بحث وزير العدل التركي، عبد الحميد غل مع نظيره الأمريكي، ويليام بار، خلال اللقاء الذي جمع بينهما الثلاثاء، عملية إعادة زعيم منظمة غولن الإرهابية، فتح الله غولن وتسليمه، وقد استنكر الوزير التركي تباطؤ الجانب الأمريكي في التعاطي مع هذا الملف.
جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الوزير التركي، خلال مؤتمر صحفي عقده من واشنطن لتقييم مباحثاته مع بار وغيرها من المحادثات الرسمية التي يجريها بالولايات المتحدة.
وذكر الوزير غل في ذات السياق أن "كافة المعاهدات الدولية، وكذلك الاتفاقيات الموقعة بين الولايات المتحدة وتركيا، تقتضي اتخاذ خطوات لتسليم غولن؛ لكننا نرفض عدم حدوث تطور في هذا الصدد حتى الآن".
وأضاف قائلا "كما أنه من غير المقبول عدم نقل الأمر للجهات القضائية الأمريكية حتى الآن، رغم تقديم السلطات القضائية التركية الوثائق والأدلة وطلبات الإعادة للولايات المتحدة من قبل".
وتابع غل قائلا "كما تناولت مع الوزير بار، سلسلة من الموضوعات المتعلقة بالتعاون القضائي بين تركيا والولايات المتحدة، والمتعلقة بالمعاهدات الدولية، ولقد عقدنا لقاء مفيدًا ومثمرًا للغاية، وأتمنى أن يسفر عن نتائج جيدة".
وأشار غل إلى أن نظيره الأمريكي تسلم مهام منصبه كوزير للعدل قبل فترة قصيرة، مضيفًا "نأمل حدوث تطور إيجابي في هذا الموضوع مع ظهور أدلة جديدة، وهذا ما نتمناه جميعًا".
وأوضح الوزير أن "كافة الأدلة التي ظهرت في التحقيقات تم إيصالها للسلطات المعنية بالولايات المتحدة، ومن ثم نحن نريد الشيء الذي ينبغي فعله في دولة القانون، وهو إعادة زعيم منظمة غولن، وتنفيذ مطالب السلطات القضائية التركية".
وتابع قائلا "أود أن أصدق أنه سيكون هناك تحرك أكثر حساسية في هذا الشأن خلال الفترة المقبلة. معا نتابع العملية عن كثب ".
الوزير شدد كذلك على أنه خلال هذه الزيارة نقل للجانب الأمريكي مرة أخرى مقاربات تركيا بشأن منظمة غولن الإرهابية، مشيرًا إلى أنهم سيواصلون استعراض هذا الأمر دون كلل أو ملل.
غل ذكر كذلك أنهم تناولوا أيضًا مدارس منظمة غولن بالولايات المتحدة، موضحًا أن المؤسسات والأشخاص المعنيين بالولايات المتحدة، سبق وأن حصلوا قبل عدة أشهر على معلومات شاملة من نظرائهم الأتراك حول هذا الأمر.
وأوضح الوزير التركي أن الجهات المعنية بالولايات المتحدة تواصل تحقيقاتها، مضيفا "نحن في تركيا ننتظر أن تسفر هذه العملية عن نتيجة إيجابية".
في سياق آخر ذكر الوزير أنه خلال مباحثاته بالكونغرس الأمريكي، شدد على أهمية وضع التحالف الاستراتيجي بين تركيا والولايات المتحدة.
وأضاف في هذه النقطة قائلا "لقد تبادلنا أفكارنا المتعلقة بضرورة بقاء قنوات الحوار مفتوحة بين البلدين"، مضيفًا "فتركيا دولة تضع القانون بوصلة لوجهتها، وهي تحارب الإرهاب الذي يشكل تهديدًا مشتركًا للإنسانية جمعاء".
واستطرد "ولقد قمنا في هذا السياق بتناول عدد من الموضوعات ذات الاهتمام المشترك بين البلدين، وخلال المباحثات نقلنا للجانب الأمريكي تطلعات الشعب التركي، فضلا عن عرض موقف تركيا حيال عدد من القضايا".
وتطرق غل في تصريحاته إلى التعاون القضائي بين الولايات المتحدة وتركيا، مشيرًا إلى أن كافة المطالب القضائية التي تقدمت بها واشنطن في أوقات مختلفة تم تنفيذها في إطار القانون، ومن ثم فإن تركيا تنتظر شيئًا مماثلًا".
