غوغل تقنن نتائج البحث عن الإسلام

وكالات
إسطنبول
نشر في 28.07.2017 00:00
آخر تحديث في 28.07.2017 11:12
غوغل تقنن نتائج البحث عن الإسلام

وسط عالم يتزايد اعتماده على التقنية وتتسارع فيه وتيرة الابتكارات، يتجه "غوغل"، عملاق البحث على شبكة الإنترنت، إلى تقنين نتائج بحثه عن مفردات متعلقة بالإسلام، وذلك بعدم تصدير المواقع التي تعود إلى جماعات الكراهية أو تلك التي تنشر معلومات خاطئة عن هذا الدين.

سابقا، كان مستخدمي غوغل عندما يحاولون الحصول على معلومات عن الإسلام تعترضهم ما يعتبرها المسلمون "دعايات معادية"، تنشرها مجموعات متطرفة.

إلا أن الفترة الأخيرة شهدت تغييرات على هذا الصعيد، فالبحث عن كلمات مثل "جهاد" و"شريعة" باللغة الإنجليزية على محرك "غوغل"، بات ينقلك إلى مواقع تقوم بتفسير معاني هذه المفاهيم، بطريقة تعكس وسطية الإسلام.

ومع ذلك، يرى ناشطون في هذا المجال، أنه لا يزال هناك الكثير الذي يتوجب فعله.

ولم يحظ مراسل الأناضول بإجابة واضحة من "غوغل" عن سؤال حول خططها المستقبلية، بعثه عبر البريد الإلكتروني، لكن الشركة أبلغته أنها "تقوم باستمرار بتحديث معادلاتها الرياضية (الخوارزمية) التي يعتمد عليها محرك البحث في الوصول إلى نتائجه".

وأكدت الشركة أنها "لن تسعى لإزالة أي من المواد لأنها تافهة أو غير شعبية فقط، بل ستعمل أفضل ما في وسعها لمنع خطابات الكراهية من الظهور".

وأشارت إلى تدوينتها التي تفيد بأنها تعمل جاهدة للتصدي لـ"المحتويات المسيئة والمضللة".

وتشرح التدوينة أيضا أنه "من أجل منع انتشار هذا النوع من الاستفسارات الفرعية، قمنا بتحسين أساليب تقييمنا، وحدثنا خوارزمياتنا من أجل أن تتصدر محتويات أكثر موثوقية".

الإمام عمر سليمان، مؤسس معهد اليقين للبحوث الإسلامية وأحد الناشطين الرواد في مجال التصدي للتضليل المعلوماتي عن الإسلام، يقول: "غوغل ليست بحاجة إلى إخراس نقد الإسلام والنقاش الصادق عن الإسلام". في المقابل، على الشركة التصدي لـ"جماعات الكراهية الممولة بشكل جيد، والقادرة على التعامل مع محركات البحث بالشكل الأمثل من أجل ظهور مواقعها الإلكترونية على الصفحة الأولى أو الثانية".

وبحسب مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية، أحد أكبر المنظمات المعنية بالدفاع عن المسلمين في أمريكا الشمالية، فإن عدد جرائم الكراهية قد ارتفع بنسبة 584 % ما بين 2014-2016، فقفز من 38 حالة إلى 260 حالة ارتُكبت العام الماضي.

ويعتقد سليمان أن "هناك صلة مباشرة بين وصم الإسلام والمسلمين بالشر، وجرائم الكراهية التي ترتكب ضدهم في الولايات المتحدة".

ويشير الأستاذ المساعد للدراسات الإسلامية في الجامعة الميثودية الجنوبية، في مدينة دالاس بولاية تكساس (جنوب) إلى أن "غوغل عليها معاملة جماعات الإسلاموفوبيا بنفس الطريقة التي تُعامل بها دعايات تنظيمي داعش والقاعدة" الإرهابيين.

واستطرد قائلا: "لا أعتقد أن مسؤولية غوغل تصوير المسلم بالمظهر الإيجابي، لكنها تتحمل مسؤولية اجتثاث جماعات الكراهية".