طرابزون.. الجمال الريفي وسحر التاريخ

ديلي صباح ووكالات
طرابزون
نشر في 11.11.2022 16:39
آخر تحديث في 11.11.2022 16:40
مدينة طرابزون التركية 20 ديسمبر 2020 تصوير: هبه تركماني مدينة طرابزون التركية 20 ديسمبر 2020 (تصوير: هبه تركماني)

تتمتع مدينة طرابزون تركيا بطبيعة ساحرة خلابة حيث يمتزج ما بين زرقة السماء والبحر وخضرة الأشجار والغابات، كما أنها تحتوي على 12 نهراً تنساب من بين جبالها لتضفي على المنطقة رونقاً براقاً.

وتتميز مدينة طرابزون التركية بوفرة كبيرة في المعالم والمزارات السياحية التي تجذب السائحين إليها من شتى بقاع الأرض، كما تشتهر بتاريخها القديم وعمارتها العثمانية الإسلامية العريقة، وطبيعتها الخلّابة.

وتحتضن جبال طرابزون عدداً كبيراً من الهضاب الخضراء، مثل "قرة داغ" و"كولي داغ" و"لبازان" و"خضر نبي" و"قايا باشي" و"بويوك أوبا" و"كورت دوزو" و"باليكلي".

ويزداد جمال الطبيعة في طرابزون خلال فصل الخريف بفضل الغطاء النباتي المتنوع، حيث تمتزج ألوان الأصفر والأحمر والبني، في لوحة ربّانية يعجز الإنسان عن وصفها.

وبعيداً عن صخب وضجيج المدن، يلجأ السياح إلى طرابزون ومروجها في فصل الخريف والشتاء بهدف التخلص من التوتر أو الإجهاد النفسي وقضاء أوقات ساحرة مع أسرهم وأقاربهم ومحبيهم.

متحف قصر أتاتورك في طرابزون

لا يمكن لأي شخص قرر المجيء لتجربة السياحة في طرابزون أن يترك هذه المدينة الرائعة دون أن تعرُج قدماه لزيارة قصر أتاتورك، فهو من أهم الوجهات السياحية في المدينة من ، حيث أن هذا القصر تم تأسيسه في القرن الـ 19 بأمر من القائد البيزنطي كونستانتين كبايانتس.

ومتحف أتاورك، هو قصر بناه المعماري اليوناني كاباجيانيديس ومؤلف من ثلاثة طوابق، ويستخدم القصر اليوم كمتحف ويوجد فيه عدد كبير من ممتلكات مصطفى كمال أتاتورك الشخصية، كما ويحظى قصر أتاتورك بأهمية بالغة لدى معظم الأتراك.

وتكمن أهمية قصر أتاتورك في طرازه الأنيق والرفيع وحدائقه الجميلة وقيمته المعمارية وأثاثه ووجود بعض الصور والخرائط التاريخية العائدة لتلك الحقبة فيه.

واكتسب القصر اسمه بعد زيارة مؤسس الجمهورية التركية مصطفى كمال أتاتورك لطرابزون، حيث وهبته الأسرة المالكة إياه وأقام فيه في كل زياراته إلى طرابزون، وبدوره وهبه للشعب التركي، ليتحول فيما بعد إلى متحف ذو قيمة تاريخية بالغة في الأهمية.

دير سوميلا

يقع دير سوميلا في جزء صخري من وادي ألتندير مريمانا في طرابزون، ويعد من أهم الوجهات التي يتوافد إليها الزوار في كل عام.

ويغلب على دير سوميلا الطابع المعماري التركي العثماني، وهو فخم وضخم ويتميز بلونه الأبيض وقرميده الأحمر ويعيدك كل شيء في هذا الدير إلى تاريخ قديم جداً، كما تم تزيين الجدران الداخلية والخارجية باللوحات الجدارية التي يعود تاريخها إلى عصر أليكسوس الثالث.

ويعرف دير سوميلا باسم دير السيدة العذراء، كما يعود تاريخ إنشائه إلى القرن الرابع الميلادي، وتفيد بعض الروايات بأن تأسيس الدير يرجع إلى عهد الإمبراطور ثيودوسيوس الأول سنة 386، وأن الراهبان اليونانيان، برنابا وصفرنيوس، المنحدران من منطقة كولشيد في جورجيا، هما من قاما ببنائه.


ووفقاً لبعض الأساطير التي تحكي قصة هذا الدير فقد قرر الراهبان الاستقرار في المنطقة، وبناء الدير حينها، بعدما وجدا إيقونة ورمزاً لمريم العذراء في أحد الكهوف بذات الجبل. وبالفعل، فقد تم بناء هذا الدير على نمط كنائس مدينة نفسهير كابادوكيا في الأناضول، ويوجد بداخله غرف للطلاب ودار الضيافة ومكتبة وكافتيريا، إضافة إلى ما يطلق عليه بالمكان المقدس، وبإمكان السياح للمكان أن يستمتعوا بمقومات طبيعية عدة، والتعرف إلى تفاصيل تاريخية وثقافية جديدة.

واستأنف دير سوميلا التاريخي في ولاية طرابزون التركية، في شهر مايو/أيارالماضي، استقبال الزوار الأجانب والمحليين، بعد الانتهاء من أعمال ترميم وصيانة لمنع الانهيارات الصخرية.

وأعيد افتتاح دير سوميلا المدرج في قائمة اليونسكو المؤقتة لمواقع التراث العالمي، للتعبد في 15 أغسطس/آب 2010 ، بإذن من وزارة الثقافة والسياحة التركية بعد توقف دام 88 عاماً، لكنه أغلق مجدداً عام 2015 بسبب خطر انهيار الصخور وسقوطها من جبل "قره داغ" القريب ليتم بعد 3 سنوات من جهود الصيانة وإعادة الترميم إعادة فتحه أمام الزوار في مايو/أيار 2022.

ويتيح الدير للزوار المحليين والأجانب إمكانية إجراء أنشطة رياضية عديدة، مثل الخروج في رحلات طويلة مشياً على الأقدام وركوب الدراجات الهوائية والقفز المظلي والتقاط الصور في المناطق الطبيعية المجاورة.

مغارة تشال

تقع مغارة "تشال" في بلدة "دوزكوي" بولاية طرابزون، وتعد مغارة تشال التركية ثاني أطول مغارة في العالم، وتتميز بجمالها الساحر ولوحاتها الفنية التي نقشتها الطبيعية على جدرانها، وبشلالاتها وبركها المائية، تستقطب سنويا نحو 25 ألف سائح محلي وأجنبي.

ويصل طول الدهاليز التي اكتشفها الخبراء داخل مغارة "تشال" إلى ثمانية كيلومترات، إلا أن العديد من أقسامها لم تطأها قدم بشر حتى اليوم وتنتظر من يكتشفها.

ويبلغ ارتفاع مغارة تشال، 1050 متراً، عن مستوى سطح البحر، وتتميز بنوازلها وصواعدها الصخرية التي تشكلت مع مرور الزمن، وجدولها المائي، الذي يخترقها ويصل عمقه في بعض الأماكن، إلى متر ونصف.

كما تتمتع تشال بنظام تهوية طبيعية، ويعتقد أن مياه الجدول الذي ينبع من داخلها، تسهم في معالجة التهابات الجيوب الأنفية والربو.

قلعة طرابزون

قبل أن يبني السلاجقة الروم قلعة آلانيا كحصن يحمي دولتهم من جهة البحر المتوسط، بنى البيزنطيون قلعة طرابزون إحدى أهم القلاع التركية الأثرية لصد هجمات الأعداء من جهة البحر الأسود، لتصبح اليوم أحد أهم معالم السياحة في طرابزون الأثرية التي يتهافت عليها السياح من أرجاء العالم.


وتقع هذه القلعة القديمة التي تم إنشائها قبل 2000 عام، وسط مدينة طرابزون= بجوار بعض بقايا هياكل أبنية قديمة أثرية أيضاً.

أشهر الأطباق اللذيذة في طرابزون

-طيرة الجبنة الطرابزونية Peynirli Trabzon Pidesi

من الأكلات الصباحية اللذيذة في طرابزون، ألذ ما فيها جبنة طرابزون الريفية، وتقدم مع البيض حسب الرغبة.

-غوليا Golia

تتكون من الملفوف الأسود والفاصوليا الخضراء والذرة والبصل والفليفلة الحمراء واللحمة المفرومة.

-كويماك Kuymak

تشتهرفيها طرابزون، ويتميز بوجود جبنة "كولوت" Kolot Peyniri.

-حلوى اللاز Laz Helvası

تتكون من السميد والفانيليا وتقدم جامدة كالمثلجات.

-بازلي كايغانا Pazılı Kaygana

هي من الأطباق المشهورة على موائد طرابزون وموائد منطقة البحر الأسود، وتشمل مكوناتها طحين الذرة والنعناع الجاف في قوام عجينتها.

-سمك الهمسي Hamsi Yemekleri

ينصح بعدم مغادرة طرابزون قبل تناول أحد الأطباق سمك الهمسي الشهية، ومن أشهرها "همسي طاوا" Hamsi Tava وهي عبارة عن أسماك الهمسي المصفوفة بشكل جميل في المقلاة وتقلى بالزيت.