"اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية" يستنكر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا

وكالة الأناضول للأنباء
اسطنبول
نشر في 01.08.2016 00:00
آخر تحديث في 01.08.2016 17:25
اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية يستنكر محاولة الانقلاب الفاشلة في تركيا

أعرب "اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية" عن دعمه لتركيا واستنكاره محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذتها مجموعة محدودة من الجيش مرتبطة بمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية، منتصف الشهر الماضي.

جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي نظمه الاتحاد، اليوم الإثنين، في اسطنبول، بعنوان "العالم الإسلامي إلى جانب تركيا"، بمشاركة مجموعة من ممثلي منظمات تركية وعربية وإسلامية، بعضهم شارك عبر الهاتف من خارج البلاد.

وقال رئيس الاتحاد، علي قورت: "نسي الانقلابيون أن الله خير الماكرين وسينقلب مكرهم عليهم؛ فبالرغم من كل التحضيرات التي جرت من الخارج لمساعدة الانقلابيين، تمكن الشعب من كسرها خلال ساعات وانتهت؛ لقد حاولوا تقسيم البلاد".

وأضاف قورت: "لقد توحد الشعب بإخوّة ملفتة، ومن كافة المشارب دون تفرقة في كل أنحاء البلاد، والتظاهرات اليومية ليست فقط تجمعات للحفاظ على البلاد، بل هي رسالة للعالم الخارجي".

وانتقد قورت العالم الخارجي الذي تعامل مع المحاولة الانقلابية الفاشلة "كأنه لا يسمع ولا يرى ولا يتكلم، في وقت يرفعون صوتهم ضد الإرهاب الذي يضرب العواصم الغربية"، لافتاً إلى أن العالم الخارجي "انزعج من موقف الشعب التركي المتوحد" إزاء المحاولة الانقلابية.

وأكد أن "روح الوحدة في المنطقة والاتحاد الإسلامي هي الطريق الأمثل للتخلص من الحوادث المشابهة التي يمكن أن تحصل في المستقبل، والحادثة (محاولة الانقلاب) التي عشناها تدل على أن الوحدة والإخوة ليس فقط بالكلام، بل بالفعل".

من جانبه، اعتبر حمزة أق بولوط، ممثل وقف "شكر المتطوعين الأتراك" والعضو في الاتحاد، أن "أكبر عدو للمسلمين هو الفقر والجهل والتفرقة، وأكبر عدو للإنسان هو عدم معرفته بالدين، ولو تعلم الشعب دينه بشكل جيد فلن يُهزم".

وشدد أق بولوط على أنه "يجب أن يكون لهذه الحركات (الانقلاب) رادع قوي، وهؤلاء قتلة وسيبقون في السجون، ولن يعاقبوا بالقوانين الحالية بالإعدام، وهو ما سيعزز الفتنة؛ ويجب أن تعاد هذه العقوبة من أجل الردع".

بدوره، قال أمين عام "الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين"، علي محي الدين القره داغي، إن "الانتصار على الانقلاب والحفاظ على الشرعية ليست نعمة للشعب التركي فقط، بل نعمة لكل الشرفاء الذين ينشدون الحق والديمقراطية، وهي نعمة عظمى لجميع المسلمين".

وخاطب القره داغي الشعب التركي بالقول: "تفاعل معكم المسلمون من مشرق الأرض إلى مغربها، ومن شمالها إلى جنوبها، ونعرف ذلك من خلال علمائنا، ونحن اليوم سعداء بهذه النعم، خاصة هذه النعمة على المظلومين من السوريين والمصريين والفلسطينيين والعراقيين".

وشدد على أن "تركيا أصبحت قبلة للمظلومين وكعبة للمضطهدين يلجأون لها، ولو نجح الانقلاب لكان الوضع سيئًا"، مضيفاً: "معكم أدعية وتضرعات وصلوات وسجدات الشكر من أكثر من مليار و700 مليون مسلم، فأنتم بحماية الله بإذنه تعالى".

وتابع بالقول أن "المحللين يقولون أن المؤامرة كبيرة ومتقنة، ولم يحسبوا حساب دعاء المضطهدين والمظلومين، وأن تركيا حكومة وشعبًا تقف مع المظلومين"، مشيراً إلى أن الله هو من أفشل الانقلاب بقدرته ولطفه، ونحن اليوم في مقام الشكر والسجود لله".

ولفت إلى أن "الغرب مرة أخرى أثبت ازدواجيته بالمعايير التي يعتمدها على أساس الديمقراطية، وضد الانقلاب ومعظمهم لم ينجحوا في هذا الامتحان، وخسروا وفشلوا"، مشيراً إلى أن "المطلوب من العلماء هو الوقوف مع الحق وصمود الشعوب، التي تريد الديمقراطية والشورى".

و"الاتحاد العالمي لعلماء المسلمين" عضو في "اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية".

أما ناجاتي جيلاني، رئيس الاتحاد الدولي للحقوقين والعضو في الاتحاد، فاعتبر أن "هذا الانقلاب يشبه الحملة الصليبية، لكنه للأسف نُفِّذ بعناصر محلية، والمنظمات الدولية تحدثت عن الحق والحقوق بعد يومين فقط، قبل أن تظهر أرقام الشهداء والجرحى بعد، وهو ما يدل على ازدواجية المعايير".

واستغرب جيلاني أن "هذه الجهات لا تُسائل الدول الغربية التي تتدخل في سوريا والعراق وليبيا وغيرها، وللأسف كان لهم مكان إلى جانب الانقلابيين"، مؤكدًا أن توحد الشعب سيفشل مخططاتهم، والله سينصر الشعب دائمًا، طالما حافظ على وحدته.

وألقى الدكتور المصري جمال عبد الستار كلمة باسم الأكاديميين العرب، أوضح فيها أنه "كان من الخير أن كشف الله وجوهًا قبيحة، كانوا بحاجة لعشرات السنوات لكشفها، ومؤسسات ودولاً ومنهجيات قبيحة كانوا يعتزون بها".

وأضاف عبد الستار: "كان من الخير انكشاف الصراع على حقيقته، فمن ألقى القنابل على البرلمان هو من أحرق المساجد في مصر والراكعين في رابعة ويقتل في سوريا واليمن وليبيا؛ إنه لا يريد حرق البرلمان، بل حرق الإنسان والحرية، وكل من يبتعد عن الاستبداد والاستعباد. ومن الخيرات التفاف المسلمين حول تركيا".

وأكد باسم الأكاديميين أن "تركيا أصبحت نموذجاً فريداً يقتدى بها، وعظمتها ليس في تاريخها وحسب، بل في واقعها وشعبها وقيادتها".

ويتألف "اتحاد المنظمات الأهلية الإسلامية" من 312 منظمة مختلفة، من 63 دولة في مختلف أنحاء العالم.

وكانت العاصمة أنقرة ومدينة اسطنبول قد شهدتا في وقت متأخر من مساء الجمعة (15 تموز/يوليو) محاولة انقلابية فاشلة نفذتها عناصر محدودة من الجيش تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" الإرهابية (الكيان الموازي(. وقد قوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات، ما أجبر آليات عسكرية على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.

جدير بالذكر أن عناصر منظمة "فتح الله غولن" الإرهابية -غولن يقيم في الولايات المتحدة الأميركية منذ عام 1998- قاموا منذ أعوام طويلة بالتغلغل في أجهزة الدولة، لا سيما في الشرطة والقضاء والجيش والمؤسسات التعليمية، بهدف السيطرة على مفاصل الدولة، الأمر الذي برز بشكل واضح من خلال المحاولة الانقلابية الفاشلة.