موقع "كوبيكلي تبه" الأثري بتركيا.. واحد من 30 مكاناً يجب رؤيته قبل الموت

وكالة الأناضول للأنباء
أورفة
نشر في 21.08.2016 00:00
آخر تحديث في 21.08.2016 11:44
موقع كوبيكلي تبه الأثري بتركيا.. واحد من 30 مكاناً يجب رؤيته قبل الموت

على قمة جبلية تبعد 15 كم جنوب شرقي ولاية شانلي أورفة التركية، يتربع موقع "كوبيكلي تبه" الأثري الذي يعود تاريخه إلى العصر الحجري قبل 12 ألف عام، ويحتل المركز الثاني في قائمة "ثلاثون مكانًا على المرء رؤيته قبل أن يفارق الحياة"، على موقع "بيزنس إنسايدر" الإلكتروني الأمريكي.

واكتُشف موقع "كوبيكلي تبه" عام 1963، خلال عمليات حفر قام بها علماء آثار كل من جامعتي اسطنبول التركية، وشيكاغو الأمريكية، فيما تتواصل أعمال الحفر بشكل منتظم منذ عام 1995 من قبل علماء المعهد الألماني للآثار، ومتحف شانلي أورفة التركي.

وأظهرت أعمال الحفر المشتركة بين العلماء والباحثين الألمان والأتراك، منشآت معمارية تتراوح أقطارها بين 10 و30 متراً، تتكون من نصب حجرية ضخمة على شكل صليب دون رأس (على هيئة حرف T)، وموضوعة بشكل دائري أو أهليلجي (بيضاوي) وعليها رسومات حيوانات بريّة، إضافة إلى هياكل بشرية وحيوانية عديدة، وهيكل بشري بطول 65 سم، يعتقد عودة تاريخه إلى ما قبل 12 ألف عام.

وتعمل وزارة الثقافة والسياحة التركية، والعديد من المؤسسات الثقافية الأخرى، على تعريف موقع "كوبيكلي تبه" الأثري -الذي يُعتقد بأنه أقدم معبد في العالم-على الصعيد الدولي، بعد أن أدرجته منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) مؤخراً إلى قائمة مواقع التراث العالمي المؤقتة.

مدير الثقافة والسياحة التركي في ولاية شانلي أورفة "آيدن أسلان"، قال في حديث للأناضول، إن موقع "كوبيكلي تبه" هو أهم اكتشاف أثري في العالم كونه يضم أقدم الآثار المعمارية التي يعود تاريخها إلى 12 ألف عام، مشيرًا أنهم يتوقعون ازدياد عدد السيّاح المحليين والأجانب إلى الموقع خلال الأعوام القادمة بشكل أكبر.

وأضاف أسلان: "لا يمكننا حصر كوبيكلي تبه بعرق أو شعب معين، لأنه يُعد بمثابة تراث للإنسانية جمعاء، وحجز مكانه في قائمة مواقع التراث العالمي المؤقتة لليونسكو، ونأمل إدراجه في القائمة الأساسية خلال فترة قصيرة، وبالتأكيد سيؤثر ذلك على عدد الزيارات السياحية إلى الموقع بشكل إيجابي".

وشدّد المسؤول التركي على أهمية الموقع والآثار الموجودة فيه بالنسبة للبحوث الحديثة حول العصر الحجري الحديث (النيوليت)، مبينًا أن "المعطيات الأولية أظهرت أن الموقع كان عبارة عن معبد كبير، والسؤال الأهم يدور حول كيفية عثور الناس قبل 12 ألف عام على التكنولوجيا التي ساعدت على إنشاء كوبيكلي تبه، لأن كتب التاريخ علّمتنا بأن الناس كانوا بدائيين في تلك الحقبة من التاريخ".

وأردف قائلاً: "لقد اجتمع الناس قبل 12 ألف عام، وبنوا العديد من المنشآت والمعابد والمنحوتات والنصب الحجرية، التي تشبه حرف T، وهذا يعني أن الناس كانوا متقدمين ومتطورين في تلك المرحلة، على عكس ما هو شائع في الكتب التاريخية التي تقول إنهم كانوا بدائيين، ومن هنا تأتي أهمية اكتشاف موقع كوبيكلي تبه الأثري".

ونشر موقع "بيزنس إنسايدر" الأمريكي مؤخراً قائمة بـ 30 مكاناً أثرياً ينصح للمرء أن يزورها في حياته، تضمنت إلى جانب موقع "كوبيكلي تبه"، "الهيكل الذهبي" في الهند، وكنيسة "لاس لاجاس" الأثرية في كولومبيا، وكنيسة القديس جورج في أثيوبيا، ومسجد "دجيني" في مالي.