"محمد فارس" أول رائد فضاء سوري في حوار خاص مع ديلي صباح العربية

ديلي صباح ووكالات
اسطنبول
نشر في 13.07.2016 00:00
آخر تحديث في 13.07.2016 17:25
محمد فارس أول رائد فضاء سوري في حوار خاص مع ديلي صباح العربية

أتشرف بالحصول على الجنسية التركية شرط ألا أتخلى عن جنسيتي السورية. ولو عدت إلى سوريا ستبقى تركيا دائماً في قلبي. ومستعد أن أقدم كل ما لدي من اجل تركيا

في حوار خصَّ به "ديلي صباح العربية" قال رائد الفضاء السوري محمد فارس أنه سعيد بسماع تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان حول منح الجنسية التركية للسوريين المقيمين في تركيا ممن يمكنهم المساعدة في نهضة ونمو الدولة.

وأشار محمد فارس إلى أنه لا يواجه صعوبة في الإقامة في تركيا وأنه يعيش في حال جيدة إلا أنه يحلم بالعودة إلى وطنه سوريا.

محمد أحمد فارس رائد فضاء سوري من مواليد حلب 1951. ويعد محمد فارس أول رائد فضاء سوري صعد للفضاء ضمن برنامج الفضاء السوفيتي الى المحطة الفضائية (مير) مع اثنين من رواد الفضاء الروس هما "فيكتورسيتالوفيتش" و "أليكساندروف بافلو فيتش"، ضمن برنامج للتعاون في مجال الفضاء بين سوريا والاتحاد السوفيتي. انطلقت الرحلة إلى الفضاء بتاريخ 1987-07-22 بواسطة المركبة الفضائية SOYUZ-T M3.

شارك محمد فارس في الترتيب والاعداد للرحلة مع مجموعة من زملائه رواد الفضاء. وسبق التدريب عدة اختبارات في سوريا ومن بعدها في مدينة النجوم في روسيا. وكانت رحلة فضائية علمية مشتركة بين روسيا والاتحاد السوفيتي . وأنجز رائد الفضاء محمد فارس فارس ثلاث عشر تجربة علمية كان قد تم الاعداد لها عبر فريق من العلماء السوريين؛ هي عبارة عن تجارب كيميائية وفيزيائية وطبية واستشعار عن بعد تمت على متن المحطة الفضائية (مير).

- كيف تقيم أوضاع السوريين في تركيا بشكل عام؟

بالنسبة لوضع السوريين في تركيا فهو بشكل عام إيجابي، بالطبع تتخلله بعض السلبيات. لأن المجتمع السوري هاجر بكل أطيافه المتعلمين وغير المتعلمين، الأطباء والمهندسين والفلاحين والعمال، هرباً من القصف والموت. ومن الطبيعي أن تتواجد بعض السلبيات. لكن بشكل عام فإن حياة السوريين في تركيا مريحة.

- هل أنت سعيد بتواجدك في تركيا؟

بالنسبة لي، أنا سعيد بتواجدي في تركيا لكنني أحلم بالعودة إلى وطني.

- هل تؤيد فكرة منح الجنسية التركية للسوريين؟ وهل ترغب أن تكون مواطناً تركياً؟

أنا أتشرف بالحصول على الجنسية التركية لكن شريطة ألا أتخلى عن جنسيتي السورية. فأنا اسمي رائد الفضاء السوري. وفي كل مكان تسبق جنسيتي السورية اسمي. وتركيا بالنسبة لي هي بلد شقيق. لا أقول صديق ولكن شقيق. فالشقيق دائماً هو أقرب من الصديق. وانا أعرف تاريخ العثمانيين جيداً. وقد كنا دولة واحدة في السابق لمدة اربعمائة سنة. والشعب التركي يعاملنا على أننا أخوة له.

وغالبية السوريين يروا أن فكرة منح الجنسية التركية للسوريين أمر إيجابي ويرحبون به كثيراً.

خاصة عندما صرح أردوغان أن من سيحصلون على الجنسية التركية سيمكنهم الاحتفاظ أيضاً بجنسيتهم السورية، والعودة إلى سوريا حين تحسن الأوضاع هناك.

- ما هو تعليقكم على ردود الأفعال التي أبدتها بعض الأوساط المعارضة في تركيا الرافضة لفكرة منح الجنسية للسوريين؟

تركيا بلد ديمقراطي ومن الطبيعي ظهور أصوات معارضة لفكرة منح الجنسية للسوريين، ومن الطبيعي أيضاً ان تكون آراء الناس متباينة. من المهم أن يتم حل كل الخلافات في وجهات النظر عن طريق الحوار بطريقة سلمية. بالنسبة للرافضين لتجنيس السوريين فتلك هي وجهة نظرهم ولا نستطيع محاسبتهم عليها. وكما قلت منذ قليل تركيا بلد ديمقراطي ومن حق كل شخص التعبير عن رأيه.

- هناك حملات تشويه للسوريين في تركيا تقوم بها بعض وسائل الإعلام المعارضة، ما هو ردكم عليهم؟

أود أن أقول لهم أن السوريين ليسوا مخيفين. السوريون أبناء حضارة عمرها عشرة آلاف سنة. هناك العديد من حملة الشهادات والعلماء السوريين يمكنهم أن يقدموا الكثير من أجل تركيا.

للأسف هناك العديد من العلماء الأفذاذ السوريين هربوا إلى أوروبا وحافظت عليهم أوروبا.

كما قلت سابقاً هناك مجتمع بأكمله تم تهجيره، ومن الطبيعي أن يتواجد بينهم بعض الأشخاص السيؤون، ولكنها حالات قليلية جداً. ويمكن تطويعهم بمرور الوقت.

السوريون وباعتراف المسؤولين الأتراك ساعدوا في رفع نسبة النمو في تركيا. هناك ما يقرب من ستة آلاف شركة سورية في تركيا. وهناك الكثير من العاملين والمتخصصين في مجالات مختلفة يعملون بشكل غير قانوني حالياً وإذا ما تم تقنين أوضاعهم ومنحهم الجنسية التركية بالطبع سيزيد عطاءهم مما يعود بالنفع على تركيا.

وفي النهاية أود أن أقول للمعارضين لا تخشوا السوريين فهم أناس طيبون.

وللأسف قام بشار الأسد ونظامه بتشويه صورة السوريين. ولو اضطر أي شعب في العالم إلى الهجرة بأكمله كما حدث مع السوريين لظهر بينهم الكثير والكثير من الحالات والأحداث السيئة.

وبالرغم من الآلام والمصاعب، فالشعب السوري لا يزال قادراً على العطاء.

- إذا حصلت على الجنسية التركية ثم تحسنت الأوضاع في سوريا هل تفضل البقاء والعمل هنا في تركيا أم العودة إلى سوريا؟

لو عدت إلى سوريا فستبقى تركيا في قلبي. وأنا مستعد أن أقدم كل ما عندي من أجل تركيا وطلابها وأطفالها.

- هل ترى تحسناً في الوضع السوري قريباً؟

الوضع صعب للغاية ولا يمكن لأي أحد التنبوء بما سيحدث. لكني لا أرى تحسناً في الوضع في الأفق القريب. وأتمنى أن يتوقف شلال الدم في سوريا.