"آني".. بقعة أثرية احتضنت 23 حضارة عريقة

وكالة الأناضول للأنباء
قارص
نشر في 24.10.2016 00:00
آخر تحديث في 25.10.2016 04:03
آني.. بقعة أثرية احتضنت 23 حضارة عريقة

في منطقة ريفية بولاية قارص التركية وعلى هضبة متاخمة للحدود الأرمينية، تتباهى أطلال "آني" الأثرية بثروة ثقافية عريقة، يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد، وقد احتضنت 23 حضارة مختلفة من أهمها الساسانية والبيزنطية والسلجوقية.

تبعد أطلال "آني" المعروفة باسم "مدينة الألف كنيسة وكنيسة والأربعين بوابة"، نحو 48 كيلومتراً عن مركز قارص، وقد أدرجتها منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو) على قائمة مواقع التراث العالمي منتصف يوليو/تموز الماضي.

كانت المنطقة الأثرية الواقعة في منطقة "وادي أربشاي"، عاصمة الحكّام الأرمن خلال الفترة 961-1045، وتحتضن 21 معلماً أثرياً تتمتع بهندسة إسلامية رائعة تعود إلى القرنين الحادي والثاني عشر وتلقى إقبالاً كبيرًاً من السياح.

وتحفل أطلال "آني"، التي تقف على مُفترق طرق تجارية هامة، بالكنائس والقصور والحصون التي تعكس آثار الحضارات العريقة التي عاشتها عبر التاريخ: "أتراك السقا"، و"الساسانيون"، و"البيزنطيون"، و"السلاجقة"، حتى "العثمانيون" و"الروس".

ومن أهم الأطلال التي تضمها المنطقة الأثرية "كاتدرائية آني" و"كنيسة أمينابر كيتش" و"كنيسة القديس غريغوريوس"، و"كنيسة أبوغامير بهلواني" المبنية بحجر البازلت البركاني المحلي وحجر التوفا وهي أحجار سهلة النحت وتأتي بألوان متنوعة.

موقع "آني" محاط بالأسوار من جميع الجهات إنما أقوى جهة من هذه الأسوار هي الجهة الشمالية وهي الوحيدة غير المحمية بنهر أو وادٍ، وفي الجهة الشمالية يوجد سور مزدوج أي سوران متوازيان مدعمان بأبراج نصف أسطوانية مُتقاربة.

وفي حديث للأناضول، قال مدير الثقافة والسياحة في قارص، هاكان دوغان آي، إن أطلال "آني" يعود تاريخها إلى الألفية الثالثة قبل الميلاد وإنها ظلت مزدهرة حتى أواخر القرون الوسطى، وتضم 21 صرحاً أثرياً تتوزع على مساحة تبلغ 68 هكتاراً.

وأشار هاكان إلى أن المنطقة الأثرية تميّزت بمكانة كبيرة خلال فترة طريق الحرير البري إذ كانت بمثابة بنك مركزي لتلك الحقبة من التاريخ، وتُشكل أهمية بالغة بالنسبة إلى مملكة باغرات الأرمينية والأمبراطورية البيزنطية والتاريخ التركي.

وأضاف هاكان: "بُنيت أسوار آني في عهد الملك آشوت، ثم جرت تقويتها على يد الملك سمباط الثاني؛ وعندما فتح السلطان السلجوقي ألب أرسلان هذه المنطقة عام 1064، منحت ولايتها للأمير الشدادي منوجيهر الذي أنجز أعمال السور الثالث للمدينة".

وأوضح أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (يونسكو)، أدرجت أطلال "آني" على قائمة مواقع التراث العالمي خلال اجتماع لها بمركز إسطنبول للمؤتمرات يوم 15 تموز/يوليو الماضي، ليرتفع بذلك عدد الأماكن التاريخية في تركيا، المُدرجة في هذه القائمة إلى 16 موقعاً.

وبحسب هاكان، فإن مدينة "آني" الأثرية تضم معابد لثلاث ديانات مختلفة حافظت على نفسها حتى الوقت الراهن، وأن هذا يدل على أهميتها كمدينة اجتماعية ودينية وثقافية في الوقت نفسه.