قرار القدس امتحان للقادة المسلمين وخنق لأي أمل بالسلام

محمد تشيليك
إسطنبول
نشر في 02.01.2018 00:00
آخر تحديث في 03.01.2018 07:06
قرار القدس امتحان للقادة المسلمين وخنق لأي أمل بالسلام

عادت القدس إلى واجهة الأحداث العالمية من جديد مع اعتراف الرئيس الأمريكي ترامب بالمدينة عاصمة لإسرائيل وقراره نقل سفارة بلاده إليها. وعلاوة على ذلك، كان للقضية تأثير على الموازين السياسية في المنطقة كما في العالم الإسلامي، إذ حددت الرابح والخاسر منهيةً في الوقت نفسه عملية السلام التي انطلقت منذ عقود.

الصحفي التركي المتخصص في شأن الصراع الفلسطيني الإسرائيلي قال إن قرار القدس قد خلق في الواقع فرصة أمام العالم الإسلامي كي يتحد "حول قضية مشتركة"، لكن بعض الزعماء فشلوا في الانضمام إلى تلك الوحدة.

وأشار الصحفي إلى موقف مصر الرافض للقرار رغم علاقات الرئيس السيسي بالسعودية وبالولايات المتحدة.

بينما انحصرت مشاركة السعودية في القمة الطارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي التي عقدت في إسطنبول على مستوى وزاري، مما أثار انتقادات للمملكة على ثقلها المعنوي والديني والسياسي في العالم الإسلامي.

وقد انتقد الرئيس التركي المشاركة الخجولة للسعودية والإمارات في قمة إسطنبول، مؤخراً في طريقه من زيارته الرسمية إلى تونس، قال: "كان بوسع بعض البلدان الارتقاء بمستوى التمثيل الرسمي لها خلال القمة الطارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي".

* تركيا.. صوت من لا صوت له:

منذ بداية صدور قرار ترامب، أعلنتها تركيا بصوت عال "القرار باطل وملغى". ثم دعا الرئيس التركي إلى قمة طارئة لمنظمة المؤتمر الإسلامي ثم حمل القضية إلى المجلس العمومي للأمم المتحدة.

إضافة إلى ردة فعل القيادة التركية، نزل الآلاف من الأتراك إلى الشوارع احتجاجاً على القرار ورفضاً لتهويد القدس؛

شدد أحمد أبو حلبية رئيس لجنة القدس في المجلس التشريعي الفلسطيني على الموقف التركي وقال:

"نوجه التحية إلى تركيا وشعبها العظيم ورئيسها رجب طيب أردوغان الذي تبنى موقفاً مبدئياً واضحاً من قرار الرئيس الأمريكي بالاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، ودعا لقمة إسلامية طارئة في إسطنبول ووقف متحدياً في وجه أمريكا وإسرائيل وفضح محاولات الإدارة الأمريكية لتهديد الدول لتغيير قراراها وتصويتها في الجمعية العامة في الأمم المتحدة وما نتج من هذه التحركات من توجيه صفعة قوية لإدارة ترام وتأكيد أحقية المسلمين في القدس".

وأضاف: "كما نحيي الشعب التركي الذي خرج غاضباً في عموم الأراضي التركية لنصرة القدس ونحيي أيضاً جميع الشعوب وأحرار العالم الذين خرجوا رفضاً لقرار ترامب الظالم"

* نهاية حل الدولتين:

ومع إصرار الولايات المتحدة على الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل، قال الرئيس الفلسطيني محمود عباس إن أمريكا قد خسرت دورها كوسيط في عملية السلام لانحيازها إلى جانب إسرائيل.

وفي هذا الموضوع، قال أبو حلبية:

"لا يوجد هناك أي عملية سلام أو أفق لحل الدولتين، إسرائيل لا تريد منح الفلسطينيين أي شيء. هي فقط تريد أن تأخذ وتنهب الأراضي الفلسطينية، وتعمل بالدرجة الأولى على فرض سياسة الأمر الواقع ضمن سياسة مبرمجة لطمس القدس ونهبها وتغيير واقعها الإسلامي وخلق حاضر مزعوم لإسرائيل فيها".