الجزيرة الإنجليزية: تهديد للتحالف التركي-القطري

ديلي صباح
إسطنبول
نشر في 05.11.2019 12:40
الجزيرة الإنجليزية: تهديد للتحالف التركي-القطري

بذريعة الصحافة المستقلة والموضوعية، تقوم قناة الجزيرة الإنجليزية بنشر الدعاية المعادية لتركيا، من خلال تصوير الإرهابيين والفارّين من القانون على أنهم ناشطون مضطهدون. كما فشلت هذه القناة التي تعد قناة رائدة في قطر في التمييز بين الأكراد السوريين وعناصر الـ بي كا كا الإرهابيين، أثناء تغطيتها لعملية نبع السلام التركية في شمال سوريا. بالإضافة إلى توجيه التهم إلى تركيا بترحيل اللاجئين السوريين قسراً دون أن تبدي أي دليل على هذه الاتهامات. فهل انضمت قناة الجزيرة الإنكليزية إلى وسائل الإعلام الغربية في العمل على تلطيخ العملية التركية العسكرية المشروعة؟

إن ما تقوم به مجموعة صغيرة من العاملين داخل قناة الجزيرة الإنكليزية هو خيانة لإرث القناة التي دأبت على تقديم رؤية بديلة للعالم. إذ تقوم هذه المجموعة بتفكيك تراث شبكة الجزيرة عن عمد، وتقويض الشراكة التركية القطرية في محاولة للإملاء على السياسة الخارجية لدولة قطر. في حين تواصل قناة الجزيرة العربية تقديم وجهة نظر المنطقة حول الشؤون العالمية، وتفتح المجال أمام أصوات بديلة في وسائل الإعلام العالمية.

من المعروف أن تركيا التي تستضيف أكثر من 3.5 مليون لاجئ سوري منذ ثماني سنوات، قدمت أكثر من 40 مليار دولار من السلع والخدمات لمعالجة الأزمة الإنسانية التي تضرب سوريا المجاورة. وهي تخطط اليوم لإعادة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، لإعادة توطينهم في المناطق الحدودية بعد أن قام تنظيم "ي ب ك" الإرهابي بممارسة تطهير عرقي ممنهج عن طريق نفي العرب من المنطقة.

لكن الجزيرة الإنجليزية، شأنها شأن وسائل الإعلام الغربية التي عمل فيها بعض موظفيها، رفضت تقديم حقائق واقعية عن المنطقة، وبدلاً من ذلك، استنسخت نقاط الحوار الصادرة عن بعض الحكومات الغربية والجماعة الإرهابية التي ترعاها، ونشرتها على الهواء.

وفي هذا تتشابه تغطية قناة الجزيرة الإنكليزية لعملية نبع السلام مع ما تنشره قناة العربية من أخبار مزيفة وغيرها من أبواق الخليج، مما يثير تساؤلات حول صحة العلاقات التركية القطرية.

فهل يُتوقع من الشعب التركي، في ضوء تورط قناة الجزيرة الإنجليزية في حملة التشهير ضد تركيا، أن يستمر في دعم قطر ضد الدول التي يمكن لتركيا أن تتحالف معها بسهولة؟

إن مستقبل الشراكة التركية-القطرية على المحك. ويتعين على شبكة الجزيرة أن تبادر قبل فوات الأوان إلى التخلص من جميع الأفراد الذين يسعون إلى تهديد هذا التحالف بذريعة الصحافة المستقلة. وإلى أن تتخذ الشبكة الخطوات اللازمة، يجب على الحكومة التركية اعتبار الجزيرة الإنجليزية وسيلة إعلام معادية. أما إذا ما اختارت قطر نسف الجسور التي تربطها بحليف رئيسي لها، فلن تتمسك تركيا بحماية الدوحة بعد الآن.