حران التركية.. عاصمة المنازل المخروطية

وكالة الأناضول للأنباء
شانلي أورفا
نشر في 02.11.2016 00:00
آخر تحديث في 03.11.2016 00:26
حران التركية.. عاصمة المنازل المخروطية

تشتهر مدينة حرّان الواقعة جنوب شرقي تركيا في المجال السياحي والمعماري، بمنازلها التقليدية ذات القباب المخروطية الفريدة، والتي تحتفظ بالدفء شتاء وبالبرودة صيفًا.

وتقع حرّان في ولاية شانلي أورفا، على الحدود مع سوريا، وتوجد فيها بقايا أول جامعة إسلامية بنيت في العهد الأموي، والجامع الكبير الذي بني في العهد الأموي أيضاً وآثار تاريخية أخرى.

وتلفت منازل حرّان نظر الزائرين إليها بقبابها الفريدة، حيث إن كل قبة هي سقف لإحدى غرف المنزل، ومن ثم كان من الممكن، عندما كان هذا الطراز المعماري هو السائد في المدينة، أن يعرف المرء مكانة أهل البيت من عدد قبابه.

وتكون قاعدة تلك القباب مربعة أو شبه مربعة، وتبنى فوقها القباب عبر صف قطع الطوب فوق بعضها بعضاً بطريقة معينة، وتترك فتحة في قمة القبة لا تسد بشكل كامل، لتسمح لضوء الشمس بالدخول، ولدخان الطبخ أو التدفئة للخروج من المنزل.

ويوضع خليط بين قطع الطوب يتكون من القش والطين وزيت الورد وزلال البيض، كما يستخدم هذا الخليط لدهان البيوت من الخارج، وتسهم تلك المواد إضافة إلى التصميم المعماري لتلك المنازل، في جعلها دافئة شتاء ولطيفة صيفًا.

وتعتبر تلك المنازل منطقة محمية، وقد تم ترميم العديد منها وتجديدها، ويستخدم بعضها لأغراض سياحية، في حين لا يزال البعض الآخر مأهولًا بسكان المدينة.

وقال قائمقام حران، تمال أيجا، للأناضول: "إدارة المدينة تعمل على ترميم وتجديد ما تهالك من تلك البيوت، وإعادة بناء ما تهدم، لأهميتها السياحية".

وأوضح إيجا أن المنازل لا بد أن تمر بمرحلة صيانة كل 3 أو 4 سنوات، يتم فيها إعادة طلائها من الخارج، بخليط من الطين الأحمر والقش.

وقال: "لو لم يحافظ على صيانة تلك البيوت فستفقد شكلها شيئًا فشيئًا، وتتهالك".

وأفاد أيجا أنه يتم الإعداد لمشروع للتصميم المعماري للمدينة "يتضمن إعادة بناء المنازل القديمة التي تهدمت. واستعانت إدارة المدينة ضمن المشروع، بالصور القديمة الموجودة لدى رئاسة الأركان التركية، لمعرفة مواقع المنازل التي تهدمت وتصميمها".

وقال علي قيزيل (65 عامًا)، مالك أحد المنازل القديمة: "عمر بعض تلك المنازل يصل إلى 300 عام، حيث تحافظ على بقائها بسبب المكونات المستخدمة في بنائها وبمساعدة الصيانة المستمرة".

ويستخدم قيزيل منزله لأغراض سياحية، ويؤكد أهمية الحفاظ على بيوت حرّان بتصميمها المميز الذي لا يوجد له مثيل في العالم.

وأشار قيزيل إلى وجود منازل شبيهة لمنازل حرّان في إيطاليا، بنيت بعد أن زار رسام إيطالي حرّان قبل سنوات، واستلهم تصميم منازلها التقليدية.