تركيا.. مئات الصم يرفضون محاولة الانقلاب بـ"لغة الإشارة"

وكالة الأناضول للأنباء
ألازيع
نشر في 22.07.2016 00:00
آخر تحديث في 22.07.2016 14:28
تركيا.. مئات الصم يرفضون محاولة الانقلاب بـلغة الإشارة

لم تمنع الإعاقة مئات الصم في مدينة ألازيغ وسط تركيا، من الاستجابة لنداء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بملء الساحات والتصدي للانقلابيين، ليشاركوا أبناء وطنهم في "ساحة الديمقراطية" التي كانت تعرف بساحة "عزت باشا"، مساء كل يوم والتعبير عن رفضهم الانقلاب بلغتهم وهي "لغة الإشارة".

وأعرب أعضاء نادي "المعاقين الصم" في بلدية ألازيع بلغة الإشارة عن رفضهم لما وصفوه "المحاولة الخائنة"، في الإشارة إلى المحاولة الانقلابية الفاشلة التي نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، مساء الجمعة الماضي.

وقال أحد المعاقين الصم، ويدعى بدرهان أرتوك (24 عاما)، وينزل كل يوم للساحة منذ 15 تموز/يوليو الجاري، إنه "علم بالمحاولة الانقلابية من التلفزيون، وأنهم بداية عانوا لمعرفة حقيقة ما يجري، إلا أنه عقب رؤيته إطلاق الجنود (الانقلابيين) النار على المواطنين، شعر بانزعاج شديد".

وأضاف لمراسل الأناضول بلغة الإشارة أنه "لا يجب أن تحصل هكذا محاولة إنقلابية في تركيا التي يجب أن تبقى موحدة، حيث شهدنا إصابات بالعيارات النارية وقتل الناس بالقنابل، ودهستهم الدبابات، وهو أمر لا يمكن القبول به".

أما يوسف بيرق (22 عاما)، فأوضح أنه "لا يزال يعاني من صدمة الانقلاب، ومشهد دهس الدبابات للمواطنين، وإلقاء الجنود الإنقلابيين القنابل عليهم، وحشد القوات على الجسور، وهي أمور لا يمكن القبول بها إطلاقا"، على حد تعبيره.

وأشار في حديثه للأناضول إلى أنهم "لم يفهموا ما حصل بداية من التلفزيون، ولكن بعد ذلك شاهدوا الرئيس أردوغان يدعوهم للنزول إلى الشوارع، فهموا حجم الخطر المحدق"، مؤكداً أنهم استجابوا لنداءات أردوغان، ونزلوا الى الساحات والشوارع".

وبين أنهم بعد تلك الليلة (الانقلابية) وحتى الآن، يملأون الساحات كل يوم، وأنهم كمعاقين صم يدركون بأن الانقلابيين يقومون بأفعال تماثل أفعال منظمة بي كا كا (الإرهابية)، وأضاف: "لايمكن السكوت على جرائم الشوارع وإن حصلت محاولة إنقلابية جديدة، فسأتصدى للدبابات بصدري وأستلقي أمامها، فإن متُ ستنجو تركيا من الانقلاب، وأنا مستعد للمواجهة دون خوف".

من ناحيته، أفاد محمد سعيد أولغن (22 عاما) أن "ما حصل هو إهانة لتركيا"، مشدداً على أن "البلاد بأمس الحاجة للوحدة والتعاضد".

وأعرب في تصريحه للأناضول عن "إدانته لما حصل في البلاد (المحاولة الانقلابية)"، مشدداً على أنهم جميعاً "إخوة، ويحبون بلادهم وعلم البلاد".

وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة الماضي، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" (الكيان الموازي) الإرهابية، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة اسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة.

وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، إذ توجه المواطنون بحشود غفيرة تجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة اسطنبول ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.