ألمانية مسلمة تدفن في تركيا تنفيذاً لوصيتها بعد وفاتها عن عمر 83 عام

ديلي صباح ووكالات
إسطنبول
نشر في 05.05.2021 14:11
جثمان المتوفاة محمول قبل دفنها في طرابزون بناءً على طلبها IHA جثمان المتوفاة محمول قبل دفنها في طرابزون بناءً على طلبها (IHA)

بعد وفاتها عن عمر 83 عاماً، دفنت الألمانية المسلمة "أمينة بالتجي" يوم الأحد في بلدة "سورميني" بولاية طرابزون شمال تركيا، بناءً على طلبها.

وكانت المرأة الألمانية التي تُعرف باسم "ريناتي" قد غيرت اسمها إلى "أمينة بالتجي" بعد اعتناقها الإسلام قبل 40 عاماً بسبب صداقتها مع جيرانها الأتراك. وقد عاشت طيلة حياتها في كولونيا بألمانيا، وتوفيت في دار لرعاية المسنين هناك.

ولو بقيت في بلدها بعد وفاتها لأحرقت الحكومة الألمانية جثمانها في مقبرة المجهولين، لكنها طلبت من جيرانها الأتراك نقل جثمانها إلى وطنهم تركيا ودفنها في ولاية طرابزون، وأوصت بتنظيم مراسم جنازة إسلامية لها كي يصلي الناس عليها كما أوصت بدفن جثمانها وفقًا لقواعد الشريعة الإسلامية.

وبعد إعلان نبأ وفاتها التقت عائلة جاكر التركية بمسؤولين ألمان وطلبوا نقل جثمانها إلى تركيا. وتم نقلها بإذن من ابنتها إلى تركيا جواً بمساعدة جمعية المساجد التي أنشأها مواطنون أتراك يعيشون في ألمانيا.

وتم تنفيذ وصيتها بأداء صلاة الجنازة عليها تماشياً مع إجراءات كوفيد-19.

وبعد صلاة الجنازة، دفنت "أمينة بالتجي" على بعد 3500 كيلومتر من مسقط رأسها.

ويذكر "إرجين جاكر" المواطن التركي المقيم في ألمانيا الذي أحضر الجثة من كولونيا الألمانية إلى منطقة "سورميني" في طرابزون، قصة إسلام جارتهم قائلاً:

"ربطت صداقة قوية بين ريناتي وعائلتنا على مدى 40 عاماً. وشعرت ريناتي بالدفء في تعاليم الإسلام بسبب صداقتها معنا. وبعد إجراء بحث مكثف أدركت أن الإسلام هو الدين المناسب لها. فذهبت إلى المسجد وحاولت تعلم القرآن والصلاة وغيرت اسمها الألماني إلى اسم عربي تركي فصارت تدعى أمينة وعاشت حياة هادئة حقاً بعد سن الأربعين كمسلمة ملتزمة رغم أنها تلقت ردود فعل قاسية من بعض أصدقائها".

وقال "جاكر" إن عائلته تحدثت معها عبر الهاتف في أيامها الأخيرة فقالت لهم: "لا تدعوهم يحرقونني إذا مت. أريد أن أُدفن في تركيا".

وزارت "بالتجي" سابقاً مسقط رأس جيرانها وتعرفت على الشعب التركي عن كثب واستمتعت بالطبيعة الدافئة والودية للأتراك بالإضافة إلى كرم ضيافتهم.

وعند سماع نبأ وفاة المرأة الألمانية، اتصل آل "جاكر" بدار التمريض ليسألوا عما سيحل بجثمانها وعندما علمت الأسرة التركية أنه سيتم إرسالها إلى مقبرة المجهولين حيث ستحرق جثتها، بدأت العائلة التركية العملية البيروقراطية الصعبة المتمثلة في نقل الجثة إلى تركيا.

وقال أحد أفراد العائلة: "لم يكن من السهل أخذ جثة العمة أمينة. انتظرنا الموافقة من عائلتها ومن مؤسسة الضمان الاجتماعي. وتحدثنا مع ابنتها عبر الهاتف، وشكرتنا وطلبت منا وثيقة تفيد بأننا لن نفرض رسوماً عليها و بالفعل أعطيناها الوثيقة المطلوبة وأكدنا لها أننا سوف نتحمل جميع تكاليف الجنازة. وقد ساعدنا أعضاء جمعية المساجد في جمع الأموال وتمكنا بحمد الله أن نجلب جثمان العمة أمينة إلى تركيا".

كذلك شارك الإمام الذي أدى صلاة الجنازة على المرأة الألمانية مشاعره قائلاً: "اتصلت بنا عائلة جاكر من ألمانيا وأخبرتنا أن امرأة مسلمة أوصت بأن تدفن في تركيا، وسألوا إذا كنا سنقبل بذلك فقلت: نحن نقبلها مثل أمنا، مثل أختنا. رغم أننا لم نرها قط لكنها لمست قلوبنا".