تركيا تستيقظ على صوت "مسحراتي رمضان" في أول ليالي الشهر الفضيل

ديلي صباح
اسطنبول
نشر في 06.06.2016 00:00
آخر تحديث في 06.06.2016 14:08
تركيا تستيقظ على صوت مسحراتي رمضان في أول ليالي الشهر الفضيل

لم يمنعه تقدمه في السن من مواصلة عمله كمسحراتي في ليالي شهر رمضان المبارك، بشكل متصل منذ 27 عاما. تورغوت إنجيجي، 62 عاماً، ابتكر منذ 3 سنوات طريقة للتغلب على صعوبة التجول في أحياء "مولانا" و"الاستقلال" في مدينة سامسون التركية، في وقت السحور القصير نسبياً.

جالساً في صندوق عربة يقودها شاب زميل له، يتجول إنجيجي، في شوارع وأزقة المدينة لإيقاظ النائمين لتناول سحورهم.



يقول انجيجي: "أبدأ بإيقاظ المواطنين للسحور في تمام الساعة 12:30. وفي غضون ساعتين أكون قد أيقظت المواطنين في المنطقتين. الأحياء كبيرة ومترامية الأطراف وهو ما يجعل التجول في جميع شوارعها على الأقدام ضرباً من المستحيل. لذلك اعتمدت منذ ثلاث سنوات استخدام العربة للتجول".

وعلى الرغم من أن "البقشيش" الذي يحصل عليه إنجي من المواطنين تلقاء عمله لا يساوي قيمة مصاريف العربة ووقودها، إلا أنه يبدو راضياً وسعيداً باستمراره في إحياء هذه العادة التقليدية منذ سنوات، بالطبول والأناشيد الدينية.



مشاهد مشابهة ترصدها في معظم أحياء تركيا. ففي محافظة شوروم، اتخذت البلدية قراراً بتنظيم عمل "المسحراتية" في شهر رمضان المبارك، وذلك بالتعاون مع جمعية أهلية تابعة لهم. حيث إرتأت البلدية أن تعطي هذا الرمز الرمضاني بعداً تاريخياً وحضارياً جديداً، من خلال اعتمادها موسيقى الفرقة الحربية العثمانية المعروفة باسم "مهتران" المحببة لدى المواطنين، بألحانها وكلماتها المميزة. كما قامت البلدية بتنظيم دورة تدريبية لـ 43 مسحراتي، بدأوا الانتشار في شوارع المدينة مع حلول أول ليلة من شهر رمضان المبارك، بملابسهم التقليدية التي تحاكي فرقة المهرتان.

وعلى الرغم من تنظيم البلدية لبعض أعمال المسحراتية، أكد بكر كايا، الذي يمارس هذه المهنة منذ 13 عاماً أنهم لا يتقاضون أجوراً من البلدية تلقاء عملهم، بل يعتمدون على إكراميات المواطنين التي يقومون بجمعها في منتصف ونهاية الشهر الفضيل.

كما أعلنت عدة بلديات أنها منحت رخصاً وهويات للمسحراتية "الرسميين"، تتضمن ياقة حمراء في لباسهم تحمل شعاراً خاصاً بالبلدية أو الجمعية التي ينتمون إليها، في سبيل تنظيم العمل ومنع الفوضى. فيما تفرض بعض البلديات حظراً على نشاط المسحراتية، تجاوبا مع شكاوى المواطنين من انزعاجهم من هذه الظاهرة.