احتلت تركيا مركز "الوجهة السياحية الأفضل أداءً" في عام 2018، مسجلة أعلى معدل نمو في عدد السياح من بين 33 دولة أوروبية. ووفقاً لتقرير لجنة السياحة الأوروبية، فإن عدد السياح الذين زاروا تركيا العام الماضي بلغ أعلى مستوى له على الإطلاق، وارتفع بنسبة 22٪ مقارنة بالعام السابق. وأضاف التقرير أن عدد السياح الذين زاروا البلاد تجاوز 40 مليون سائح للمرة الأولى، حيث بلغ عددهم 47 مليون سائح في عام 2018.
كما أبرزت اللجنة في تقريرها، أن تركيا تعافت بسرعة من آثار محاولة الانقلاب الفاشلة في 15 يوليو 2016. وأضاف البيان أن البلاد شهدت زيادة كبيرة في عدد القادمين، خاصة من روسيا. وبناء على ذلك، ارتفع عدد السياح الروس الذين زاروا تركيا حوالي 1.7 مليون سائح، عما كان عليه في السنوات السابقة. حيث زار تركيا حوالي 6.4 مليون سائح روسي في عام 2018.
كما أشار التقرير إلى أن الفنادق تمكنت من زيادة متوسط أسعار الغرف بالليرة التركية واليورو، في شهر ديسمبر وكذلك في العام 2018 ككل، وأن تركيا لا تزال من بين أرخص الوجهات من ناحية أسعار الإقامة.
وقال التقرير "إن معايير المساهمة في السوق السياحية لوجهات دول البحر المتوسط التي حددت في التقرير الفصلي الأخير تبدو مستمرة مع استمرار تركيا في استعادة حصتها في السوق."
وأضاف أن تركيا شهدت نمواً في عدد القادمين من ألمانيا بنسبة 25.6 في المائة خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر 2018، مقارنة بالفترة نفسها من عام 2017. وتتوقع تركيا وصول عدد السياح الألمان إلى رقم قياسي في عام 2019.
من ناحية أخرى، عاد السياح البريطانيون إلى تركيا بكثافة، وقد انخفضت قيمة الليرة التركية أكثر من الجنيه الإسترليني. وأشار التقرير إلى ارتفاع عدد القادمين بنسبة 36.5 في المائة خلال الفترة من يناير إلى نوفمبر مقارنة بالشهور نفسها في عام 2017.
وقال: "إن نمواً في عدد الوافدين الأمريكيين إلى تركيا كان أيضا قويا جدا بنسبة 32.0 في المائة، استنادا إلى البيانات من يناير حتى نوفمبر."
كذلك، واصلت تركيا الاستفادة من إعلان الصين عام 2018 "عام السياحة في تركيا"، فارتفع عدد الزوار بنسبة 67.1 في المائة عن العام السابق.
وقال التقرير: "كما هو الحال مع معظم أسواق السياحة ذات المصدر غير الأوروبي، كان هناك نمو قوي بنسبة 74.4 في المائة في عدد السياح الهنود الذين يزورون تركيا. وتستهدف تركيا سوق السياحة الهندية بشكل خاص".
وقالت اللجنة السياحية الأوروبية إنه على الرغم من توقعات تعثر النمو الاقتصادي في أوروبا في الأشهر الأخيرة، إلا أن الزيادة في نمو السياحة والسفر، سواء القادمة من القارة الأوروبية أو الآتية إليها أو الداخلية كانت قوية في عام 2018، وفقا لأحدث البيانات المتاحة. وقد أعلنت 32 وجهة سياحية أوروبية من أصل 33، عن المزيد من الوافدين أو مستأجري الغرف الفندقية، مقارنة بالعام السابق. والمملكة المتحدة كانت الدولة الوحيدة التي أعلنت عن انخفاض في عدد السياح لديها في العام 2018.
وأبرز التقرير أن طلب السياحة الأوروبية لا يزال مستمراً، مع ارتفاع بنسبة 6 في المائة في عدد السياح الدوليين الوافدين في عام 2018 مقارنة بالعام السابق. وأضاف "المنطقة الأكثر زيارة في العالم تمكنت من الحفاظ على النمو السياحي، رغم مخاطر الانخفاض الناجمة عن التوترات التجارية والشكوك المحيطة ببريكسيت والتباطؤ الاقتصادي في منطقة اليورو، وكل هذه الظروف تُبقي توقعات النمو لعام 2019 قيد البحث."
بعد تركيا، جاءت صربيا ومالطا، حيث سجل البلدان أعلى زيادة في عدد السياح في عام 2018، بنسبة وصلت إلى 15 في المئة. وتبعتهما الجبل الأسود بنسبة 14 في المائة، ثم لاتفيا التي تعد الوجهة الأساسية الوحيدة في أوروبا الشرقية، بنسبة 10 في المائة. وأشار التقرير إلى أن المملكة المتحدة أعلنت عن انخفاض بلغ -5.3 في المائة، وقد كانت السوق السياحية الوحيدة ذات النسبة السالبة.
ولا يزال طلب السياح الأمريكان على السوق السياحية الأوروبية كبيراً. وقد تم تعزيز النمو السياحي من السوق الأمريكية من خلال قوة الدولار الأمريكي مقابل اليورو والجنيه الإسترليني، الأمر الذي ساهم في زيادة القدرة على تحمل التكاليف المادية في أوروبا كوجهة سياحية.
وقال التقرير: "عام 2018، استقبلت أوروبا حوالي 33 مليون سائح أمريكي، بزيادة 8 في المائة عن العام السابق. ومع ذلك، من المتوقع أن يتباطأ السفر إلى الولايات المتحدة بسبب تباطؤ زخمها الاقتصادي وارتفاع معدل الإنفاق الاستهلاكي فيها".
وقالت اللجنة إن التوسع مستمر في منطقة اليورو، ومع ذلك، فإن المخاطر السلبية مثل التوترات في الأسواق المالية، والغموض المحيط بخطط انسحاب المملكة المتحدة، والمؤشرات المستقبلية المقلقة، هي من يحدد توقعات النمو لعام 2019. وأضافت:
"رغم ذلك، أثبتت صناعة السياحة الأوروبية مرة أخرى مرونتها في 2018 واستضافت ما مجموعه 51% من السياح، وهي تمثل أكثر من نصف السائحين في جميع أنحاء العالم . وبالنظر إلى المستقبل، من المتوقع أن يزداد معدل عدد السياح الدوليين إلى أوروبا حوالي 3 في المائة في عام 2019".
