تركيا تبدأ خططها نحو التحول الأخضر باعتماد الاقتصاد الدائري

وكالة الأناضول للأنباء
إسطنبول
نشر في 25.11.2021 10:34
آخر تحديث في 25.11.2021 10:42
صورة أرشيفية صورة أرشيفية

في إطار خطط تركيا نحو التحول الأخضر، بات الاقتصاد الدائري أحد أهم المحاور الرئيسية، من خلال إعادة تدوير بعض السلع والمخلفات، بدلاً من التخلص منها بطرق تضر المناخ.

وعليه، تقوم تركيا بتدوير 1.1 مليون طن من نفايات البلاستك سنوياً، ما يعني تعويض حاجة البلاد عن استيراد ما بقيمة مليار دولار من المواد الخام البلاستيكية.

ووفق جمعية إعادة التدوير التركية، فإن الاهتمام بقضايا إعادة التدوير في البلاد اكتسب زخماً في السنوات الأخيرة، خاصة بعد الموافقة على اتفاق باريس للمناخ.

وتحتل إعادة التدوير مكانة هامة بين أهداف اتفاق باريس للمناخ الذي يتعلق بجميع القطاعات من الطاقة والنقل والتطور الصناعي والصناعة والأنشطة التجارية.

وفي السنوات الأخيرة شهدت تركيا ارتفاعاً في معدلات إعادة التدوير من 13 بالمئة إلى 22.4 بالمئة، كما أنه من المتوقع ارتفاع معدلات الاستفادة من عملية إعادة التدوير خلال المرحلة المقبلة، خاصة مع تطور تقنيات إعادة تدوير النفايات البلاستيكية.

من جانبه أفاد رئيس جمعية إعادة التدوير "فاتح أرن"، أن البلاستيك المعاد تدويره يُستخدم في كل القطاعات تقريبا، ويدخل في مجال صناعة السيارات والمواد الكهربائية والإلكترونية والتعبئة والتغليف، والزراعة، والمنسوجات، والبناء.

وأشار إلى أن مجال إعادة التدوير اكتسب أهمية خلال السنوات الماضية، وأن الشركات الكبرى بدأت تطلب من مورديها استخدام المواد الخام المعاد تدويرها، وأضاف أنه في مجال المنسوجات يستخدمون البوليستر المعاد تدويره في منتجاتهم، وذلك في ظل تزايد الحاجة على المواد الخام البلاستيكية التي يتم الحصول عليها من المنتجات المعاد تدويرها.

وقال: "نعتقد أن استخدام البلاستيك المعاد تدويره سوف يتزايد الفترة الماضية، مع استمرار الحاجة له، وخاصة في صناعات البوليستر وعبوات المياه الفارغة".

لافتاً إلى أن صناعة إعادة التدوير لا حدود لها، إذ يمكن إعادة تدوير واستخدام كميات كبيرة من النفايات البلاستيكية ولمرات عديدة، من خلال إضافة 10 بالمئة أو 15 بالمئة من المواد الخام الأصلية.

وأستطرد: "القائمون على نشاطات إعادة التدوير، ينتجون في الواقع قيمة مضافة مهمة، ومن غير الصواب وصف النفايات البلاستيكية بالقمامة، ويجب على الجميع تغيير وجهة نظرهم في هذا القطاع الذي يساهم بشكل فعال في تنمية الاقتصاد الوطني وتوفير القطع الأجنبي".

وذكر أن عدداً من الدول حول العالم من بينها الصين والولايات المتحدة تستورد نفايات البلاستيك من أجل إعادة تدويرها، وأن هذا القطاع يستقطب حصة كبيرة من الاستثمارات بالولايات المتحدة.

ونوه إلى ارتفاع الصادرات التركية من المنتجات البلاستيكية المعاد تدويرها بنسبة 57 في المئة، لتصل إلى 1.21 مليار دولار، وأن جميع البلدان المتقدمة والنامية بدأت في التركيز على هذا القطاع.

ولفت أرن إلى أن احتمالات الخسارة والمخاطر في قطاع إعادة التدوير منخفضة جدًا مقارنة بالقطاعات الأخرى، إضافة إلى أن الصناعات التدويرية توفر إمكانية تقليل عجز الحساب الجاري للمواد الخام البلاستيكية بنسبة 36 في المئة بحلول عام 2030.

وكشف أن حجم السوق العالمي لصناعة إعادة تدوير البلاستيك قد يصل إلى 900 مليار دولار في عام 2050 بالأسعار الجارية، مشيرا أن حجم قطاع إعادة التدوير في تركيا سيبلغ 3.2 مليار دولار في 2025، و63 مليار دولار في 2050.

ومع انضمام تركيا إلى اتفاق باريس للمناخ، تهدف إلى الوصول إلى صافي انبعاثات صفرية بحلول عام 2053، والمساهمة في عملية تحويل النفايات البلاستيكية وإعادة استخدامها.

وفي هذا السياق، تصل كمية النفايات البلاستيكية التي تقوم تركيا حاليا بتدويرها سنويا، 1.1 مليون طن، فيما تعمل ألف و300 شركة في هذا القطاع، الذي يبلغ حجم مبيعاته مليار دولار ويشغل 350 ألف شخص.