما، قائلاً إنه تمت تلبية جميع الشروط التركية. وأضاف يلدريم أنه سيتم تعيين سفراء بين البلدين، بعد المصادقة على التفاهم من قبل الحكومة الإسرائيلية والبرلمان التركي.

ووفقاً لما أعلنه يلدريم، ستدفع إسرائيل 20 مليون دولار تعويضات لعائلات شهداء "مافي مرمرة"، وسيتم الإسراع في عمل اللازم من أجل تلبية احتياجات سكان قطاع غزة من الكهرباء والماء.

وستقوم تركيا، في إطار التفاهم، بتأمين دخول المواد التي تستخدم لأغراض مدنية إلى قطاع غزة وضمنها المساعدات الإنسانية، والاستثمار في البنية التحتية في القطاع، وبناء مساكن لأهالي القطاع، وتجهيز مستشفى الصداقة التركي الفلسطيني الذي تبلغ سعته 200 سرير، وافتتاحه في أسرع وقت.

وستنطلق أولى شحنات المساعدات الإنسانية التركية إلى غزة، على متن سفينة تغادر من ميناء مرسين التركي، يوم الجمعة المقبل.