جاوش أوغلو: ينتقد تصريحات مسؤولين أوروبيين بخصوص تعليق العلاقات مع تركيا

وكالة الأناضول للأنباء
أنقرة
نشر في 15.11.2016 00:00
آخر تحديث في 15.11.2016 22:01
لأناضول لأناضول

قال وزير الخارجية التركي مولود جاوش أوغلو "إن آراء بعض مسؤولي ووزراء خارجية بلدان الاتحاد الأوروبي حيال تعليق العلاقات مع تركيا، أثارت استياء كبيرًا لدى أوساط الشعب التركي".

جاء ذلك في مؤتمر صحفي جمعه بنظيره الألماني فرانك فالتر شتاينماير في العاصمة أنقرة اليوم الثلاثاء، ذكر فيه أن الشعب التركي يضغط على الحكومة مراراً بالقول "أوقفوا أنتم المفاوضات (بشأن العضوية) بدل أن يقدموا هم على تلك الخطوة".

وأضاف: "أن تركيا بحاجة إلى الاتحاد الأوروبي، كما أن الأخير بحاجة إلى تركيا، لكننا نرى دائمًا أن الاتحاد نسي وأنكر احتياجه إلى تركيا".

وأعرب جاوش أوغلو عن سخطه من دعوة مسؤولين أوروبيين لوقف مفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي، مشددًا أن بلاده لا تستحق تلك المعاملة وتريد عرض ذلك القرار على الشعب (في إشارة إلى تلويح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، بإمكانية تنظيم استفتاء شعبي في تركيا حول الاستمرار أو إنهاء مفاوضات الانضمام أمس الاثنين).

وبخصوص علاقات بلاده مع ألمانيا، لفت جاوش أوغلو أنه بحث مع نظيره الألماني العلاقات الثنائية وعلاقات تركيا والاتحاد الأوروبي، وعددا من القضايا الإقليمية، وأوضح أن تركيا تولي أهمية للعلاقات مع ألمانيا، وأن البلدين يعدان من أهم بلدان أوروبا.

وأكد جاوش أوغلو أن ألمانيا تعد الشريك التجاري الأول لتركيا، وأن ذلك يعتبر مؤشرا إلى أهمية العلاقات الاقتصادية بين البلدين، ولفت إلى أن العلاقات السياسية، وآليات التشاور بين الجانبين سارت بشكل جيد جداً حتى اليوم، وأنهم عازمون على مواصلة ذلك مستقبلًا.

وذكر جاوش أوغلو أن تركيا وألمانيا أظهرتا كفاحًا كبيرًا ضد الإرهاب سويًا،

وقال جاوش أوغلو: "تطلعاتنا من البلدان الأوروبية وألمانيا، تتمثل بضرورة اعتبار تركيا شريكاً مساوياً رغم وجود اختلافات في الآراء، وإن كنتم ترغبون في التقدم بالعلاقات مع تركيا إلى مستوى جيد، فعليكم أن تعتبروها شريكا مساويا وليس دولة من الدرجة الثانية، لأننا نرى شركاءنا على ذلك النحو، ولا ننظر إليهم من الأعلى".

ولفت إلى أن تركيا تنتظر من ألمانيا كبح جماح إرهابيي تنظيم "بي كا كا" وعدم السماح لهم بالتنقل على نطاق واسع في ألمانيا، إضافة إلى عدم ممارسة بعض الأشخاص التابعين لمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، وبعض الإرهابيين من تنظيم "د هـ ك ب- ج" أنشطتهم بحريّة، في ألمانيا والبلدان الأوروبية.

وأكد ضرورة التعاون بشكل صادق بخصوص مكافحة الإرهاب رغم وجود بعض الخلافات، معربًا عن ثقته بأن العلاقات ستحرز تقدمًا من خلال الاحترام المتبادل ومفهوم التعاون.

وأعرب جاوش أوغلو عن ثقته بأن زيارة نظيره الألماني الحالية لتركيا ستكون نقطة تحول في علاقات البلدين نحو الأفضل.

وفي شأن آخر، ذكر جاوش أوغلو أنهم لا يمتلكون نتائج ما آلت إليه دعاوى ضد ما لا يقل عن 4500 إرهابي من بي كا كا في ألمانيا، وأن 3 إرهابيين فقط تم تسليمهم لتركيا حتى اليوم من بين العدد الذي طالبت تركيا بتسليمه .

من جانبه، أشار وزير الخارجية الألماني إلى وجود مدافعين عن فكرة إيقاف المفاوضات مع تركيا بخصوص انضمامها خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أمس، مؤكدًا أنه يدافع عن رأي آخر يتمثل في أن ذلك القرار يجب أن يتخذ من قبل تركيا.

وشدد على أن معايير التقارب من أوروبا واضحة، وأضاف أن "قرار تقارب تركيا من الاتحاد الأوروبي ليس منوطاً بعاصمة من الاتحاد إنما هو قرار يجب أن يتخذ في تركيا".

وأعرب شتاينماير عن سروره جراء زيارته لتركيا وإقامة حوار مباشر مع المسؤولين الأتراك.

وحول محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا منتصف يوليو/ تموز الماضي، أعرب شتاينماير عن تأييده ودعمه للمدافعين عن المؤسسات الديمقراطية في تركيا.

ولفت أن لقاءه نظيره التركي تناول علاقات تركيا بالاتحاد الأوروبي، والوضع في المنطقة إضافة إلى مشاريع مشتركة بين البلدين، وقال في هذا الصدد: "ليست علاقة من طرف واحد، ويمكننا إيجاد حل للمشاكل إذا ما اعتبرنا أننا بحاجة إلى بعضنا بعضا".

وأشار إلى وجود 3,5 ملايين شخص من أصول تركية يقطنون في ألمانيا، مؤكدًا ضرورة عدم تعريض العلاقات المتينة بين البلدين للخطر، وأهمية الحوار الصادق والصريح بينهما.

وبشأن الأزمة السورية، أوضح شتاينماير أن تركيا وألمانيا متفقتان على إيجاد حل سياسي للأزمة في سوريا، وأضاف "نحارب الإرهاب مع تركيا جنبًا إلى جنب، كل من داعش وبي كا كا".

وذكر شتاينماير أن تنظيم "بي كا كا" الإرهابي محظور في ألمانيا، وأن هناك أشخاصاً صدرت بحقهم أحكام بعد وجود أدلة تدينهم. كما دعا "بي كا كا" إلى "التخلي عن السلاح".

وكان أردوغان لوح في كلمة له أمس إلى إمكانية تنظيم استفتاء شعبي في تركيا، حول مفاوضات انضمام بلاده إلى الاتحاد الأوروبي.

وهدد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز، في وقت سابق، "بوقف محادثات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي".