ردود فعل تركية ودولية ضد تصريحات ترامب حول مرتفعات الجولان السورية المحتلة

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 22.03.2019 23:03
دبابات إسرائيلية بمرتفعات الجولان السورية المحتلة رويترز دبابات إسرائيلية بمرتفعات الجولان السورية المحتلة (رويترز)

تصدرت تركيا ردود الفعل الرافضة لتصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن الاعتراف بـ"السيادة" المزعومة لإسرائيل على مرتفعات الجولان السورية المحتلة، معتبرة الموقف الأمريكي "انتهاكا سافرا" للقرارات الدولية.

ومساء الخميس، قال ترامب عبر تويتر، إنه "حان الوقت بعد 52 عاما، أن تعترف الولايات المتحدة بسيادة إسرائيل الكاملة على مرتفعات الجولان، التي تتسم بأهمية استراتيجية وأمنية بالغة لدولة إسرائيل، والاستقرار الإقليمي".

واحتلت إسرائيل الجولان السوري خلال حرب عام 1967، وفي 1981 أقر الكنيست (البرلمان) قانون ضمها إلى إسرائيل، لكن المجتمع الدولي لا يزال يتعامل مع المنطقة على أنها أرض سورية محتلة.

وجاءت ردود الأفعال الرافضة لتصريحات "ترامب"، التي تصدرتها تركيا، وفق رصد الأناضول على النحو التالي:

أولا: الدول

1- تركيا

قال الرئيس رجب طيب أردوغان، الجمعة، أمام اجتماع طارئ دعت له أنقرة لبحث تداعيات مجزرة المسجدين في نيوزيلندا، "لن نسمح إطلاقًا بشرعنة احتلال مرتفعات الجولان (..) تصريحات ترامب حول مرتفعات الجولان تجر المنطقة إلى حافة أزمة جديدة".

وقال رئيس البرلمان مصطفى شنطوب، في تصريحات صحفية الجمعة، إن قرار ترامب حول مرتفعات الجولان "تعسفي ويتجاهل القانون الدولي"‎.

وقبله بساعات، انتقد المتحدث باسم الرئاسة إبراهيم قالن، تصريح ترامب، قائلا في تغريدة إن "محاولة الإدارة الأمريكية شرعنة الأنشطة غير المشروعة لإسرائيل المحتلة لأراضي فلسطين، في مرتفعات الجولان، تعني دعم سياسة الاحتلال وتعميق الصراعات".

بدوره قال وزير الخارجية مولود تشاوش أوغلو، في تغريدة إن "المحاولات الأمريكية لإضفاء الشرعية على انتهاكات إسرائيل للقانون الدولي، لا تؤدي إلا إلى مزيد من العنف والآلام في المنطقة".

وشدد تشاوش أوغلو، على أن وحدة أراضي البلدان أهم المبادئ الأساسية بالنسبة إلى القانون الدولي، مؤكدا أن "تركيا تدعم وحدة الأراضي السورية".

كما انتقد نائب رئيس حزب "العدالة والتنمية" نعمان قورتولموش، دعوة ترامب، مؤكدا أن "العالم ليس ذلك المكان الذي يمكن إدارته بالتغريدات التي يغرد بها ترامب كلما خطر له ذلك".

ولفت قورتولموش عبر تويتر إلى أن الرئيس الأمريكي يعمل منذ فترة طويلة "متحدثا باسم إسرائيل".

2- روسيا

وحول الأمر ذاته، قال متحدث الرئاسة الروسية "الكرملين" دميتري بيسكوف، الجمعة، إن دعوة ترامب للاعتراف بـ "سيادة" إسرائيل على مرتفعات الجولان السورية تزيد من زعزعة أوضاع الشرق الأوسط.

وأضاف بيسكوف في تصريح أدلى به للصحفيين من العاصمة موسكو، وأوضح فيه أن "الدعوات المشابهة يمكن أن تؤدي إلى زعزعة الأوضاع المتوترة حاليا في الشرق الأوسط".

3- فرنسا

الخارجية الفرنسية أعلنت رفضها لسيادة إسرائيل على هضبة الجولان السورية المحتلة، ووصفت ذلك بأنه "يتعارض مع القانون الدولي" حسب ما أوردت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية.

4- مصر

أكدت مصر، الجمعة، في بيان للخارجية، على موقفها الثابت، باعتبار الجولان السورى، "أرضا عربية محتلة".

وقالت القاهرة إن موقفها التزاما "لمقررات الشرعية الدولية، وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 497 لعام 1981، بشأن بطلان القرار الذى اتخذته إسرائيل، بفرض قوانينها وولايتها القضائيّة وإدارتها على الجولان السوري المحتل، وعلى اعتباره ملغى وليست له أيّة شرعيّة دولية".

وأكدت على ضرورة احترام المجتمع الدولى لمقررات الشرعية الدولية وميثاق الأمم المتحدة، من حيث عدم جواز الاستيلاء على أراض دول أخرى بالقوة.

5- الأردن

فيما اعتبر وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي، أن السلام الشامل في المنطقة يتطلب انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي العربية المحتلة، بحسب وكالة الأنباء الرسمية.

وأكد الصفدي موقف الأردن الثابت أن الجولان "أرض سورية محتلة وفقاً لجميع قرارات الشرعية الدولية التي تنص بشكل واضح وصريح على عدم جواز الاستيلاء على الأرض بالقوة".

6- فلسطين

قال الناطق باسم الرئاسة الفلسطينية نبيل أبو ردينة: "إن شرعية القدس والجولان يحددها الشعب الفلسطيني والشعب السوري".

وأضاف أبو ردينة في بيان الجمعة، أوردته الوكالة الرسمية، أن "أية قرارات تتخذها الإدارة الأمريكية مخالفة للقانون والشرعية الدولية لا قيمة لها، ولن تعطي الشرعية للاحتلال الاسرائيلي وستبقى حبرا على ورق".

7- إيران

بينما، قال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، برهام قاسمي، إن "القرارات الشخصية ومزاج ترامب الإبداعي، يظهر مجددا حقيقة سياسة الولايات المتحدة، والتي تشكل خطرا على العالم بأسره، وقد تؤدي إلى سلسة أزمات خطيرة وجديدة في المنطقة"، بحسب وكالة الأنباء الرسمية "إرنا".

وأكد قاسمي أن "الكيان الصهيوني لا يحكم أي أرض عربية أو إسلامية إلا ككيان محتل، ويجب إيقاف اغتصاب احتلال هذا الكيان"، مشيرا أن "الجولان أرض سورية محتلة، باعتراف الأمم المتحدة ومجلس الأمن، وليس هناك حل فيما يخص الجولان غير طرد الاحتلال منها".

ثانيا: المنظمات

** الأمم المتحدة

وفي أول تعليق أممي على تغريدة ترامب، قال نائب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة فرحان حق، إن الأمم المتحدة "ملتزمة بجميع قرارات مجلس الأمن الدولي والجمعية العامة"، والتي تنص على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.

وأضاف في تصريح للأناضول أن "موقف الأمم المتحدة لم يتغير بعد إعلان الرئيس الأمريكي بخصوص الجولان".

وتبنى مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، الجمعة، مشروع قرار يعارض احتلال إسرائيل لمرتفعات الجولان ويطالبها بالالتزام بجميع قرارات الأمم المتحدة وعلى رأسها قرار مجلس الأمن الدولي رقم 479.

** الاتحاد الأوروبي

من جانبها، قالت المتحدثة باسم الاتحاد الأوروبي، مايا كوسيانتشيش، لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن "موقف الاتحاد الأوروبي بشأن الجولان لم يتغير، وتماشيا مع القانون الدولي، لا يعترف الاتحاد بسيادة إسرائيل على الأراضي التي تحتلها منذ يونيو (حزيران) 1967، بما في ذلك مرتفعات الجولان، ولا يعتبرها بالتالي جزءا من أراضي إسرائيل".

** الجامعة العربية

أمّا الجامعة العربية فقالت في بيان، الجمعة، إنها "تقف بالكامل" وراء الحق السوري في منطقة الجولان المحتلة.

وشددت على أن "أي اعتراف بسيادة إسرائيلية على الجولان السوري، غير ذي حيثية، ولا يترتب عليه حقوق أو التزامات".

وحذّرت الجامعة من أن "أي اعتراف أمريكي بسيادة إسرائيلية على الجولان، سيُمثل ردة خطيرة في الموقف الأمريكي من النزاع العربي - الإسرائيلي إجمالا".

** مجلس التعاون الخليجي

الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية، عبداللطيف بن راشد الزياني، صرّح بأن تصريحات ترامب بشأن مرتفعات الجولان، "لن تغير واقع احتلالها" و"تقوّض فرص السلام بالشرق الأوسط"، وفق بيان.

الزياني، الذي ترأس بلاده مجلسا يضم السعودية وقطر، والكويت، والإمارات والبحرين وسلطنة عمان، أوضح إن تصريحات ترامب "لن تغير من الحقيقة الثابتة التي يتمسك بها المجتمع الدولي والأمم المتحدة وهي أن مرتفعات الجولان العربية أراض سورية احتلتها اسرائيل بالقوة العسكرية في الخامس من يونيو 1967".

ثالثا: الموقف السوري

أدان نظام بشار الأسد، الجمعة، في بيان نقلته وكالة الأنباء التابعة له، تصريحات ترامب حول الجولان المحتل، مؤكدا أن "الجولان كان وسيبقى عربيا سوريا".

وقالت هيئة التفاوض العليا التابعة للمعارضة السورية، في بيان إدانة للقرار الأمريكي، إن "اتخاذ مثل هذا القرار مخالف للشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن التي تعتبر الجولان أرضا سورية محتلة".

من جانبه، حذر "الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية" في بيان من مغبة المساس بالسيادة السورية على الجولان، مؤكدا أن "مجرد تفكير أي جهة في الاعتراف بشرعية الاحتلال والاستيلاء على الأراضي بالقوة العسكرية يمثل خرقا للقانون الدولي وتكريسا لشريعة الغاب".

رابعا: شخصيات

1- البرادعي

بدوره، غرد محمد البرادعي، رئيس وكالة الطاقة الذرية الأسبق، نائب رئيس مصر السابق، إن إعلان ترامب "مخالفة فجة لكل قواعد القانون الدولي وقرارات مجلس الأمن، وإستهانة مرة أخرى بكافة الحقوق العربية"، مضيفا: "أرجو مخلصاً أن يكون هناك رد فعل مناسب هذه المرة يحفظ لنا ما تبقى من حقوق وكرامة".

2- عمرو موسى

قال عمرو موسى، الأمين العام الأسبق للجامعة العربية في بيان: "أطالب القمة العربية المنعقدة الأسبوع القادم في تونس، بأن تتخذ موقفاً واضحاً إزاء ما نشره ترمب بشأن الجولان"، داعيا إلى التشاور مع سوريا "فورياً"، وبصرف النظر عن وضع العلاقات الحالي؛ للذهاب إلى مجلس الأمن لحفظ حقوق سوريا العربية في أرضها المحتلة.

وتنص القرارات الأممية جميعها، على أن احتلال مرتفعات الجولان السورية من قبل إسرائيل هو عمل غير مشروع بموجب القانون الدولي.

وأصدر مجلس الأمن الدولي بالإجماع قراره رقم 497، في 17 ديسمبر/كانون أول 1981، دعا فيه إسرائيل إلى إلغاء ضم مرتفعات الجولان السورية، واعتبار قوانينها، وولايتها، وإدارتها هناك ملغاة وباطلة وليس لها أثر قانوني دولي، كما صدرت قرارات أخرى من الجمعية العامة بنفس المعنى.