أردوغان: االغرب تناقض مع القيم التي يدافع عنها وترك تركيا وحدها

وكالة الأناضول للأنباء
باريس
نشر في 08.08.2016 00:00
آخر تحديث في 08.08.2016 18:20
أردوغان: االغرب تناقض مع القيم التي يدافع عنها وترك تركيا وحدها

قال الرئيس التركي طيب رجب أردوغان، اليوم الإثنين، إن العالم الغربي "يتناقض مع القيم التي يدافع عنها"، لعدم إبدائهم دعماً حقيقياً لتركيا إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة في 15 يوليو/تموز الماضي.

وفي حوار مع صحيفة "لوموند" الفرنسية، الأول من نوعه مع الصحافة الأوروبية منذ محاولة الانقلاب، انتقد أردوغان نظرائه الأوروبيين والأمريكيين لعدم دعم الأتراك في الوقت الذي واجهت فيه تركيا عملية أكبر من كونها "هجوماً إرهابياً عادياً".

وتابع الرئيس التركي: "أحصينا 240 شهيداً و2200 من المصابين"، مضيفاً: "العالم بأسره تفاعل مع الهجوم الذي استهدف مجلة "شارلي ابدو" (مجلة فرنسية ساخرة) وانضم رئيس وزرائنا إلى المسيرة في شوارع (العاصمة الفرنسية) باريس. كنت أتمنى أن يتفاعل قادة العالم الغربي، أيضاً، مع ما حدث في تركيا، أو كنت أود أن يأتون، هنا، إلى تركيا".

وأردف: "هذا التردد تجاه تركيا، جعل العالم الغربي في تناقض مع القيم التي يدافع عنها. كان ينبغي عليهم التضامن مع تركيا التي تتوافق مع هذه القيم الديمقراطية. ولكنهم، للأسف، فضلوا ترك الأتراك بمفردهم".

وانتقد الرئيس التركي، في هذا الاتجاه، تركيز اهتمام نظرائه الأوروبيين والأمريكيين على عملية تطهير المؤسسات العمومية والجيش التركي بدلاً من التركيز على المحاولة الانقلابية نفسها، مستطرداً بالقول: "من حق الدولة أن توظف وتقيل الموظفين كما تشاء، تركيا لم تطرح، أبداً، هذا السؤال على شركائها الغربيين. نحن أدرى بمن نحتفظ وبمن نقيل".

ورداً على سؤال حول إعادة نظر محتملة في علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي، دعا الرئيس التركي الاتحاد الأوروبي إلى "محاولة تصحيح" هذه العلاقة، معرباً عن أسفه إزاء النهج "غير الصادق" الذي يتبعه الأوروبيون تجاه بلاده.

وفي هذا الإطار، قال أردوغان: "نحن على أبواب أوروبا منذ 53 عاماً. الاتحاد الأوروبي هو الوحيد المسؤول والمذنب. لا أحد غير تركيا عومل بهذه الطريقة (...) الاتحاد الأوروبي لا يتصرف بصدق معنا"، مضيفاً" "نستضيف حالياً 3 ملايين لاجئ، في حين يبرز قلق الاتحاد الأوروبي الوحيد في عدم وصولهم (اللاجئين) إلى أراضيها".

وحذر أردوغان، في هذا السياق، من مراجعة محتملة للاتفاق المبرم بين تركيا والاتحاد الأوروبي المتعلق بالمهاجرين، سيما بعد عدم وفائهم بإعفاء الأتراك من تأشيرات الدخول إلى القارة العجوز، متابعاً "إذا لم تتحقق مطالبنا، لن تكون إعادة الدخول ممكنة".

العلاقات التركية مع الولايات المتحدة وروسيا:

وبخصوص آفاق العلاقات التركية مع الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا، لفت الرئيس التركي إلى قضية فتح الله غولن، الذي أصدرت السلطات التركية مذكرة توقيف في حقه، مطالبة الولايات المتحدة الأمريكية بتسليمه لتركيا.

وأشار أردوغان إلى أن بلاده سلمت جميع الإرهابيي، بناء على طلب من الولايات المتحدة، دون أي دليل أو أي وثيقة، مستنكراً في هذا الصدد، عدم تسليم الولايات المتحدة غولن، المقيم حالياً في ولاية بنسلفانيا الأمريكية منذ عام 1999.

وأوضح الرئيس التركي: "لقد أرسلنا 85 طرداً من الوثائق للولايات المتحدة. آمل، الآن، أن يتم تسليم غولن في أسرع وقت إلى تركيا، وبالتالي، ستتبدد المشاعر المناهضة للولايات المتحدة في تركيا".

وعلاوة على ما تقدم، انتقد أردوغان زيارة وزير الخارجية الامريكي جون كيري "المتأخرة" إلى بلاده، المقررة في الـ 24 أغسطس/آب الجاري، مضيفاً: "(الزيارة) متأخرة، متأخرة جداً، وهذا يحزننا. ماذا يريد الأمريكيون أكثر مما حدث؟ حليفهم الاستراتيجي يواجه محاولة انقلاب، وهم ينتظرون 40 يوماً لزيارته. هذا صدمنا".

وحول العلاقات التركية الروسية، ذكر الرئيس التركي أن نظيره الروسي فلاديمير بوتين اتصل به لتقديم التعازي و"لم يوجه انتقادات (له) بشأن عدد العسكريين أو الموظفين الذين تمت إقالتهم".

وبشأن الزيارة، اعتبر أردوغان اللقاء الذي سيجمعه ببوتين، في التاسع من أغسطس/آب الجاري (غداً الثلاثاء) بمدينة سان بطرسبرغ الروسية سيشكل "مرحلة جديدة" في العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن روسيا تعتبر خصم العالم الغربي.